ما بعد الإنتخابات.. لبنان أمام مخاض حكومي طويل الأمدّ!

مجلس النواب
يبقى من عمر المجلس الحالي عشرة أيام فقط، وتطوى صفحة، لتفتح صفحة في العلاقات السياسية والتفاهمات أو الاختلافات مع استكمال الكتل الفائزة، أياً كان حجمها، المضي في إقامة "احتفالات النصر".

بدأت الأجواء السياسية الداخلية تعكس استعدادات أولية لرسم الخطوط العريضة لآفاق المرحلة الجديدة التي ستلي الانتخابات بدءاً باستحقاقي انتخاب رئيس مجلس النواب وتشكيل الحكومة الجديدة. وقالت أوساط سياسية بارزة عاملة على خطوط الرئاسات الثلاث لـ”النهار” أمس إن الاتجاه الثابت بعد 20 أيار، أي انتهاء ولاية مجلس النواب الحالي وبداية ولاية المجلس المنتخب، يتمثل باختصار في تجديد الدم في عروق التسوية السياسية التي بدأت مع انتخاب الرئيس العماد ميشال عون ولكن مع إلباس هذه التسوية هيكلية جديدة.

إقرأ ايضًا: اشتباك الشويفات الانتخابي: ارسلان مطالب بتهدئة النفوس وتسليم قتلة أبو فرج

وأوضحت أن المقصود بذلك أن لا تغيير في أركان التسوية ولا في واقع الرئاسات بطبيعة الحال لأن إعادة انتخاب الرئيس نبيه بري لرئاسة المجلس محسومة ومبتوتة، كما أن أعادة تسمية الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة ستكون محسومة أيضاً لأنه سيحظى بغالبية النواب في استشارات التكليف. لكن الامر الذي سيشكل الاختبار الشاق المحتمل بعد ذلك هو تشكيل الحكومة الأولى بعد الانتخابات والتي يرجح أن تكون بمثابة مخاض شاق نظراً الى خريطة الحصص النيابية الجديدة وتوزعها من جهة وتطورات أخرى تتصل بحسابات الداخل والخارج للمرحلة المقبلة من جهة أخرى.

وفي وقت تتواصل القراءات في أرقام نتائج الانتخابات، بالتوازي مع تحضّر مرشحين للطعن، نقلت قناة الـ”MTV” عن رئيس مجلس النواب نبيه بري، قوله أنه لم يحدّد بعد موعدَ جلسة لانتخاب رئيس مجلس نيابي جديد، وأنه سيتشاور مع رئيسَي الجمهورية والحكومة لتحديده، مشيراً الى أنّ “للجميع الحقّ في الترشح. وحتّى لو فزتُ في التزكية، ففي الجلسة نفسها سيتمّ انتخابُ نائب رئيس مجلس النواب وأعضاء هيئة المكتب واللجان”.

وأشار الى أنّ “تشكيل الحكومة قد يتأخر نظراً إلى التعقيدات”، وأنّ “مرشّحي لرئاسة الحكومة هو سعد الحريري بغضّ النظر عن موقف الأخير من وزارة المال”، مشيراً إلى أنّ “الفصلَ بين الوزارة والنيابة في حاجة إلى تعديل الدستور”.

وأكّد تمسّكه بوزارة المال للطائفة الشيعية، وتحديداً للوزير علي حسن خليل”، وقال إنّ “قانون الإنتخابات في حاجة إلى تطوير”، لافتاً إلى أنّ “حجمَ كتلة “التنمية والتحرير” معروف، والمرشّح المنتخَب مصطفى الحسيني أبلغني أنّه سيكون ضمن الكتلة، وإذا أراد آخرون الإنضمام، فسنشكّل كتلتين”.

في غضون ذلك، كشف النائب المنتخَب نقولا نحاس لـ”الجمهورية” أنّ كتلة الرئيس نجيب ميقاتي ستكون نواةً لتحالف أكبر، مشيراً الى أنّ العمل بدأ لتشكيل كتلة نيابية وازنة تستطيع أن تشكّل قوة ضغط حقيقي في مجلس النواب من أجل تصحيح المسار الانحداري في البلاد. لافتاً الى أنّ الكتلة ستضمّ نواباً يشبهوننا ويُثبت تاريخُهم بالفعل لا بالقول، أنّ لديهم نفس توجهاتنا لبناء دولة فعلية”.

“وأشارت الانوار”  أن  الكتل بدأت تسعى لاقامة تكتلات واسعة، ظهرت بوادرها في الشمال بين المردة وتيار العزم وتيار الكرامة. وينتظر ان يضم هذا التكتل النواب: فيصل كرامي وجهاد الصمد ونجيب ميقاتي وطوني فرنجية وجان عبيد واسطفان الدويهي وفايز غصن ونقولا نحاس وعلي درويش.

وقالت مصادر سياسية ان الجهات النيابية المعارضة بدأت بدورها تتلمس الاندماج في تكتل سياسي يعبر عن مواقفها ويدعم توجهاتها، وتعتبر الكتائب من نوابها.

وتابعت ان الحزب القومي السوري، والتيارات ذات التوجه السياسي الواحد تتطلع ايضا الى تكتل يجمع شملها ويوحد كلمتها ويعطيها وزنا اضافيا.

إقرأ ايضًا: انتخابات بعلبك – الهرمل: ترهيب وسطوة سلاح وشمص يتوجه للطعن امام الدستوري!

هذا وأوضحت مصادر القوات لـ “اللواء” ان موضوع تكليف الرئيس الحريري برئاسة الحكومة مرتبط بلقاء سياسي يجمع الحكيم والحريري، لأن المرحلة الجديدة تستدعي عقد مثل هكذا لقاء، ونفت ان يكون هناك جفاء بين الرجلين، لا سيما وان المسألة ليست شخصية، وهناك مقاربات وطنية تجمعهما.

ونفت المصادر ان يكون لدى القوات أي شروط لتسمية الحريري، وكل ما يطلبه الحزب هو حوار سياسي من أجل التفاهم على عناوين سياسية، خصوصا وان لدينا وجهات نظر نتشاطرها مع قوى سياسية أخرى.

وعلم ان اجتماع الكتلة سيكون من ضمن احتفال تنظمه القوات في معرب يتخلله عرض راقص ولفتة إلى ا

السابق
البغدادي والأسد على قائمة «فوربس» العالمية
التالي
«العدل غروب» تعتذر من اللبنانين وتسحب صوت فضل شاكر عن الأغنية