العلامة الحاج في الافطار السنوي لـ«المهدي الخيرية»: تمكنّا من إيجاد فضاء مشترك

بعد تعريف من الدكتور حسن عاصي، أطل العلامة الشيخ محمد حسين الحاج في الإفطار السنوي لجمعية الامام المهدي الخيرية، في "غولدن توليب" في بيروت، بحضور حشد من الشخصيات الدينية والسياسية والثقافية والإعلامية والاجتماعية، حيث قدّم عاصي الحفل بتعريف عن الجمعية ودور "المجمع الثقافي الجعفري"، مؤكداً على الانفتاح على مدى الوطن.

بتحية الإسلام افتتح العلامة الحاج كلمته، فقال “يتجدد اللقاء كما في كل عام لنلتقي، ونتحدث ونجتمع في شهر جعله الله رحمة لكل الناس لم يجعل هذا الشهر لفئة معينة كما لم يجعله للمسلمين فقط. ومن قال أن هذا الشهر للمسلم دون غيره. هو شهر لكل الناس، وهو هدية لكل إنسان لكل حسب أحكامه وعقيدته. وعلى هذا الأساس أننا دائماً نرحب بكم أولاً وآخراً. ونسعد باللقاء بكم كل عام. إنها أيام الصوم الذي هو تهذيب للنفس وللروح، ورجوع عن تقصيرنا أمام الله، ونحن نصوم لنعود إلى الله.. هو فرصة للرجوع إلى الله، وفيه تذكر الفقراء والمساكين. يقال أن لا أحد يموت من الجوع. نقول بلا هناك أناس بلا مأوى وبلا طعام. ولدينا نماذج كثيرة للفقر.

إقرأ ايضا: الشيخ علي قدور والمسلمون العلويون في المجمع الثقافي الجعفري

فعندما نجلس إلى مائدة الفطور، لنتذكر الفقراء لأن هذا الشهر يتميز بلقاء الأحبة أمثالكم بأهل الخير والأحبة، وبمساعدة الفقراء والمحتاجين، نلتقي بمن نختلف معهم بالسياسة أو بالعقلية.  ولا يمكن أن يوفق أي شخص لا يقدم المساعدة للمحتاجين. لذا، قال القرآن الكريم (وأما السائل فلا تنهر) والله يحث على العطاء. وقال القرآن (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم) تطهر الإنسان من الداخل. والحمدلله أن وفقنا إلى هذا الإفطار لنذكي أعمالنا، وهو يزيد إلى طهارتنا طهارة”.

وتابع سماحته، ليقول “تدعو الجمعية دوما إلى لقاء حواري، في ظل الازمة الحقيقية التي نعيش جراء الانحرافات والفساد، لذا علينا التعاون والوقوف أمام الأزمات التي تواجهنا نتيجة الخلافات الطائفية بالذات. هناك مشكلة نسمع عنها، ولكننا اليوم للأسف نعيش أزمة حقيقية عندما نلتقي بأي فرد أو شخص فيقول أنا شيعي، أنت سنّي، أنت درزي، وأنت ماروني، لذا علينا أن ندعو إلى التعاون فيما بيننا. هذا ما يعمل عليه “المجمع الثقافي الجعفري” دون تمييز بين كبير وصغير. وبجهود أهل الفكر والعلم والإعلام المتواضع ودعم أهل الخير تمكننا من إيجاد فضاء مشترك للابتعاد عن السياسة. ونحن على استعداد للتعاون مع أية فئة أو فريق أو تنظيم يريد أن يسعى إلى تنمية الفكر الإسلامي-المسيحي. لأنني أعتقد أن مذهبي الجعفري يجعلني حرا ولا يمنع أن أفتح أفقي على الآخر. وكما قال علي (إن لم يكن لك أخ بالدين فهو نظير لك بالخلق). ويجب العمل كما تحدث الجميع عن عهد جديد”.

إقرأ ايضا: الإعلامي إبراهيم عوض في «المجمع الثقافي الجعفري»: إنه قانون انتخابي قبيح

وختم سماحته بالقول “نحن ندعو للابتعاد عن الفساد في هذا البلد، وان كنا نعيش الفساد المالي والثقافي، الا ان الفساد الصهيوني بدأ يغزو بيوتنا. فاسرائيل لا تريد معركة عسكرية معنا. بل تتطلب مواجهتها مواجهة فكرية لانها تريد هدم ثقافة كل إنسان وكل فكر وكل مجتمع سواء كان إسلاميا او غير اسلامي، حيث ستتولى الصهيونية السيطرة على المقدسات. فهذا الكيان الخطر على الإنسان والإنسانية يجب ان نقف بوجهه وقفة مقاومين، وامام كل أنواع الفساد والجهل والتعصب المذهبي. ونحن معكم آملين أن تكونوا معنا ونسأل الله أن نوفق لأن نخدم وخدمة المجتمع”.

السابق
فادي الهبر: «حزب الكتائب» فتح صفحة جديدة مع جميع الاطراف وقد نشارك في الحكومة
التالي
زينك: واثق من أن علاقاتنا الوثيقة أساسًا مع تركيا ستكون قوية في المستقبل