«غارات اسرائيل» لاستهداف الممرّ الشيعي من طهران الى دمشق

تعارض إسرائيل اتفاق خفض التصعيد الذي توصلت إليه روسيا والولايات المتحدة بشأن جنوب سورية، لأنها ترى أنه يتناقض مع إستراتيجيتها الأمنية والعسكرية.

وّجه وزير الدفاع الاسرائيلي إفيغدور ليبرمان تحذيرا الى كل من سورية وايران حيث قال ان اسرائيل “ستفعل كل ما يلزم لمنع وجود ممر شيعي من طهران الى دمشق”.  وأضاف “نحن عازمون على منع اعدائنا من ايذاء او حتى خلق فرصة للإساءة الى أمن المواطنين الاسرائيليين”.

إقرأ ايضا: «الكوريدور» الإيراني يربط بلاد فارس بالمتوسط

كما حذرت اسرائيل من انها لن تسمح بنقل اسلحة متطورة الى حزب الله واتهمت ايران ببناء مواقع لانتاج صواريخ موجهة بدقة فى كل من سورية ولبنان. اما رئيس الاستخبارات العسكرية الجنرال هرتزل هاليفي فقد حذّر اعداء بلاده “القريبين والبعيدين”، بالقول ان “التهديدات الامنية الخطيرة لاسرائيل مصدرها منظمات مسلحة معظمها تمولها وتساعدها ايران”. و”إننا نتعامل مع هذه التهديدات، بكل حزم، كما ان أعداءنا في كل ساحة يعرفون جيدا جدا المزيج الذي لدينا من استخبارات دقيقة وقدرات عملانية”، وذلك بحسب “أخباربووم”.

هذا الصوت الاسرائيلي العالي ينبأ بأن الخطر يزداد يوما فيوم على اسرائيل، لا سيما بعد الحديث عن سيطرة الجيش السوري، ومن ورائهما إيران وحزب الله على مساحات كبيرة من الاراضي السورية، اضافة الى بثّ اسرائيل لمعلومات عن وجود مصانع صواريخ إيرانية داخل الاراضي السورية.

من هذا المنطلق، جاء القصف الاسرائيلي لموقع سوري عسكري ليقول ان اسرائيل لن تسمح بأي خطر قد يحدق بها. حيث اعتبرت الخارجية السورية “ان العدوان الإسرائيلي يأتي في محاولة يائسة من سلطات الاحتلال لرفع معنويات عملائها من التنظيمات الإرهابية”. بحسب وكالة “تسنيم”.

وفي المعلومات ان الإتفاق الروسي الأميركي في قمة هامبورغ في السابع من تموز الفائت حول تقاسم المناطق السورية، لم يحظ بموافقة اسرائيل. حيث ركز الاتفاق على خفض التصعيد جنوب غرب سورية، بحيث يشمل درعا والقنيطرة.

وبدأ تنفيذ الاتفاق في9 تموز، حيث نشرت روسيا مئات عناصر الشرطة العسكرية في درعا والقنيطرة والسويداء وأبعدت القوات الإيرانية والقوى التابعة لها لنحو 40 كلم عن خط الحدود مع الجولان المحتل ومع الأردن.
ورغم ذلك، عارضت اسرائيل الاتفاق بحجة عدم الاستجابة لمطالبها الأمنية. حيث تبنّت إستراتيجية إطالة أمد الحرب السورية، وإضعاف سورية وتقسيمها على أسس طائفية وعرقية، بحسب “المركز العربي للابحاث”.

وتسعى إسرائيل إلى استغلال الحرب في سورية الى تحقيق هدفين: الاول هو إقامة منطقة عازلة في الهضبة بعمق 100 كم منزوعة السلاح تكون تحت النفوذ الإسرائيلي.

وقد نقلت “هآرتس” ان اسرائيل لن تقف مكتوفة الايدي حيث رفضت قيام روسيا بالإشراف على خفض التصعيد والمحافظة على وقف إطلاق النار، وطالبت واشنطن بالقيام بشيء ما.

وعبّر نتنياهو قد عبّر عن تخوفه من تغيّير الواقع في جنوب سورية، فإيران وحزب الله يحاولان ملء الفراغ الداعشي.

ويتركز القلق الإسرائيلي بشكل اساس حول تفاهم واشنطن وموسكو رغم أن هذا التفاهم، يقطع التواصل البريّ بين إيران وسورية عبر العراق، فإنه يكرس النفوذ الروسي جنوب غرب سورية. وكان موقع “تسنيم” الايراني قد نقل عن دبلوماسي ايراني بارز، قوله إن إيران لن تكون ضامنة للاتفاق الأميركي- الروسي.

إقرأ ايضا: لإيران «سورياها المُفيدة» أيضاً

وتخشى إسرائيل من تطوير روسيا لوجودها العسكري بجنوب سورية من الإشراف على تنفيذ الاتفاق إلى الوجود الدائم مما سيحدّ من قدرة إسرائيل على استباحة الأجواء والأراضي السورية، وشن الاعتداءات ساعة تشاء.

السابق
عودة «الوصاية السورية الى لبنان» تحكمها موازين القوى
التالي
«المعوَّقة»… رواية الطبيب عبد اللطيف يتيم