رجل حكيم في قريتي مضى من عمره 80 عاماً قال لي يوماً حينما كنت ( مثلك ) في مرحلة المراهقة الفكرية والثورية حينما كنت أناضل لكي أصنع لشعبي كرامة وليس كهرباء ولا ماء ولا دواء ولا تنمية ولا عمران ولا ازدهار قال لي :
يا بُنَيَّ إن وزير الداخلية رشيد الصلح في أوائل السبعينات أصدر مرسوما وزاريا بدافع الحرص على كرامة ماسحي الأحذية أوجب فيه على ماسحي الأحذية إقتناء كرسي حتى يجلس الزبون عليها ويخلع حذاءه من قدمه ويناوله لماسح الأحذية لا أن يقف الزبون ويمد قدمه وحذاءه بين يدي ماسح الأحذية منتهكاً ( كرامته ) وبسبب هذا المرسوم أعرض كثير من الزبائن عن مسح أحذيتهم بهذه الطريقة التي تُسَبِّب إزعاجا لهم ونتيجة ذلك انخفض المدخول المالي عند ماسحي الأحذية وهبط هبوطا ذريعا فالذي كان يُنْتِجُ أكثر من 10 ليرات بات يُنْتِجُ أقل من 5 ليرات وبسبب ذلك قام ماسحو الأحذية بتظاهرة ضد وزير الداخلية بشعار
[ شكراً لحرصك على كرامتنا يا حضرة الوزير لا نريد كرامة ليس وراءها عمل ولا حياة طبيعية ]
وهذه القصة برسم حزب ولاية الفقيه والثوريين عُشاق الكرامة الذين أنتجوا لنا أفسد وأسؤ دول في المنطقة؟