عن خطاب نصرالله حول القدس… وفتح الجبهة مع إسرائيل

بات اليوم الحل السياسي والدبلوماسي هو المطلوب.. كيف؟ وهل هذا هو سر هدوء السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير؟

تداولت بعض وسائل الإعلام أخبارا عن “مفاجأة سيفجرها” الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم في خطابه خلال مسيرة الدعم للقضية الفلسطينية بمواجهة قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الصادر يوم الاربعاء الفائت، والذي أشعل المنطقة بالمسيرات عربيا وعالميّا، اضافة الى الاعتراض الاوروبي على القرار الأميركي.

إقرأ أيضا: ما هو السر بانتصارات السيد حسن نصر الله الإلهية؟

سمير الحسن

في اتصال مع المحلل السياسي، سمير الحسن، للاطلاع على الاستراتيجية التي قد يسير فيها حزب الله لدعم الشعب الفلسطيني، قال “أولا، لا يمكن ان يستكمل النصر الذي تحقق، ولا زال يتحقق الآن، الا بتحرير فلسطين، وكل ما جرى هو لمعاقبة من وقف مع القضية الفلسطينية بعد حرب ضروس على مدى سبع سنوات في سورية، وبات هذا المحور في وضعية أفضل، وهو في مرحلة الصعود، وهو يعزز من دور المقاومة في فلسطين”.

ويتابع الكاتب السياسي بالقول “المقاومة تعمل من اجل فلسطين، وكل ما جرى من اجل فلسطين، واعتقد ان السيد حسن نصرالله سؤازر حركة الانتفاضة داخل فلسطين المحتلة، ولم يكن خطابه الأخير أقل من المتوقع، كما تقولين، لكنه لم يكن يريد ان يتقدّم على حركة المقاومة بالداخل الفلسطيني، ولكن الان وبعد أيام على التحركات حيث هناك ألف جريح وشهيد، وهو رقم مرشح للتصاعد ولأن تتطور الى انتفاضة يمكنه ان يعبّر عن دعمه”.

انتفاضة القدس 2015

وردا على سؤال عن عدم ثقته بقوى الداخل الفلسطيني، اكد المحلل سمير الحسن لـ”جنوبية” أن “منطقيا، لا يمكن ان يكون امامهم، بل هو مؤازر لهم مع تحركات في بقية الساحات. وهي عامل. فالمشروع الاميركي يتراجع في المنطقة، وهذا يعطي الاولوية للمقاومة”.

وشدد الحسن، بالقول “لو كانت المسألة بيد الاسرائيلي لكان فرض قراره بجعل القدس عاصمة أبدية له، ولكن الاسرائيلي اليوم ضعيف، وفي أضعف موقع له، ولوكان لدى اسرائيل القدرة على فرض ما تريد لم تكن لتنتظر واشنطن”.

ويرى أن “الآمال بتفكيك المنطقة العربية قد ذهبت ادراج الرياح، وكل قواعد جيش العدو باتت معزولة، وبدأ يتشكل عالم متضامن مع القضية الفلسطينية من جديد، خاصة ان هذه القضية تراجع الاهتمام بها في السنوات الاخيرة كثيرا. والمطلوب الان اعادة انتاج وإحياء هذه القضية”.

وأكد على رؤيته، من خلال القول، “لنلاحظ ما جرى في الأردن، وهو موقف لافت، لا يمكن فصله عن الجو العام، وتحرك الاردنيين هو تحرك داعم للداخل، اضافة الى الموقف التركي، والسوري، والعراقي،…”.

وردا على سؤال عن امكانية فتح حزب الله لجبهة من الجنوب كون لبنان على تماس مباشر مع القضية الفلسطينية، ومع الحدود المحتلة؟ قال المحلل الاستراتيجي سمير الحسن “غير مطروح في لبنان فتح جبهة عسكرية، فالتظاهرات وحدها تشكل عبئا على اسرائيل، ونحن الى جانب الفلسطينيين والمطلوب فقط الدعم، لان الضغط الشعبي العربي سيدفع الأنظمة الى العمل والتحرك لإلغاء القرار الاميركي”.

إقرأ ايضا: السيد حسن نصرالله يبكي خلال إطلالته والسبب…

وختم سمير الحسن، بالقول “ان فتح الجبهة مع اسرائيل غير مطروح حاليا، فالمطلوب عملا دبلوماسيا، كما فعل الوزير الدبلوماسي البطل جبران باسيل، والمطلوب تعزيز الحضور السياسي والدبلوماسي لان عسكرة الانتفاضة في الداخل خطأ”.

السابق
بَعْدَ 17 عاماً مِنْ إنشادِهْ: هَلْ إنتَهى الحلمُ العَرَبِيْ؟
التالي
«ظريف» يكتب في النيويورك تايمز عن « إيران القوية»…