«منتدى التكامل الاقليمي»: هل سينجح في جمع إيران وتركيا والكرد والعرب؟

بعد جهود استمرت سنوات، التقت نخبة متنوعة في إقليم المشرق المتوسطي، يضم كل من تركيا وإيران والعرب والاكراد، للبحث عما يخفف من الانحدار، فكان ان خرج عنهم تصوّر أوّلي لمنتدى حواري جديد، سيُطلق قريبا تحت عنوان "منتدى التكامل الإقليمي".

“الفكرة ليست بجديدة لأن العديد من المفكرين والسياسيين في الإقليم المشرقي العربي الإسلامي كانوا يطرحون الفكرة نفسها، حيث كان أحمد داوود أوغلو، ومن ثم رجب طيب أردوغان في تركيا، والامام الخميني وعلي شريعتي في إيران، وسمير مطر في مصر، وأنيس النقاش في بيروت، اضافة الى آخرين كثر. جميعهم قاربوا الفكرة من زوايا مختلفة. ونحن في “منتدى التكامل الاقليمي”، طرحنا الموضوع من ناحية رصد الثغرات التي نتجت عن الحروب، وبدأت بخلق فرصة ذهبية لعودة الحضارة الاسلامية للصعود مرة أخرى”.

سعد محيو

هذا ما أوضحه أحد مؤسسي هذا اللقاء الكاتب والباحث اللبناني سعد محيو، المحرّك لإرساء “منتدى التكامل الاقليمي لموقع “جنوبية”، وهو الذي سيوقّع  كتابه “الاتراك والايرانيون والعرب والاكراد تكامل ام انتحار” يوم الاثنين المقبل، في معرض بيروت للكتاب.

إقرأ ايضا: القارة الإسلامية تنفجر (5): الحضارة الاسلامية بين الحوار أو الانتحار

ويشرح محيو “لقد انطلق دور إيران الجديد، ودور تركيا، التي بدأت تعود الى الحضن الاسلامي بعد 100 عام من الأتاتوركية، مع كل من تورغوت أوزال، ونجم الدين أربكان، ورجب طيب أردوغان. وتبقى مصر أكبر دولة عربية في المنطقة، تعيش انحدارا، حيث لم تبدأ رحلتها للانضمام الى تركيا وايران، وستقرر الانضمام او التحول الى حضن إسرائيل وأميركا؟”.

ويتابع محيو “النظام العالمي يمرّ بمرحلة تحوّل كبيرة سمتها الاساس انحدار الحضارة الغربية، مقابل عودة إيران وتركيا الى لعب ادوار كبيرة، بانتظار خروج مصر في مرحلة انتقالية نحو محور”أوراسي”. باختصار هذا هو العمل الذي سيقوم عليه المنتدى، وسنعمل على القضية الكردية، وعلى عودة “الأمم الاربعة”، لاعادة الحضارة الى المنطقة التي نشأ فيها”.

وردا على سؤال حول تشابك المسألة الكردية فيما بينها، يرى محيو “أن ما يطبّق على الاكراد سيطبّق على الكل، وقد يخرج ايضا من الخليج التيارات القومية المتطرفة لا تريد التعاون، ولكن هناك بين الاكراد من يرى مستقبله بالتكتل من جديد، لا بالانفصال. ومصلحتهم تقضي بمساعدتهم على ذلك، حيث ستفتح الحدود وسيعودون موحدين مثلما كانوا ايام الدولة العثمانية، وهم الأكثر مصلحة في قيام تكتل يضم: تركيا وايران والعرب والاكراد، وهو ما يسمى “كونفدرالية”. ولن يعود ثمة حاجة للحدود مما يعني ان المسألة الكردية مفتوحة على الحل، مما سيخلق تكاملا وتضامنا، وهناك قوى كبرى داخل الاكراد تؤمن بهذه الوحدة مع العرب”.

ويؤكد الباحث والكاتب السياسي سعد محيو، ان “المصالح المشتركة بين العرب والاكراد تجعل التكامل لمصلحة الطرفين”.

