تناقض أو تناغم في تصريحات تيلرسون حول حزب الله؟

ريكي تيلرسون
كيف يمكن تفسير التناقض بين كلام تيلرسون الناعم في الأردن، واللهجة الحادة في لبنان نجاه "حزب الله"؟

بعد طول إنتظار وصل وزير الخارجية الأميركي ريكي تيلرسون أمس إلى لبنان ضمن جولة إقليمية بدأها يوم الأحد الماضي. في مهمة محدّدة لبحث النزاع البحري بين لبنان وإسرائيل، من دون أن يتخذ قرارا حاسما حول وساطة بلاده المتعقلة بـ”البلوك 9 النفطي”، وقد دامت الزيارة زهاء 6 ساعات، التقى خلالها بالرؤساء الثلاث، واختلى لعشر دقائق مع نظيره اللبناني جبران باسيل وانتهت الزيارة بمؤتمر صحافي مع رئيس الحكومة الحريري.

وقد طلب عون من تيلرسون أن تعمل واشنطن على منع إسرائيل من الاستمرار في اعتداءاتها على السيادة اللبنانية البرية والبحرية والجوية، والالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701.

اقرأ أيضاً: زيارة تيلرسون خلّفت توتّرا لدى حزب الله وخطأ بروتوكوليا في قصر بعبدا

وأعلن تيلرسون أن بالمقابل، أعلن تيلرسون إن بلاده تتواصل مع لبنان وإسرائيل لضمان الهدوء في منطقة الحدود، مضيفا أن أميركاملتزمة بمساعدة لبنان ، وأشار إلى أنه في حال وقعت اتفاقية بين إسرائيل ولبنان بشأن الحدود البحرية فإن ذلك سيساعد الطرفين على الازدهار في الوقت الحالي وفي المستقبل.

وأضاف وزير خارجية أميركا أن بإمكان بلاده القيام بـ “دور بناء لإيجاد الحلول لإبرام اتفاقية نهائية حول الحدود اللبنانية الإسرائيلية”.

إلا أن اللافت كان التناقض النسبي في تصريح تيلرسون، فالكلام الناعم عن “حزب الله” بوصفه بأن شريك أساسي في العملية السياسية في الأردن تغيّر 180 درجة في لبنا حيث أطلق موقف حاد في لبنان، إذ قال انّ الحزب منظمة إرهابية ولا نقبل التمييز بين جناحيه العسكري والسياسي. داعيا إيّاه للإنسحاب من حروب المنطقة، ومن سوريا تحديداً مشيرا إلى أن تورط حزب الله في الصراعات الإقليمية يهدد أمن لبنان.

هذا ورأى المصدر أن الأميركيين نبّهوا “حزب الله” أن السياسة الأميركية تغيّرت وليس ساترفيلد من يحدّد السياسة الأميركية”.

المحلل السياسي حسن فحص

وفيما يتعلّق بالحدود أشار إلى هناك قاعدة للتفاوض وأن التسوية التي طرحتها الولايات المتحدة عبر تيلرسون هي عبر إحياء “مبادرة هوف” (نسبة الى السفير فريدريك هوف) قبل سنوات لحل الخلاف اللبناني – الاسرائيلي على الحدود المائية. وتقضي مبادرة “هوف” بإعطاء لبنان 60 في المئة من هذه المياه. وإعتبر المصدر أن قاعدة التفاوض هذه مقبولة دون أن يتنازل أحد عن حقوقه.

اقرأ أيضاً: لغط بعد اعتراف تيلرسون بحزب الله ثمّ تأخير استقباله في قصر بعبدا

من جهة ثانية، رأى المحلل السياسي حسن فحص أن لا تناقض بين تصريحات تيلرسون من الأردن ولبنان ـ فما قاله بعمان هو إعتراف بالواقع السياسي والتركيبة اللبنانية وبالتسوية الرئاسية التي أدت للإستقرار وسير البلاد. فيما المو قف الذي صدر عنه في لبنان هو الموقف الأميركي الحقيقي تجاه لبنان بأن لا تمييز بين الجناح العسكري والسياسي لـ “حزب الله المصنف تنظيما ارهابيا من قبل واشنطن. فيما التمييز بين التصنيفين هو من الجانب الأوروبي الذي حصر العقوبات بالجناح العسكري فقط”.

وفي الختام رأى فحص أن “كلام تيلرسون في الأردن لا يعتبر أنّه تراجع عن موقفه تجاه “حزب الله” بل على العكس فإن الموقفين متناغمين”.

السابق
شركة Uber تصالح وزارة الداخلية… وتقدم كشفا أمنيا للأجهزة المعنية
التالي
المرتزقة الروس يسقطون بالمئات في سوريا