بعد استقالة الحريري الملتبسة: ما هو مفعول التهديدات السعودية؟

سعد الحريري في السعودية
كيف سيترجم غضب السعودية على لبنان؟ وما هي سيناريوهات تصعيد السعودية الممكنة على لبنان بسبب "حزب الله"؟

حتى الساعة كل المؤشرات توحي بأن الخطر يحدق بلبنان، ولعلّ الغموض الذي يخيم على أجواء الإستقالة من جهة، ووضع رئيس الحكومة سعد الحريري من ناحية ظروف إقامته بالسعودية المثيرة للجدل، تجعل التوقعات مفتوحة على كافة الإحتمالات.

واللافت في الأمر أن جولة الحريري الخليجية الخاطفة نحو البحرين والإمارت بطائرة سعودية ومرافقين سعوديين وسط حراسة سعودية دون فريق عمله الخاص به وحتى دون حرسه الشخصي، هذا أنه وبحسب المكتب الإعلامي للحريري فإن الرئيس عاد إلى الرياض بعد جولته.. مما يزيد الشكوك حول موضوع إقامته والهدف منها. فهل تريد السعودية إبعاد الحريري عن لبنان لابعاده عن ضربة محتملة تترجم ضمن التصعيد السعودي على “حزب الله” أو انه فعلا تحت “الإقامة الجبرية”؟

اقرأ أيضاً: هشام جابر: على حزب الله الخروج من الحكومة لتجنيب لبنان الحرب

الواضح أن المملكة تسير بخط التصعيد الذي لا عودة عنه وقد ترجمت مفاعيله في الخطوة الثانية مع اعلان الإستقالة بعد أن كان التصعيد كلاميا فقط. وفي الأمس إكتسب هذا التصعيد دلالات خطيرة للغاية في ظل اتهام السعودية لـ”حزب الله” اللبناني باطلاق صاروخ ايراني من منطقة في اليمن يسيطر عليها الحوثيون على الرياض بما اعتبرته اعلان حرب على المملكة، ما يوحي أن لبنان أمام فوهة بركان.

وقد توّجت كذلك بتصريح الوزير السعودي ثامر السبهان رسول التصعيد السعودي الذي حذر من أنه “سيتم التعامل مع الحكومة اللبنانية على أنها حكومة إعلان حرب علينا». مخيرا اللبنانيين بين السلام وبين الانضمام إلى حزب الله، وشدد على أن «المخاطر المترتبة على تصرفات حزب الله سوف تكون وخيمة جداً على لبنان». «المسارات السياسية وغير السياسية متاحة» للتعامل مع «خطر حزب اللة».

في هذا السياق، رأى المحلل السياسي سمير الحسن أن “لا قدرة على تنفيذ كل هذه السينايوهات المطروحة آنفا، فلا هناك قدرة على شنّ حرب ولا حتى على فرض حصار بحري وجوي. إلا أنه نحن أمام فورة من التصريحات والإجتهادات لكن لا علاقة لها بالواقع”. لافتا إلى انه “ماقبل 2011 تاريخ بداية الحرب السورية ليس كما قبله فكل ما يمكن فعله من قبل هذه الدول نفذ بسوريا”.

وأشار إلى أن كل ما يحكى هو مجرد بلبلة إعلامية أكثر ما له فعالية على الأرض وهو ما يشبه الكلام عن الأحلاف رعد الشمال وعاصفة الحزم جميعها تفككت”.

وأكّد الحسن أن “الحديث عن حرب ليس أمر عابرا، سيما أن السعودية تعيش أزمة في الداخل، عبر حملة الإعتقالات لأمراء أساسيين وهذا ما كان يحتاج لعنوان خارجي ليخدمها بإستكمل ما يقوم به الولي العهد ولكن لم تكن مجدية”. مشيرا إلى أن “إستقالة الحريري غير مواضحة وهي جزء من التصعيد الخارجي لتغطية عما يحدث في الداخل”.

اقرأ أيضاً: بعد استقالة سعد الحريري: لبنان على حافة الهاوية

وتساءل كيف تستطيع السعودية فتح جبهة لبنانية وهي تخسر في الإقليم، في اليمن وفي البحرين وسوريا، كما العراق.

وشدّد الحسن على اننا “نحن أمام موجة من التصعيد الإعلامي، وعن كيفية صرف هذا التصعيد على الأرض قال “نحن لسنا في بداية الأزمة إنما نحن في نهايتها حتى تقوم أي جهة بالتهويل بالحرب”.

واكّد الحسن في الختام أن كل ما يجري هو مجرّد حرب نفسية، فسحب الودائع كلام لا قيمة له، سيما أن لا وجود لودائع مصرفية بهذ الحجم الذي يتم التحدث عنه، كما أن الحصار الإقتصادي والعقوبات الأميركية أحادية وليست أممية”. وأكّد “كل ما يجري يسبب صداعا مؤقتا لا أكثر ولن يغيّر شيئا في الوقائع”.

السابق
اسانج: السعودية واسرائيل تحاولان توريط واشنطن في لبنان
التالي
قلق على مصير الرئيس الحريري وتساؤلات حول إقامته في السعودية