وعن الشخصيات اللبنانية، التي ستشارك في هذا المسعى الاقليمي، قال محيو انه “هناك شخصيات فاعلة في لبنان، كالسيد محمد حسن الامين، والدكتور جورج قرم، وغيرهم الكثير. ولبنان بالدرجة الاولى يصلح لان يكون ساحة حوار بين الامم، ومفترض ان يكون كذلك”.

إقرأ ايضا: القارة الإسلامية تنفجر: «أي إسلام نريد»؟

وعن تمويل المنتدى، يؤكد محيو، انه سيكون علني ومعلن وبالتاريخ سواء كان من دول او من مؤسسات.

وردا على سؤال حول اثارة الاقليات من خلال هذا المنتدى، حيث سيتحرك كل يسعى في حكم ذاتي من العرب والامازيغ والايزيديين وغيرهم الكثيرين،، وبين الفرس، وبين الاتراك، فماذا تكونوا حتى حصّلتم جراء هذا التكامل، الذي يؤيد الفيدرالية بطريقة من الطرق؟

ويشدد سعد محيو على ان “الاتهام باثارة الاقليات غير صحيح، فالاعتراف بالاعراق والهويات وبالطائفية هو أمر طبيعي، وكل من يحب ان يعيش في كيان ذاتي نحن ندعمه، وله الحرية في ذلك، والحل  السحري هو بالتكامل الاقليمي، فكل انسان له الحق بالوجود. وليس هناك اي خطر ولن يكونوا تابعين. والجانب الاساس في المنتدى هو ان عملنا سيتركز على الوحدة ضمن الامم كما هو حال الاتحاد الاوروبي”.

وردا على سؤال حول أحقية اليهود كقومية في دولة، بناءا على طرحكم هذا؟ يرى محيو، ان “اسرائيل قامت على ضرب الأسس الوطنية في المنطقة، وهم اصلا لا يعترفون بحق مليار و200 مليون مسلم ولا بحضارتهم. ومن شوّه العلاقة باليهود هم الصهاينة، والمنتدى ضد القومية الفاشية، ويقف مع الوطنية”.

وعن سبل التواصل مع الأفراد والمواطنين، أكد محيو، انهم في المنتدى ليسوا بحزب او تيار سياسي، ويقتصر عملهم على الفكر والتضامن والاخلاق، ونحن سنعمل لدى الخاصة والعامة، ومستقبل المنطقة ليس بالدمار ولا بالتعصب، بل عملنا يكمن بالوحدة والتكامل الذي يمكننا من استعادة الحضارة الاسلامية”.

وردا على سؤال هل هي استعادة للخلافة العثمانية، اكد محيو “لا، ليس استعادة للخلافة، فهناك فرق بين مفهوم الحضارة والخلافة، وليس الدين الوحيد هو الذي يجمع، فهناك حضارة سريانية ساهمت الى حد كبير في المنطقة، اضافة الى الحضارة الفارسية. فمفهوم الخلافة صار وراءنا”.

والقيادة جماعيّة في المنتدى، وسيسير عكس التوجهات التي تقول ان مصر بلد الزعامة، والا سيقع المنتدى بالتناقضات. والعمل سيكون على نمط تكتلات كـ”آسيان”، و”الاتحاد الاوروبي”.

إقرأ ايضا: القارة الإسلامية تنفجر (2): حروب الـ30 عاماً في أوروبا والمشرق

ويختم سعد محيو، أحد مؤسسي “منتدى التكامل الاقليمي”، بالقول لـ”جنوبية” أن “ليس هناك من مستفيد، والأكراد هم الرابح الكبير في المنتدى، والعرب يحاولون الوحدة، فكلما اشتدت الازمة انفرجت، والازمة تفرض علينا مزيد من اجتراح الافكار لمزيد من الامل، فالمنطقة تعيش أزمتها منذ حوالي 100 عام، أي منذ انهيار الدولة العثمانية التي وحدّت المنطقة بديكتاتوريتها، وجاء وعد بلفور ليدخلنا بصراعات قومية طائفية، وعرقية،..”.

السابق
«جائزة هاني فحص للحوار والسلام» تُمنح لـ«فرح العطاء»
التالي
فصائل في الحشد الشعبي العراقي ستقاتل إسرائيل من لبنان