أحراج الريحان في مرمى الكسارات والمرامل… والبلدية تنفي مسؤوليتها

الكاتب البريطاني روبرت فيسك يثير الملف البيئي في مقال له في "الاندبندنت" مؤخرا يفضح فيه الوضع البيئي في لبنان، ومصير هذا البلد الذي كان يعتمد في سياحته على الطبيعة وجمالها وسط صحراء عربية كبيرة.

وكان اثار الناشط البيئي، الدكتور هشام يونس، رئيس جمعية (الجنوبيون الخضر) على صفحته على الفايسبوك، ملف المرامل في الجنوب، تحت عنوان (#كل_صامت_شريك الجريمة المزدوجة: جرف أحراج خلة خازم- الريحان وتلويث الليطاني)، فربط  بين تلوث النهر ومرامل عرمتى الريحان، وعلق على الموضوع معتبرا إياه جريمة مزدوجة قضت على جبال الريحان، ولوثت الليطاني بحكم الرمول والأتربة التي خلفتها مرامل في النهر.

الدكتور هشام يونس

وعزا تجدد التلوث الى مرامل في منطقة عرمتى – الريحان، وهو ما سماه جريمة مزدوجة قضت على مساحات واسعة من غابات وأحراج عرمتى – الريحان، ولوثت اهم نهر في لبنان، وهددت الناس في صحتهم وقُوتهم.

مع العلم، ان بلدة الريحان تقع في قضاء جزين  من أجمل مصايف المنطقة وترتفع 1100 متر عن سطح البحر، وتتميز بالحدائق والآثار، وتعتبر من أجمل القرى، وتحيط بها أحراج الصنوبر.

في هذا الاطار، يقول رئيس بلدية الريحان حسين فقيه،  لـ”جنوبية” انه “منذ العام 2015  توقفت المرامل عن العمل، وهناك استصلاح للاراضي بناء على القرار 48 الصادر عن وزارة البيئة، الذي يُجبر صاحب العقار على استصلاح الارض والتجليل عبر مقاطع abc، وبمتابعة من وزارة البيئة والبلدية”.

ويتابع بالقول “نحن كبلدية اما ان نترك الخلل كما هو، او ان نعمل على تجميله وارجاعه عبر زرع مساحات من الصنوبر، وباشراف البلدية وبعض المهندسين فيها”.

ويلفت الى ان “الانسان عدو ما يجهل، ولو سألتنا الجمعيات التي أثارت الموضوع لقلنا لهم ان شركة (سويدان) المدعومة بصفة “خمس نجوم” من وزارة البيئة، ستقوم باعادة الاستصلاح عبر وزارتي المالية والبيئة، وان لم يتم الأمر باشراف وزارة البيئة، فسنعمل نحن على الترميم”.

إقرأ ايضا: بسبب موجة حرٍّ باكرة: خطر بعوض الملاريا يهدد لبنان

و”نقول لمن يثير الموضوع عبر وسائل التواصل الاجتماعي انهم فعلوا كمن فعل بمن قال لا إله، فقتلوه، ولم يتركوه يُكمل الشهادتين. وبالطبع ان اثارة البيئيين للموضوع هو بسبب تسرّب خبر من هنا او هناك”.

ويتابع بالقول “أود ان اقول ان كل من رئيس اتحاد بلديات الريحان المهندس باسم شرف الدين، اضافة الى جهاد الزين، وحسن دغيم، وموسى وهب، يدرسون الموضوع. وثمة مصداقية في العمل من خلال الاطلاع على الدراسة، وسيكون هناك مفاصل ومراحل للعمل، وأية مرحلة نجد فيها خللا ما سنوقف المتابعة بالمشروع، خاصة ان المستثمر يضع بندا جزائيّا على الوزارة، اضافة الى مبلغ تأمين بالبلدية”.

ويقول، فقيه “بالعودة الى المرامل، فقد تم ايقاف شركة (بدير) عن العمل، التي كانت تعمل على عهد البلدية السابقة، ونحن كبلدية مع الحفاظ على البيئة، خاصة انه عندنا أهم حرش صنوبرفي لبنان. مع العلم اننا ندعو الى محاسبة وزير البيئة السابق أكرم شهيّب الذي قلع 120 شجرة صنوبر”.

ويختم رئيس بلدية الريحان حسين فقيه، ان “بلدية الريحان الى الان لم توّقع العقد الخاص مع شركة (سويدان)، ونحن بطور دراسة المشروع”.

وفي اتصال مع رئيس اتحاد بلديات الريحان، المهندس باسم شرف الدين،قال لـ”جنوبية”: “لقد قرأت ما كتب على صفحات التواصل الاجتماعي، نحن نقول في هذا الصدد انه في العام 2016  أي عند تسلّمنا ادارة بلدية الريحان واتحاد بلديات الريحان لم يعد هناك أية مرملة، وبالتحديد لم تشتغل أية مرملة. ونحن الان نشتري الرمل من بلدة ترشيش من بعلبك، والصور التي تنتشر هي صور قديمة لمرملة شومان”.

ويتابع شرف الدين “نحن نتمنى على الشركة التي فعلت ما فعلت ان تستصلح وان تزرع. وان فكرة المرامل ليست عملا نستهويه كبلدية او كإتحاد. ولكن يجب ان يكون هناك انصاف، لان قطاع البناء متوّقف فثمن كل نقلة رمل يصل الى 1000 دولار”.

ويتابع، المهندس باسم شرف الدين “نعم، البلديات عليها مسؤولية اذا فتحت مرملة جديدة. والجميع يضع المسألة على عاتق البلديات، وهذا ما ليس بقدرتنا تحملّه”.

ويوضح شرف الدين “قد تعطي الوزارة رخصة ما، لكن منذ العام 2015  صار الترخيص صادرا من البلدية، وكانوا سابقا تحت عنوان “استصلاح الاراضي” يفتحون المرامل، وكان يتم نقل الاتربة بما يسمى “ناتج الاستصلاح”.

ودعا “الى تنظيم القطاع، نظرا لعدد المتضررين الكبير، ونسأل لما لا يفتشون على اماكن جردية لأجل اعمال البناء”.

إقرأ ايضا: الفساد والمصالح يقضيان على التنوع البيئيّ في عدلون

وختم رئيس اتحاد بلديات جبل الريحان “انا كمشارك في لجنة الحفاظ على البيئة في لجنة حماية نهر الليطاني من التلوث، اقول ان الكلام المذكور غير دقيق، لأنه ما من مرملة الان تعمل في منطقة الريحان كلها”.

وكان نائب جزين زياد أسود قد أثار، منذ اسبوعين، القضية نفسها على صفحته على الفايسبوك أيضا.

الجمعيات البيئية تراقب عمل البلديات والوزارات المختصة، ولكن من يحاسب على ما ورد في نص “روبرت فيسك” الذي كتب ان “جبال لبنان تمحى من الخريطة” بفعل ما شاهده بأم عينه من فتك بالكسارات والمرامل بالجبال وازالتها؟ وقد ألقى بالمسؤولية في نهاية مقالته على الحكومة اللبنانية ورئيسها.

السابق
حاصباني: من يريد مساعدة المستشفيات الحكومية عليه أن يُطالب الدولة بتأمين المستحقات
التالي
حزب الله والانسحاب من سوريا: هل اقتربت الحرب الكبرى؟