فصائل في الحشد الشعبي العراقي ستقاتل إسرائيل من لبنان

 على ضوء زيارة أمين عام الحشد الشعبي العراقي قيس الخزعلي إلى الشريط الحدودي اللبناني المحاذي لفلسطين المحتلة، خرجت تصريحات مندّدة بهذه المهمة العسكرية دون الأخذ بعين الإعتبار لوجود قوات اليونيفيل والجيش اللبناني.

زيارة الشيخ قيس الخزعلي القيادي في الحشد الشعبي العراقي لجنوب لبنان استدعت ردا من رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الذي اعلن ان هذا النشاط “يشكل مخالفة للقوانين اللبنانية” وان الحريري “اتخذ اجراءات ستحول دون قيام اي جهة او شخص بأي أنشطة ذات طابع عسكري على الاراضي اللبنانية، ودون حصول أعمال غير شرعية ومنع الشخص المذكور من دخول لبنان”‏.

 في مقلب اخر رأى مناصرو حزب الله ان هذه الزيارة تصب في سياق ما صرح به الامين العام السيد حسن نصرالله في عاشوراء الفائت في أن أي حرب تشنها إسرائيل على لبنان، لن تتهاون القوى العسكرية الموالية لإيران في سوريا والعراق من المشاركة في الدفاع عن لبنان إلى جانب حزب الله.

قائد الحشد الشعبي لـ«نصرالله»: لا معنى لمقاومة لست سيدها

مصادر مواكبة لحزب الله أكدت في حديثها لـ”جنوبية” أن الحرب المقبلة مع إسرائيل سيشارك فيها سوريين وعراقيين، فالحزب بعد الحرب السورية بات جزأً من التكتل العسكري الإقليمي الممانع المنتشر في سوريا والعراق وصولاً إلى لبنان، وموكل لكل تلك القوى ان تدافع عن بعضها البعض في حال إستشعرت احدى الأطراف أي خطر داهم، أكان على الحدود اللبنانية أم الحدود السورية المحاذيتان للأراضي المحتلة.

من وجهة نظر المصدر، فإن زيارة الخزعلي تضمنت رسائل واضحة لجهات إقليمية ودولية عدة، تفيد أن الحشد الشعبي العراقي بعد ان إلتقى الجيش السوري في البوكمال، وحطّ رحاله على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، سيشارك في أي حرب قادمة للدفاع عن الأراضي الجنوبية.

المكتب الإعلامي للحريري: فيديو مسؤول الحشد الشعبي مخالفة موصوفة

ما هو أكيد، أن الخزعلي معروف عنه ولاءه المطلق لقائد فيلق القدس والجنرال في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني. ويأتي المصدر على ذكر، أن زيارة الرجل العراقي الأشرس في الحشد الشعبي إلى الجنوب، أتت بعد تعليمات مباشرة تلقاها من سليماني، للرد على رسالة الولايات المتحدة الاميركية التي حاولت إيصالها الأسبوع الفائت إلى سليماني حين كان في العراق، والتي تضمنت تحذيراً اميركياً، من إستمرار طهران في مشروعها العسكري التوسعي، ومن ضمن ما حوته الزيارة من إشارات؛ رسالة إضافية إلى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكيرون الذي دعا إلى حلّ الحشد الشعبي ودمجه في الجيش العراقي، ومفاد هذه الرسائل أن الحشد الشعبي قوة إقليمية لا ينحصر نشاطها العسكري في العراق فقط.

حزب الله الذي بدا هادئاً في موقفه تجاه اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، يفصل جيداً بين ما يحصل في الساحة الفلسطينية الداخلية، وبين المخاطر التي من المرجح ان تعترضه في الأشهر المقبلة، خصوصاً ان رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بات أكثر حرية ويشعر بفائض قوة، نتيجة للدفع الدبلوماسي والعسكري بعد تلقي الضوء الاخضر من الرئيس ترامب.

 

السابق
«منتدى التكامل الاقليمي»: هل سينجح في جمع إيران وتركيا والكرد والعرب؟
التالي
العبادي: حررنا كافة الأراضي العراقية من داعش