«الجماعة الإسلامية» و«حزب الله»: تقارب بعد قطيعة سنوات

الجماعة الاسلامية
بعد انقطاع دام سنوات، فُتحت قنوات التواصل بين حزب الله والجماعة الاسلامية. فمنذ مشاركة حزب الله في المعارك العسكرية في سورية ظهرت الخلافات بين التيارين الاسلاميين. فكيف يرى كل من أحمد الأيوبي وفيصل عبد الساتر هذا التقارب؟

ان عودة العلاقة بين حزب الله والجماعة الاسلامية او ما يسمى بـ”ربط نزاع” تماشيّا مع الاجواء التصالحية بين حزب الله والرئيس سعد الحريري، ظهر نوع من تناغم بسبب الخلاف بين الإخوان المسلمين والسعودية، اضافة الى قضية القدس التي يتفق حولها الحزبان الاصوليان، فهل يسعى الحزب الشيعي والجماعه السنية الى التهدئة على المستوى المذهبي على مستوى لبنان بعد خلاف بدأ منذ 2011، اثر اندلاع الحرب السورية؟

في اتصال مع الخبير في الحركات الاسلامية، أحمد الأيوبي، المقرّب من الجماعة الاسلامية حول التقارب بين حزب الله والجماعة واثره خاصة انه هناك ملفات حساسة مشتركة بين الطرفين كالموقوفين الاسلاميين في سجون لبنان، والانتخابات النيابية المقبلة، والوضع السوري الميداني، والعلاقة المستجدة مع الرئيس سعد الحريري. يقول الايوبي لـ”جنوبية”: “هذا الخلط في الملفات، وبهذا الشكل فيه الكثير من المبالغة من قبل القوى السياسية التي تحاول تقوية علاقاتها بحزب الله من خلال الفصل بين الملفات، وطبعا نحن ضد الفتنة السنية– الشيعية وضد الاحتراب المذهبي. فعندما يحاول طرف ما تشريع السلاح يصبح التواصل معه امرا خطيرا. اذ هناك محاذير في الموضوع، أولها كيف يمكن الفصل بين من يستعمل السلاح ويقتل الاطفال في سوريا والعراق، وبين حزب سياسي وحزب عسكري، وكيف سيكون وسيطا فضلا، عن الموضوع الفلسطيني الذي هو سبب التقارب، فكلنا نعرف الموقف الايراني في الملف الفلسطيني الذي اقتصر على الدعم الاعلامي مع عدم الاستعداد لخوض أية معركة ضد اسرائيل، ولكن يتم فتح جبهات على مدى العالم الاسلامي، حتى ان ايران ترسل السلاح الى اليمن، ولا تتجرأ على القول انها تدعم فلسطين. وهي بذلك طرف غير حقيقي في المقاومة. لذا يصبح التواصل مع هذه القوى غير مجد ولا نافع”.

الدكتور احمد الايوبي

ويتابع الايوبي، قائلا “ميدانيا، جرّب اللبنانيون ان يقوموا بربط نزاع مع الحكومة اللبنانية على أساس متابعة القضايا الحياتية للناس كالكهرباء، وخاصة في المناطق النائية كعكار والجنوب لكن لا جدوى.. ونتيجة التسوية التي قيل انها “ربط نزاع” فان ذلك ظهر انه عمل لا قيمة له في ظل عمر الحكومة القصير. وقد عقدت مؤتمرات انماء طرابلس المتتالية ولم تؤد الى أية نتيجة، رغم ان هذه الحكومة أتت بدعم كامل على المستوى السياسي”.

ويختم “نحن ضد هذا التقارب طالما انه لم يكن على بيّنة او على وضوح، فما الذي اختلف بين مرحلة القطيعة وهذه المرحلة الان؟ وماذا غيّر حزب الله من سلوكه تجاه هذه القضايا؟”.

فـ”نحن تربطنا علاقة طيبة بالجماعة الاسلامية، ولكن لم نحصل على جواب واضح بخصوص مشاركتهم في احتفال السفارة الايرانية، لانه ثمة رأيين نتيجة وجود ديموقراطية داخل الجماعة. وما نقوله ان هذه القرارات تحتاج الى وضوح. فهل ما يجري هو ذو طابع تكتيكي استراتيجي؟ ام هو نتيجة الخلاف في العالم العربي بين السعودية وقطر؟ أم ماذا؟ فنحن كمراقبين نريد أن نفهم”.

بالمقابل، يرى المحلل السياسي، المقرّب من حزب الله، فيصل عبد الساتر، ان “اسباب التقارب بين الطرفين متعددة، حيث لم يصل التباعد الى حد القطيعة الشاملة، ولم يكن ثمة احتراب بينهما، حتى وان كان هناك اختلاف في وجهتي النظر حيال سوريا، وهذا ما عبّر عنه كبار القياديين من الطرفين. فالتبّدل والتحوّل الذي جعل هذا التقارب واضحا امام العيون هي ان ايران مؤخرا قامت باحتواء حركة حماس وارجاعها الى الدائرة الممانعة، اضافة الى وصول القيادي صالح العارور على رأس القيادة في حماس، وهو ما يُعد خطوة اساسية في هذا الملف، مع استبعاد القيادي خالد مشعل. ومن ناحية ثانية المؤتمر الذي عقد في طهران، حيث كان هناك ممثل لحماس، مما ساعد على ردم الهوة بينهما، اضافة الى موضوع القدس والتي هي ثابتة اساسية بين الطرفين. وهذا يقدّر للجانب الفلسطيني رغم الاصوات النكرة التي خرجت”.

اقرأ أيضاً: هل تسير الجماعة الإسلامية في لبنان في وثيقتها على خطى «حماس»؟

ويضيف عبد الساتر، ان “هذه العوامل المتعددة اضافة الى أفول نجم الشيخ يوسف القرضاوي وهو بالنسبة لحماس المفتي الاعلى، اضف الى ذلك مسألة حصار قطر رغم انه لم يكن من خلاف علنيّ بين قطر وحزب الله، بل نوع من جفاء. لكن حزب الله آثر عدم الهجوم على قطر مما جعل الامور تكون اكثر سلاسة لاحتواء بعض المشكلات بين الجماعة الاسلامية وحزب الله، ولان نصل الى نتيجة ايجابية في اعادة اللحمة بين الطرفين”.

لقاء مع فيصل عبد الساتر

ويخلص عبد الساتر ان “لا شيء مستحيل طالما ان الخلاف لم يكن جذريا، ويبقى الخلاف حول الموضوع السوري -الذي بات وراء ظهورنا- حيث لم يعد احد قادرا على التغيير، واصبحت سوريا مساحة للارهاب، فالكل بات يعلم ان ما يحدث في سورية هو صراع اقليمي. واعتقد ان الجماعة الاسلامية يجب ان يكونوا قد عرفوا ان ما حدث في سوريا جاء نتيجة التغرير بهم”.

وختم فيصل عبدالساتر، بالقول “ان الموضوع الاقليمي ليس مفصولا أبدا عن الموضع المحلي اللبناني”.

السابق
غانم استقبل رئيس «التيار الأخضر» وبحث معه في قضايا بيئية
التالي
القاضي ابراهيم يحقق بتهم هدر أموال في بلدية حداثا