انتخابات جزين… تحالفات الخصوم تربك الحلفاء!

الانتخابات النيابية جزين
تحظى دائرة صيدا – جزين اليوم بإهتمام سيما لجهة التحالفات وقسمة المقاعد النيابية بفعل قانون النسبية الذي سيغير حتما النتائج والتحالفات في تلك الدائرة عن إنتخابات 2009 التي جرت وفقا للقانون للأكثري.

ثمانية أشهر تفصلنا عن موعد الإنتخابات النيابية المقررة في أيار المقبل، وعلى الرغم من أننا على مسافة من موعد الإستحقاق، إلّا أن معظم القوى السياسية بدأت نشاطها الفعلي على الأرض، عبر إعداد التفاهمات والتحالفات تحضيراً للمعركة الانتخابية التي ستختلف تمام عن معركة 2009 وفقا لقانون “النسبي” الجديد على أساس 15 دائرة مع صوت تفضيلي طائفي، حيث يتم إعداد الماكينات الانتخابية للأحزاب بما يتلاءم مع التعديلات الإضافية التي ستدخل حيّز التنفيذ شكلاً ومضموناً في العملية الانتخابية.
وعلى صعيد التحالفات والحسابات السياسية تتوجّه الأنظار اليوم إلى دائرة صيدا – جزين بعد دمجهما ضمن دائرة واحدة لجهة التنوّع المذهبي والسياسي، إذ تتضمن دائرة صيدا – جزين خمسة مقاعد موزّعة على الشكل التالي اثنان للموارنة واثنان للسنّة ومقعد واحد كاثوليكي. وهو ما يشير إلى أن الحسابات معقدة، والمعركة الانتخابية بدأت ترتسم معالمها، وعلى ما يبدو ستكون حامية.

اقرأ أيضاً: شراء الأصوات بات مشرّعا للمرشحين في انتخابات 2018!

فمن سيكون “ضحية” القانون النسبي ودمج محافظة صيدا – جزين؟ وكيف سيكون شكل التحالفات: فهل سنشهد لائحة تجمع بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وتيار المستقبل؟ وأين حزب الله وحركة أمل من هذه المعركة؟
وللإجابة على هذه الأسئلة المطروحة إستعانت “جنوبية” بالباحث في الشركة “الدولية للمعلومات محمد شمس الدين” الذي أكّد أنه “من السابق لآوانه الحديث عن التحالفات سيما أن هذه التحالفات ستتشكل قبل الإستحقاق بمدة شهرين”. مشيرا إلى أنه “ضمن الواقع السياسي الحالي ممكن توقع أن يحدث تحالف بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحرّ في هذه الدائرة، وفيما حزب الله لديه حضور في صيدا إلا ان ثقله الأساسي يتركز في جزين وبالتالي الناخبين الشيعة قد يدلون بأصواتهم لمصلحة التيار الوطني كأصوات تفضيلية بما ان الصوت التفضيلي محصور في القضاء. في حين أن ناخبي حركة أمل قد يعطون أصواتهم للمرشح إبراهيم عازار المدعوم من الحركة. إضافة إلى أن القوات اللبنانية التي ترمي بثقلها في الإنتخابات قد رشحت عجاج حداد على المقعد الكاثوليكي”.
وإنطلاقا من هذه المقاربات رأى شمس الدين أنه من الممكن أن “يتشكّل تحالف يجمع بين تيار المستقبل والتيار الوطني وحزب الله سيدعم الأخير في جزين ويكون المرشحان أسامة سعد وإبراهيم عازر من جهة ثانية واللائحة الثالثة ستتشكل من القوات اللبنانية والعائلات الجزينية، أي أنه من الممكن أن نكون أمام ثلاثة لوائح أساسية في هذه الدائرة”.
أم من حيث عدد الناخبين والمقترعين والحاصل الإنتخابي المحتمل فأوضح شمس الدين أن ” هناك 5 مقاعد في هذه الدائرة تتخذ الشكل التالي : مقعدان للطائفة السنية في صيدا و 3 في جزين، 2 للموارنة وواحد للكاثوليكي. أما عدد الناخبين المسجلين فهو ما يقارب 120 ألف قد يقترع منهم 77 ألف كحد أقصى وبحد الأدنى نحو 60 -65 ألف صوت. فبالتالي نحن أمام حاصل إنتخابي يتراوح 14 – 15 ألف صوت فاللائحة التي تستطيع الحصول على هذا الحاصل تربح مقعدا واحدا”.
وتوقع أنه “من الممكن أن تتقاسم لائحتين المقاعد النيابية، لائحة يكون لديها حظا بالحصول على 3 مقاعد ولائحة أخرى تأخد مقعدين، وبالتالي من بين الثلاث اللوائح الأساسية (التي حكي عنها آنفا) سيكون هناك واحدة خاسرة. مؤكدا أن “كل هذا مجرد سيناريو الأيام تحدّد صحته أو عدم صحته”.

اقرأ أيضاً: دائرة طرابلس – المنية – الضنية: من سيكون المارد السنّي الحريري أم ريفي؟

كما أشار شمس الدين إلى انه “هناك مساعي لتشكيل لائحة واحدة تضم أسامة سعد وبهية الحريري والتيار الوطني الحرّ كذلك حزب الله وفي حال تم تشكيلها قد تفوزحكما بالمقاعد الخمسة في هذه الدائرة”.
وعن التغيرات التي سيحدثها قانون النسبية على المشهد الإنتخابي في دائرة صيدا – جزين عن الانتخابات السابقة في 2009 قال شمس الدين إنه “حكما نتيجة انتخابات 2018 ستختلف عن الإنتخابات السابقة لأنه وفقا للقانون الأكثري إستحوذ تيار المستقبل آنذاك بمقاعد صيدا بأكملها والتيار الوطني كسب مقاعد جزين بمفرده. والآن وفقا للنسبية بالتأكيد سيخسر كل من التيار المستقبل والوطني الحر مقعدا واحدا كل منهما. لافتا إلى أنه في حال حصل تحالف (أسامة سعد وبهية الحريري والتيار الوطني الحرّ كذلك حزب الله) فمن الممكن أن أن يكون لهذه اللائحة حظوظ بكسب المقاعد الخمس فلا أحد يستطيع خرقها وبالتالي يكون الجميع رابح”. وتابع شمس الدين التحالفات المحتملة إذاً قد تكون على هذا الشكل “الائحة للقوات اللبنانية ، ولائحة لإبراهيم عازار وأسامة سعد إضافة إلى لائحة أخرى تضم التيار الوطني والمستقبل وحزب الله في جزين سيدعم الأخير”.

السابق
​البرلمان العراقي​ يغلق المنافذ الحدودية الواقعة خارج سلطة الحكومة المركزية
التالي
أيلول لن يودعنا بلا «مطر»: هذا موعد هطول الأمطار!