عين حزب الله على الجدار العازل ومستوطنة المطلة

جدار اسرائيل
يبقى الحديث عن الجدران العازلة والأنظمة الشائكة التي تبنيها إسرائيل يأخذ دائماً منحى تحليلياً مختلفاً، إذ في الوقت الذي اشارت فيه تصريحات مسؤولي إسرائيل ان الجدار العازل الذي تبنيه على اطراف الحدود الشمالية مع جنوب لبنان، سيردع حزب الله، إلا ان قائد كتيبة إسرائيلية كشف لصحيفة "يديعوت احرونوت" ان الجدار العازل ووضعية منطقة المطلة الجغرافية، المحاصرة من القرى اللبنانية، ستحفز حزب الله على خوض الحرب.

تتخوف إسرائيل من ان يسبب الجدار العازل على طول حدودها مع لبنان بإشعال الحرب، فبحسب القائد الاسرائيلي الذي لم تكشف الصحيفة عن إسمه أن لا يجب إستبعاد قيام عناصر بإلقاء عبوات ناسفة على الجدار، ومن ثم سيعمد حزب الله على عدم تبني تلك الأعمال.

من حين لآخر يجتمع ممثلون عن الجيش الإسرائيلي والجيش اللبناني بإشراف الأمم المتحدة، ويكون جل الحديث حول الجدار العازل الإسرائيلي، او التخوف من ان تتسبب ورش العمل الإسرائيلية على حدودها بإستفزاز الطرف الاخر وإشعال الحرب.

الجدار العازل الاسرائيلي نشط حركة السياحة في الحدود الشمالية، بينما يواصل ابناء المستوطنات عملهم المعتاد بإرتياح شديد لأجواء الوقاية السائد. ولكن حزب الله بدأ يصعد خطابه ضد الجدار وقد يتخذ قرارات عسكرية يضع من خلالها خطوطه الحمراء.

اقرأ أيضاً: الجيش الاسرائيلي: حدودنا مع لبنان آمنة بسبب قوة ردعنا وليس بسبب قوّة حزب الله

اما الاشكال الاساسي الذي قد يسبب الحرب، عدم تحديد العديد من النقاط الحدودية بعد حرب تموز، وبإمكان حزب الله تنفيذ هجمات عسكرية على مستوطنة المطلة المحاطة بـ270 درجة من الأراضي اللبنانية.

ويقوم الجيش اللبناني بدوريات من وقت لآخر في المنطقة المحاذية للمطلة، وتراقب قوات اليونيفيل الوضع في المنطقة من مرتفعات الجنوب اللبناني، بينما يقوم حزب الله بتشغيل عملائه السريين. يراقبون الوضع على الشريط الحدودي، ويصورون المواقع، ويكتبون تقارير حول ذلك، وهذا ما تلاحظه الشعبة العسكرية الاسرائيلية في الجليل.

ولحل ثغرة تجسس حزب الله على المناطق الواقعة خلف الجدار، سيستخدم جيشها نظام استشعار متطور يغطي مناطق واسعة اسرائيلية – لبنانية. النظام الجديد سيكشف عن مقاتلي حزب الله، خصوصاً فرقة الرضوان النشيطة على الشريط الحدودي بأكمله، ومن المرجح بحسب المعلومات الامنية ان تلك الفرقة يتم تدريبها حالياً على آليات دخول الجليل.

واشار القائد الاسرائيلي، إلا وجود مجموعة من الدبابات على جهوزية كاملة، وعلى اتصال مباشر بوازرة الدفاع الاسرائيلية لإتخاذ أي إجراء عسكري ضد القرى اللبنانية.

صحيفة هآرتس كذلك خصصت تحقيق كامل عن ما تمثله منطقة المطلة في الصراع المرتقب بين حزب الله وإسرائيل، جاء فحوى التحقيق، حول تهديد نوعي وجهته إسرائيل مطلع عام 2018، بأنها ستنفذ هجوماً على لبنان في حال لم يردع حزب الله، هذا النوع من الرسائل وجهته عام 2017، ويقول عاموس هارل ان من المؤكد ان هذا النوع من الرسائل يخيف الجانب اللبناني.

واطلق مسؤولون اسرائيليون في وقت واحد رسائل انذارية حول الخطر الذى تشكله خطط ايران فى لبنان، التحذيرات لم تكن للردع، بل إنذار حرب حقيقي مشابه للوضع الاشهر الاخيرة التي سبقت حرب تموز. ووجه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع افيغدور ليبرمان ورئيس قوات الدفاع الاسرائيلية غادي ايزنكوت رسالة حرب عبر وسطاء واطراف مشتركة ضد خطط ايران لاقامة مصانع الاسلحة في لبنان.

اقرأ أيضاً: حزب الله يجهز زوارق انتحارية لضرب مصالح اسرائيل البحرية

واشارت هآرتس إلى الاحتجاج الذي تقدم به الجيش اللبناني عن طريق قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان بشأن استئناف العمل الإسرائيلي لبناء سياج وقائي على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية وبمحاذات المطلة.

يقول اللبنانيون إن مسار السياج ينحرف عن الحدود في ستة نقاط حدودية وطالبوا بإجراء مناقشات ثلاثية لبنانية – اسرائيلية بإشراف دولي، حول الخطة.

وللمرة الاولى اتت تقارير لبنان المستنكرة خالية من تهديدات الحرب، على عكس بيانات إسرائيل، ما يعني بحسب الصحافي الاسرائيلي أن لبنان فهم جدية الوضع وخطورته هذه المرة.

السابق
القوات اللبنانية: العقدة النفسية الوهمية وفرصة بناء الدولة
التالي
هل انتسبت بولا يعقوبيان لـ«حزب سبعة»