ماهو سرّ المماطلة والتأجيل في محاكمة الشيخ الأسير؟

احمد الاسير
ما هو الهدف من المماطلة في إصدار الحكم في قضية الشيخ أحمد الأسير، جلسات محاكمة بلغ عددها حتى اليوم الثلاثين، ولكن دون أية نتيجة تذكر؟

أرجأت المحكمة العسكرية برئاسة العميد حسين عبدالله، الى 28 أيلول، محاكمة الشيخ أحمد الاسير في قضيتين مهمتين هما: أحداث عبرا وتشكيل خلايا نائمة. ومن المعروف ان الأسير داعية سني لبناني، ذو توجه سلفي، من مواليد صيدا عام 1968. وقد فاجأ الوسط الصيداوي بتعصبه وتطرفه وهي المدينة المعروفة بوسطيتها ووطنيتها وفعالياتها المتنوعة دينيا.

اقرأ أيضاً: من هي الشخصية المرموقة التي عذبت الشيخ أحمد الأسير؟ ومن تلاعب بسير التحقيقات؟

وكان محاميّ الشيخ الأسير، قد تقدّم بدعوى استماع إلى عدد من المسؤولين السابقين ممن كانوا في مواقع سياسية وأمنيّة خلال أحداث عبرا. وقد رفض القاضي استلام الدعوى باعتبار انها بهدف المماطلة.
علما أنّ المحكمة العسكرية، قرّرت ضمّ الدفوع الشكليّة التي تقدّم بها وكلاء الأسير مع عرض الأقراص المُدمجة أثناء الجلسات المقبلة. أما بالنسبة لطلب سماع الشهود، فقد قررت المحكمة رد الطلب لعدم الجدوى والإكتفاء بالمستندات المرفقة داخل الملف، لكن وكلاء الدفاع أصروا على طلبهم.

وقد تخلّل الجلسة سجال حاد، اعتبر فيها رئيس المحكمة العسكرية أنه يوجد 30 جلسة بملف عبرا، لكن في الجلسة 17 تمنّع الدفاع عن الحضور. وبعد سجال طويل، قرر رئيس المحكمة الاستمرار بالجلسات، وتعيين محام عسكري للمتهم، بحسب موقع “لبنان 24”.

مع الاشارة الى انه تخلّل الجلسة عرض أقراص مدمجة عن الأحداث كانت قد التقطت عبر 3 كاميرات، تظهر اطلاق الجيش للنار في الهواء لتفريق المدنيين فيما ظهر في الصورة اطلاق نار من جهة مقابلة من قبل مدنيين باتجاه الارض عُرف من بينهم احد اتباع الاسير، وفقا لافادة احد المستجوبين في الجلسة. كما قاموا باطلاق النار على حاجز الجيش بالقرب من مسجد بلال بن رباح من مسافة 4 أمتار فاصيب احد العناصر على الحاجز. وأرجأت المحاكمة إلى 28 أيلول.

مع الاشارة الى ان الأسير أقام عام 1997 مسجد بلال بن رباح في عبرا، شرق مدينة صيدا حيث بات مقراً لإقامة الأنشطة الدينية. وكان الاسير يعتمد في تمويل نشاطاته على التبرعات، نظرا لعدم ارتباطه بأية جهة سياسية أو حركة دينية، بحسب تصريحاته لعدد من وسائل الاعلام المحلية والعربية.

وقد أوقفه جهاز الأمن العام في مطار رفيق الحريري الدولي أثناء محاولته الهروب إلى مصر في 15 آب 2015، اذ قام بحلق ذقنه وتغيير نظارته وثيابه، واستخدام جواز سفر مزوّر.

ويعود سبب إلقاء القبض عليه، الى اندلاع المعارك بين الاسير والجيش اللبناني في 23 حزيران 2013 بعد سلسلة تحركات قام بها شبان تابعون له، كقطع الطرقات والاعتصامات فحدثت مواجهة بينهم وبين الجيش. واستمرت هذه المواجهات لأكثر من 24 ساعة، انتهت بسيطرة الجيش على المربع الأمني التابع للأسير في عبرا.

وكان أهالي شهداء الجيش في عبرا، قد عبّروا عن سخطهم لعدم اصدار حكم اعدام بحق الاسير والمماطلة بالمحاكمة. وجاء في بيان أصدرته العوائل تضمّن تهنئة القوى الأمنية بالقاء القبض عليه، اضافة الى الدعوة اصدار حكم إعدام بحقه، نظرا لتعدياته وتطاوله على الجيش الا ان المماطلة مستمرة.

وقد اتهم الاسير حزب الله بالوقوف وراء المعارك والهجوم على المسجد تحت عنوان التهجم على السنّة، واستضعافهم.

اقرأ أيضاً: ملف الشيخ أحمد الأسير: صفقة مشبوهة.. لتسقط التسوية!

واللافت في قضية الاسير هو انضمام الفنان التائب فضل شاكر الى مجموعاته، وهروبه الى مخيم عين الحلوة بعد انتهاء المعارك في عبرا حيث حاول عقد صفقة عبر محاميه لتسليم نفسه وحلّ قضيته. الا ان الامر لازال الى اليوم عالقا لانه ثبت ان شاكر لم يشارك في المعارك. لكن غُرّر به ليكون منشدا في صفوف الشيخ الأسير.

والاشكال الذي وقع فيه فضل شاكر ان المجتمع اللبناني لم يعد قادرا على تقبلّه، رغم انه لم يكن يوما مقاتلا، ولكن تسريب احدى الفيديوهات الذي يُسيء فيها الى شهداء الجيش دفع متتبعي مواقع التواصل الاجتماعي الى رفض عودته تحت هذا العنوان.

السابق
المدارس الخاصة في لبنان: للأغنياء فقط!
التالي
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وواقع قواها