العلامة السيد محمد حسن الأمين: «الخلافة وولاية الفقيه» غير منزلتين من السماء

أطلّ العلامة السيد محمد حسن الأمين في حلقة خاصة بثتها قناة روتانا خليجية، حاوره بها الصحافي أحمد عدنان.

لفت العلامة السيد محمد حسن الامين إلى أنّ “الفضيلة هي وسط بين رذيلتين، وقد يظن البعض أن الوسطية تعني (اللاموقف)، الوسطية التي ميز الله الأمة بها في القرآن تعني الاعتدال في الفكر ومساواة النفس بالآخر، أن يكون المرء معتدلاً فهذا لا يعني ألا ينحاز للحق..الاعتدال ليس هروبا من الموقف بل موقف تمليه الاعتبارات الأخلاقية”.

اعتبر أنّه “يجب على الشيعة بالذات ألا يذهبوا تجاه الشعور بالخوف من الآخر، بل تعزيز الروابط والعلاقات معه، الرابطة الإنسانية هي أعلى الروابط في الاجتماع البشري تليها الروابط الدينية والوطنية والاجتماعية والإثنية. التمذهب في الإسلام لم يكن بسبب تعصب بل هو أحد أوجه الاجتهاد، ونشوء المذاهب عبّر عن فترة ذهبية من فترات الإسلام”.

مؤكداً أنّ “معيار القرب من الله تعالى هو التقوى والعمل الصالح، فيما عدا ذلك هي أمور شكلية”.
وأشار الأمين إلى أنّ “الخلافة صيغة سياسية وليست صيغة منزلة من السماء، وقد رفضتُ فكرة (ولاية الفقيه)، مفهوم الخليفة تطور في بعض الأوقات ليتحول الخليفة من خليفة لرسول الله إلى خليفة الله في الأرض”.

موضحاً أنّ “تجربة ولاية الفقيه لم تقدم شيئا للشعب الإيراني وبإمكان نظام مدني أن يقدم أكثر مما قدمت لإيران بكثير”.
وتابع الأمين “المسلمون تخلّفوا لأنهم لم يعرفوا ما يسمى بالعقد الاجتماعي رغم أنه موجود في الإسلام (وأمرهم شورى بينهم)”.

وحول وضع المسلمين الشيعة أكد السيد الأمين ان “الشيعة هم مواطنون بالأساس، ويجب أن يتصرفوا في كل بلد يقيمون فيه بهذا الوصف، أكثرية كانوا أم أقلية، التشيّع مذهب وفيه فتح لباب الاجتهاد، وبعض المجتهدين وهم قلة جدا يقولون إن المجتهد هو الفقيه ويجب أن يحكم”.

وشرح السيد الامين ان “رفضي لولاية الفقيه مستمد من رفضي للدولة الدينية، الدولة شأن بشري والدولة الدينية فيها استبداد مغطى بالدين”.

وعلّق الأمين على الأحداث في سوريا مشدداً ان”الشعب السوري قام بثورة حقيقية، ووسيلة النظام لقهر الثورة كانت أن يحولها لاقتتال سياسي داخلي، أكثر الشيعة لا يقفون إلى جانب النظام السوري، كيف تريدني أن أكون إلى جانب بشار الذي قتل أكثر من نصف مليون من شعبه؟”.

إقرأ أيضاً: العلامة محمد حسن الأمين تعليقاً على منع فيروز في الجامعة: الإسلام ليس عدواً للإبداع والجمال

وبالنسبة لقضية فلسطين، برأي السيد الأمين أن “أخطر ما يمكن أن تمنى به القضية الفلسطينية هو احتكارها، سواء أراد أن يحتكرها الإيرانيون أو الأسد أو ناصر، وقد كنت في صف الثورة الفلسطينية التي ليست حزبًا على الإطلاق، بل لقاء حول مشروع واحد”.

ليردف “يؤسفني أنّه لم يعد لفلسطين الأولوية في تفكيرنا، وخضنا معارك داخلية كثيرة على النحو الذي يخدم العدو الإسرائيلي”.

وأوضح الأمين فيما يتعلق بالأحزاب اللبنانية قائلاً “أحترم جميع الأحزاب اللبنانية، لكن حمل حزب الله للسلاح لا يمكن أن ينسجم مع وجود دولة”.

مضيفاً “لم أكن أتصور أنه يمكن الاستهار بلبنان بقتل رجل مثل الشيخ حسن خالد، كلهم يعرفون من قتله، وكلهم يصمتون”.

إقرأ أيضاً: السيد محمد حسن الأمين: الايديولوجيا هي الأسطورة الحديثة لا الأديان

وشدد الأمين أنّ “الإسلام عقيدة وليس أيديولوجيا، والأيديولوجيا كما هي ضارة في المذاهب الفكرية البشرية، هي ضارة أيضا في الفكر الديني، البشر عبيد الله ومتساوون في العبادة، عليهم أن يصوغوا منهج حياتهم على قاعدة العدل والمساواة بمعزل عن الانتماء الديني”.

خاتماً في سؤال له عن الفن أنّ “الفن من أنبل تجليات الروح الإنسانية في هذه الأرض، لذلك لا يمكن أن يكون الإسلام ضد الفن، ما لم يكن فنّاَ مبتذلا وهابطًا”.

 

السابق
قضية إكسبرس نبيل في بئرالعبد: أهذا هو النصر الالهي؟!
التالي
انتخابات نيابية وفق قانون النسبية والـ15 دائرة!