عوائق إندماج المسلمين في الغرب.. النقاب إنموذجا

المهاجرون المسلمون الى اوروبا لا يودون احترام شروط العيش في البلاد التي ينتقلون اليها، ما يجعل ذلك يقف عائقا امام الاندماج، ويصبحون اقلية منبوذة تؤيد الارهاب الذي برأيهم يشفي الغليل. فما هو البديل؟

طالبت السفارة السعودية في النمسا المواطنات السعوديات باحترام قانون منع ارتداء النقاب عند زيارتهن للنمسا ابتداء من اول تشرين أول 2017، بعد صدور قرار نمساوي بحظر تغطية الوجه وذلك بحسب “خط تماس”.
وكان مجلس النواب النمساوي، قد أقر قانونا عاما يحظر تغطية الوجه بالبرقع والنقاب، وينص على أن كل من يخفي ملامح وجهه في الأماكن العامة ملزم بدفع غرامة ماليّة.

إقرأ ايضا: ألمانيا تمنع النقاب في المؤسسات الحكومية

وكانت فرنسا أول بلد أوروبي يمنع النقاب في الأماكن العامة، إضافة إلى بقية الرموز الدينية، وتبعتها كل من بلجيكا وإسبانيا وسويسرا والنمسا.
هذه القرارات الاوروبية تضيء على مسألة اندماج المهاجرين المسلمين الى مجتمعات اوروبية علمانية او مسيحية.

فالمسلمون في أوروبا مطالبون بالتعامل بجدية مع تحديات مرحلة ما بعد اعتداءات باريس، وما تبعه من ارهاب باسم الاسلام، برأي موقع “قنطرة”.

وقد تبيّن في أحد الاستطلاعات ان الاعمال الارهابية التي تقوم بها “داعش” في اوروبا تحظى بتأييد شعبي عربي حيث يعتبرونها “إنجازا عسكريا».

فـ«النجاح» الذي حققته الهجمات الإرهابية في كل من فرنسا، وأستراليا، وإسبانيا، وإنكلترا، وبلجيكا، وبلغاريا، والسويد، وألمانيا، يعتبر بالنسبة للمسلمين نوعا من ردّ المظلومية التي يتعرّض لها المسلمون في المجتمعات الاوروبية.

ففي غياب أية إحصاءات رسميّة، تنقل بعض التقديرات إن عدد المسلمين في أوروبا يزيد على 30 مليون شخص يقطنون على اراضيها، ومع ذلك فإن مستوى التمييز ضدهم يتصاعد بشكل كبير.

ما ادى الى تزايد انسحاب المسلمين المهاجرين  من الحياة العامة، والانغلاق واختيار العزلة وبالتالي مزيد من التمييز والعداء ضدهم.
ومن أجل إنهاء هذه العزلة يجب على أوروبا اتاحة المجال للمسلمين ببناء المساجد وافتتاح الاذاعات، مقابل واجب المسلمين المتمثّل بالعمل على التغيير في ملفات وقضايا كجرائم الشرف وتعنيف الزوجات، وفرض الحجاب، ومواجهة التطرف، وبحسب “الجزيرة نت”.

إقرأ أيضا: «قرطبة دو جنيف» السويسرية تجمع السنّة والشيعة في بيروت

ومن المعلوم انه ثمة عثرات كثيرة تقف في طريق اندماج المسلمين في أوروبا اهمها تفجيرات لندن ومدريد. وقد لعبت قضية الرسوم المسيئة للرسول دورها الأكبر في التخفيف من عملية الاندماج.

من جهة أخرى، ففي كندا الدولة المنفتحة على الاقليات، تعاني الأقلية المسلمة فيها من النبذ والكراهية. ويتجلى ذلك بالاعتداءات التي تحصل على المساجد باستمرار لدرجة ان بعض المساجد يفكر في الاقفال طيلة الاسبوع وفتح المسجد للصلاة يوم الجمعة فقط.

بالمقابل، ما يبرّد العقل ان الأقليات المسلمة في الغرب ذات وضع أفضل من الأقليات الدينية في بلاد المسلمين والعرب. ففي بلاد المسلمين، يمنع كل من القبطيّ المصريّ، والسنيّ الايرانيّ، والشيعيّ السعوديّ من ممارسة شعائره الدينية بحرّية.

فـ”التعّصب” و”الكراهية”متوفران في المجتمع الشرقي أوالغربي، المتقدم أو المتخلف، ولكن بدرجات متفاوتة.

إقرأ ايضا: حظر لارتداء النقاب في بريطانيا

لذا، لا بد من نشر ثقافة التسامح الديني حتى لا تعيش أقلية دينية في بيئتنا ومجتمعنا، كما نعيش نحن كمسلمين في الغرب الاوروبي أقلية منبوذة.

السابق
سبب الإمتعاض من لقاء باسيل – المعلّم
التالي
مي شدياق لـ«جبران باسيل»: كفى.. صارت عودة النازحين السوريين قميص عثمان!