لماذا الحرب الإسرائيلية المحتملة ضد حزب الله لن تكون في الأراضي اللبنانية؟

إعلان حرب أم عرض عضلات.. هكذا قُرأ لبنانياً خرق جدار الصوت في صيدا من قبل الطيران الاسرائيلي.

صباح يوم أمس الأحد وفي تمام الساعة الـ11 صباحاً اخترق الطيران الإسرائيلي جدار الصوت في منطقة صيدا، هذا الخرق الذي أدّى إلى دوي صوت يشبه صوت انفجار ضخم سبب حالة من الهلع في المدينة وأدّى الى تحطم زجاج بعض المباني وتسجيل حالة إغماء.
الخرق الإسرائيلي الذي استمر حتى الساعة الـ 11 و 35 دقيقة، تمّ وضعه في إطار المناورات التي يقوم بها العدو عند الحدود المتاخمة للبنان وسوريا، وهي المناورات الأولى من نوعها منذ 20 عاماً كما أنّ الخرق الذي سجّل أمس هو الأوّل منذ حرب تموز!

هذه التطورات المتقاطعة على الساحة الإسرائيلية، تتقاطع واللقاء “غير الموفق” بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الاسرائيلي بينامين نتنياهو، وما تضمنه من صراع حول حزب الله والنظام السوري والأمن الإسرائيلي واتفاق الجنوب السوري.
مما دفع اسرائيل  إلى الإعلان عن مناوراتها عند الحدود عقب هذا  اللقاء السلبي، كما استهدفت كذلك مركز أبحاث كيميائي لحزب الله والجيش السوري في ريف حماة يبعد مسافة 70 كيلومتر عن قاعدة حميميم دون أن تتصدى لطائراتها المضادات الروسية فضلا عن سوريا وحزب الله.
يضاف إلى كل ذلك اختراق الجدار الصوتي للجنوب اللبناني.
فهل بدأت اسرائيل حربها على حزب الله ولبنان؟ أمّ أنّها مجرد رسالة نتيجة الهواجس الأمنية لاسرائيل من تمدد النفوذ الإيراني!

في هذا السياق أكّد مدير مركز “تطوير” للدراسات الاستراتيجية والتنمية البشرية” الصحافي هشام دبسي لـ “جنوبية” أنّ “الإسرائيليين في طور التدخل المعلن والمباشر في الحرب الدائرة على الشعب السوري ويحاولون في كل الاتجاهات أن يفرضوا خطوط حمر جديدة وأن يفرضوا لهم مناطق نفوذ ودور في المعادلة السياسية السورية وهذه المعادلة مرتبط بالطبع مع لبنان”.

مضيفاً “بهذا المعنى إن كان مسرح العمليات السوري يضم أيضاً الجنوب اللبناني فلاشك أنّ الاسرائيليين بإختراقهم هذا يذكرون بخطوطهم الحمر”.

ولفت دبسي فيما يتعلق  بأبعاد اختراق جدار صوت فوق مدينة صيدا “إلى أنّه لا يمكن أن نعرف التفاصيل التي دفعت الاسرائيليين لهذه الممارسة إلا إذا ارتبطت بالسياسات العامة، أي سياستهم الأمنية في لبنان وسياستهم في التدخل في الحرب السورية”.

معتبر أنّ الكلام عن عمل حربي على الأراضي اللبنانية، يجب أن يكون هناك حذراً فيه لأنّ هناك فرق بين تهديدات وبين رسم خطوط حمراء معينة وبين القيام بالحرب على الأراضي اللبنانية.
ويضيف دبسي “أنا أميل للاستنتاج إلى أنّ أي مجابهة عسكرية سوف تحدث مسرحها العملياتي سوف يكون سوريا لأن كل دول الإقليم والقوى الفاعلة أي روسيا وامريكا وأوروبا، جميعها تحاول تحييد الأراضي اللبنانية حتى لا تكون مسرحاً عمليات بالمعنى الفعلي خاصة أنّه إذا كانت القضية كما تدعي اسرائيل قوات حزب لله فإنّ هذه القوات تنتشر في سوريا بشكل أساسي وليست في الأراضي اللبنانية وبهذا المعنى نحن شهدنا في السنوات الست السابقة أكثر من 100 هجوم اسرائيلي جوي على مواقع للنظام السوري ولحزب الله في سوريا ولم يكن هناك رد لا من قبل حزب الله ولا من قبل النظام السوري بما في ذلك اخر هجوم على موقع كيمائي تابع للحزب”.

إقرأ أيضاً: روسيا ستقف مع اسرائيل إذا قصفها حزب الله

وتابع دبسي “بهذا المعنى أنا لا أميل إلى اعتبار أرض لبنان مسرح عمليات عسكرية قادمة لاسرائيل لأنّ هذا في السياسة مكلف جداً للاسرائيلي أكثر من كلفته العسكرية خاصة وأنّ مسرح العمليات في سوريا مفتوح وليس مغلق”.

ولفت دبسي عند سؤاله عن الموقف الاسرائيلي من خط طهران – دمشق وعمّا إذا كان يمكن وضع الاختراق في إطار الرسائل الموجهة، إلى أنّ “أبعاد قضية خط طهران-  بيروت عبر بغداد وسوريا موضوع ليس بيد اسرائيل ولا حزب الله ولا إيران، هناك قوتان في سوريا ترسمان الخطوط الرئيسية هما امريكا وروسيا وبناء على الاتفاقات بينهما ترتسم كل الخطوط العسكرية والأمنية على الأراضي السورية واخر اتفاق بينهما هو حول دير الزور، وهذا الاتفاق كان واضحاً المنطقة غرب الفرات للنظام السوري ودير الزور شرق الفرات للتحالف الدولي أي لأمريكا وحلفائها”.

إقرأ أيضاً: «غارات اسرائيل» لاستهداف الممرّ الشيعي من طهران الى دمشق

موضحاً فيما يتعلق بالموقف الروسي في حال حدثت الحرب بين حزب الله والعدو الاسرائيلي على الساحة  “نحن نبني على ما يحصل لأن التفاهم الروسي – الاسرائيلي الأمني هو تفاهم عميق وثابت وقوي والروسي لا يتدخل عندما تقوم الطائرات الاسرائيلية بقصف مواقع سواء للأسد أو حزب الله، التعقيد الراهن لا نستطيع أن نرى مساره في الأزمة السورية إلا عندما يقف إطلاق النار على كل الأراضي السورية إذ أنّ هذه اللحظة هي التي تحدد الخريطة الأمنية داخل سوريا وبهذا المعنى أعتقد أنّ الموقف الاسرائيلي لن يتجاوز الخطوط الأمريكية المرسومة، فالاسرائيلي لا يعمل لحسابه في الشرق الأوسط وخاصة في ساحة صراع مثل سوريا الأمريكي فيها هو الرقم واحد فيها وهو المقرر الأوّل الذي يتفق مع الروسي على الخطوط الأمنية والعسكرية على الأرض”.

 

وختم دبسي مؤكداً أنّه لا يمكن لاسرائيل تجاوز الاستراتيجيات الأمنية الأمريكية، فالإسرائيلي -بحسب كلامه- سوف يكون منضبطاً في إطارها فيتفاهم مع الروسي في إطار السقف الأمريكي ، فيما الروسي يحترم أيضاً الاسرائيلي وكل مطالبه الأمنية لذا لم يواجهه ولا لمرة واحدة أو يقف في خندق مضاد له.

السابق
أسرار الصحف المحلية الصادرة الاثنين في11 ايلول 2017
التالي
الرئيس عون مغردا: من يعرقل التحقيق يشجع على الثأر والانتقام