فتوى الشيخ قباني بالجهاد في فلسطين بين الواجب واستحالة التطبيق

دعوة الشيخ محمد رشيد قباني إلى الجهاد.. هل يتم ترجمتها على أرض الواقع؟

تزامناً مع الذكرى الـ70 للنكبة الفلسطينية، أقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، في تأكيد لاعتراف سابق من قبله بأنّ القدس هي عاصمة “اسرائيل”.
هذا الحدث ارتبط أيضاً بسقوط عشرات الشهداء في مسيرة العودة، وصدامات عديدة بين الشعب الفلسطيني المقاوم والعدو الصهيوني المحتل.

مشهد فلسطين، الذي لم يلقَ من العرب وأولياء المقاومة، إلا خطابات لا طائل منها، واستنكارات لا تتعدّى حدود الحبر الذي كتب بها، أكّد أنّ لا منقذ للقدس إلا أهلها، وأنّ تجار القدس ليسوا إلا جماعة من بائعي الكلام، حوّلوا القضية الفلسطينية إلى “شماعة” تطرب الجماهير من دون أن تؤتي أكلها في الساحة المقدسية!

في سياق كل هذه التطورات، التي تزامنت مع أكبر عملية اقتحام لحرم المسجد الأقصى من قبل المستوطنين منذ “حرب 67″، أصدر مفتي الجمهورية اللبنانية السابق الشيخ ​محمد رشيد قباني​ “الفتوى بوجوب الجهاد لتحرير ​فلسطين​”.
وقال قباني في كلمته أنّ فتواه الدينية الشرعية تؤكد أن فلسطين أرض عربية إسلامية احتلّها اليهود الصهاينة عام 1948 وتحريرها واجب شرعي على كل العرب والمسلمين.
وفيما لفت قباني إلى أنّه “لا يجوز للفلسطينيين أو العرب أو المسلمين أن يستسلموا أو يتصالحوا مع المحتلين”. شدد كذلك أنّ كل اتفاقيات السلام مع المحتلين هي باطلة.

فهل تترجم دعوة المفتي السابق محمد قباني؟ وهل يبدأ الجهاد؟!

رئيس هيئة علماء المسلمين في لبنان الشيخ رائد حليحل أكّد في حديث لموقع “جنوبية”، أنّ “عالم الدين يجب عليه أن يبين الحكم الشرعي في أي مسألة”.
مضيفاً “من النظرة الشرعية والنظرة إلى الواقع بعد 70 عاماً من النكبة، فإنّه لا حل إلا الجهاد، ولكن هذا لا يقوم فيه أفراد حتى يلاحقوا من قبل دولهم وأنظمتهم ويزج فيهم في السجون، إنّما هو خطاب يجب أن يكون موجهاً لكل الأمة حتى ينبري من بيدهم الحل من الأمراء والرؤساء والملوك وقادة الجيوش فهؤلاء هم الذين عليهم يأخذون زمام المبادرة”.

ورأى الشيخ حليحل أنّ “طرح المفتي قباني هو طرح جيد ومهم حتى نعود بالقطار إلى السكة الصحيحة لأنه يقيناً لن تتحرر فلسطين ولا القدس إلا بالجهاد ودحر المعتدين”.

 

 

مشيراً إلى أنّ “الشيخ ليس لديه جنود كي يسيرها هو يبين الحكم الشرعي، وبالتالي على من في يده زمام المبادرة أن يتلقف هذه الفتوى وأن يسأل الشيخ تفصيلاً حتى يقوم بما يجب عليه. وجميعنا ندرك أنّه للأسف لاسيما دول الطوق حول فلسطين، والدول العربية والإسلامية، قد ابتعدت كثيراً عن هذا الموضوع وهو ليس في أجندتها”.

وختم رئيس هيئة العلماء المسلمين الشيخ رائد حليحل بالتأكيد أنّ “تذكير العالمين العربي والإسلامي بهذه الفتوى هو الحل الصحيح، وهو أمر ضروري كي نحفظ هذه الأمانة التي علينا أن نحملها للأجيال القادمة حتى لا تضيع هذه القضية وقدسيتها”.

إقرأ أيضاً: تضامن على «السوشيل ميديا»: القدس عاصمة فلسطين الابدية

في المقابل أكدّ مسؤول المكتب الإعلامي في حزب التحرير الشيخ محمد إبراهيم لـ”جنوبية” أنّ “الحكم الشرعي الذي تحدث فيه سماحة المفتي السابق هو أمر معروف لدى جميع المسلمين سواء أكانوا في مناصب الإفتاء أم غيره، فتحرير فلسطين والأراضي الإسلامية التي احتلت هو أمر واجب ومعروف في الدين”.

موضحاً أنّ “الشيخ لم يأتِ بجديد وإنّما ما قاله هو في سياق التذكير بما هو موجود”.

وأشار الشيخ ابراهيم إلى أنّ “الدعوة إلى الجهاد يطلقها في بعض الأحيان عدد من العلماء، ولكن هذه الدعوة غامضة. فمن الذي عليه أن يجاهد؟ هل هم عامة الناس أم هي مسألة تحتاج إلى دول وجيوش وخطط”.

معتبراً أنّ الحكم الشرعي يجب تبيانه بشكل واضح.

إقرأ أيضاً: عن طقوس الموت الفلسطيني

ورأى الشيخ ابراهيم أنّ “هذه الفتوى والتذكير فيها يبقي القضية في ذاكرة المسملين، غير أنّه ما لم يتم تجاوز الغموض فيها لتحديد من عليهم الجهاد، فإنّ الشباب لا يمكنهم الاستجابة لهذه الدعوة وإلا قد يتم زجهم في السجون”.

وفي الختام أوضح مسؤول المكتب الإعلامي في حزب التحرير الشيخ محمد إبراهيم أنّ “هذه الفتوى ستمر مرور الكرام طالما هناك غموض، وما من وضوح لجهة تحديد من يتحمل المسؤولية من الناحية الشرعية حتى لا يتم إحراج الحكام”.

السابق
العافية بالنباتات البرية… نشاط بيئي صحي في محمية الشوف الأحد
التالي
بعد انتصارها الانتخابي: «القوات» عصية على التحجيم