قائمة «الـ50» في مصر… لضبط فوضى الفتاوى

التسيب بـ«الفتوى» بات ظاهرة توسعت كثيرا مع انتشار القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية وأصبحت لافتة جدا حيث أثارت وتثير علامات استفهام كثيرة. فمن يشجّعها وعمن يقف وراءها؟

فاجأت دارالإفتاء المصرية، المصريين بقائمة المشايخ المسموح لهم بالظهور على الفضائيات المصرية للافتاء، حيث حددتهم بـ50 رجل دين فقط. ولكن اللافت هو استبعاد مجموعة من الرموز البارزة.

وقد لاقت القائمة انتقادات واسعة من علماء وشيوخ مؤيدة للنظام في مصر، بعد استبعادهم من القائمة، كمبروك عطية، وخالد الجندي، وسعاد صالح.

وأثار القرار ردود فعل واسعة بين الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رأه البعض قرارا متأخرا، خاصة بعد الفتاوى السياسية في القاهرة التي تمجّد الرئيس عبد الفتاح السيسي وتبيح قتل المتظاهرين.

إقرأ ايضا: إسمع يا دولة الرئيس (15) : الإجحاف بحق مدرسي الفتوى الشيعة

وقد رأى البعض في القائمة تعبيرا عن الفوضى السائدة في مصر في مجال الافتاء. الا ان ما فاجأ المصريين هو خلو القائمة الشهيرة من شيخ الأزهر أحمد الطيب، ووزير الأوقاف محمد مختار جمعة، ومستشار شيخ الأزهر السابق الدكتور حسن الشافعي، بحسب موقع “عربي 21”.

هذا في مصر الازهر، اما على صعيد السعودية فقد صدر قرار ملكي يُقصر الفتوى والآراء الشرعية على أعضاء “هيئة كبار العلماء”، مستثنيّا الفتاوى الفردية المرتبطة بالأحوال الشخصية وسط حديث عما يُسمى بفوضى الفتوى في العالمين العربي والإسلامي، بحسب “الجزيرة نت”. فهل ان تنظيم الفتوى وضبطها كفيل بالقضاء على هذه الظاهرة؟.

قد لا تكون ظاهرة فوضى الإفتاء مرتبطة بهذه الفترة، لكن من المؤكد أن الفتاوى ازدهرت مؤخرا بفضل الفضائيات التي تزدحم بالمفتين المتصدين للإفتاء، الامر الذي يثير ارتباكا في ظل التباين الشاسع بين الفقهاء.

ففي السعودية الفتوى محصورة بيد “هيئة كبار العلماء”، ومصر تسير على هديّ السعودية بتحديدها لهذا الأمر وضبطه.

و”هيئة كبار العلماء” تتكون من عشرين عضوا، تناط بهم مهام الفتوى، على ان يُستثني من الموضوع الفتاوى الفردية غير المعلنة في أمور العبادات والمعاملات. وكان عدد من الفتاوى الفوضوية منها فتوى “جواز قتل أصحاب القنوات الفضائية” التي تبث موادا مخالفة للشريعة قد أخذ حيّزا من الانتقاد.

وقد تشعّب موضوع الفتاوى في عصر العولمة، ليشمل العمليات الانتحارية، وقتل بعض مالكيّ بعض الفضائيات العربية، وفتاوى المسلسلات التركية والمكسيكية، وفتوى تحريم قيادة المرأة للسيارة في السعودية، وتحريم النقاب، وامامة المرأة للصلاة، وتفسير المرأة للقرآن، وزواج القاصرات بعمر9 سنوات، وزواج الأطفال المنتشر في عدد من الدول الإسلامية، الى فتوى تحريم الإضراب العام، وفتوى عدم جواز الانتماء إلى الجماعات الإسلامية، ومن أشهر الفتاوى فتوى إرضاع المرأة لزميلها في العمل منعاً للخلوة المحرّمة، بحسب موقع “مغرس”.

وقد اصدر مفتي عام السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ اليوم فتوى، تقول انه “لا يجوز قتال الإسرائيليين ويمكن الاستعانة بهم لضرب حزب الله وحماس، وقتال الإسرائيليين او قتلهم في باحة وحرم المسجد الاقصى لا يجوز شرعا. وان “حركة حماس حركة ارهابية تريد بأهل فلسطين الشر، والمظاهرات التي انطلقت في العديد من الدول العربية والإسلامية لنصرة الاقصى وقطاع غزة هي مجرد أعمال غوغائية لا خير فيها، ولا رجاء منها”. وأنه “يجوز الاستعانة بجيش اسرائيل لضرب المقاومة الاسلامية في لبنان في مناطق النزاع في سوريا ولبنان بحجة انهم روافض، والضرورات تبيح المحظورات، والتطبيع مع اسرائيل لزيادة قوة المملكة”.

إقرأ ايضا: النبي محمد (ص) بريء من بعض أفعال دار الفتوى

ولم يختلف الشيعة عن السنّة كثيرا في فوضى الفتاوى، وقد طالت بداية الشهر القمري، وفتوى وضع “المنيكير” خلال الوضوء، اضافة الى لبس القبعة بدلا عن الحجاب في الدول الغربية، مع محاولة الفقهاء في ايران إلغاء شرط بند موافقة الزوجة على الزواج الثاني للرجل.

فمتى يضبط هذا العالم الذي اجاز ما لم يجزه النبي محمد، وحرموا ما لم يحرمه، وشجعوا على الفتوى بحسب مصالحهم الشخصية غالبا، وجهلهم بالاسلام؟

السابق
باسيل: شخصيات لبنانية متورطة بما حدث وهذا ما سيثبته الوقت
التالي
بعد انتشار خبر وفاته قرادحي يرُدَ