هل يطوي وصول النظام السوري الى دير الزور مشروع سوريا المفيدة؟

ماذا يعني فك النظام السوري بمساندة القواة الروسية الطوق عن مدينة دير الزور؟ وهل ضمّت روسيا دير الزور إلى سوريا المفيدة؟

تمكنت قوات النظام السوري المتقدمة من جهة البادية إلى مدينة دير الزور من الإلتقاء بالقوات المحاصرة فيها أمس، حيث تمّ فك الطوق عن المدينة المحاصرة منذ ثلاث سنوات، تحت غطاء جوي وصاروخي روسي، مما دفع عناصر تنظيم داعش الإرهابي للانسحاب باتجاه جنوب المدينة.
وقد اعتبر هذا التقدم نجاحاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين اذ استطاع ضم مناطق غنية بالنفط في شرق البلاد إلى «سوريا المفيدة» الخاضعة لقوات النظام غرب البلاد، وذلك بعدما فرض سيطرته على ثلاثة اتجاهات استراتيجية نحو دير الزور، وهي المدينة التي تحيط بها حقول النفط، والتي أصبحت هدفا رئيسا لقوات الأسد وطائرات القوة الجو-فضائية الروسية لمحاربة “داعش” في مناطق جنوب–شرق سوريا.

اقرأ أيضاً: عودة داعش من جرود لبنان الى الحضن السوري الدافىء

وقد نوّه الكرملين أمس بـ «الانتصار الاستراتيجي» الذي حققته قوات النظام السوري بتحرير مدينة دير الزور، وهو ما أثنى عليه شخصيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذ بعث ببرقية إلى نظيره السوري بشار الأسد، قيّم فيها هذا الانتصار الاستراتيجي.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أبرزت الدور الذي لعبته الضربات الجوية الروسية والقصف بصواريخ “كاليبر” المجنحة وذلك بحسب البيان الصادر عنها اليوم “الأربعاء”.
ويعتبر هذا التطور العسكري، الأكبر منذ انطلاق عمليات الجيش السوري وحلفائه ضد «داعش» في ريف حلب الشرقي في كانون الثاني الفائت، والتي أسفرت عن استعادة النظام السيطرة على 35 ألف كلم مربع من المناطق الصحراوية التي كانت خاضعة لسيطرة «داعش» في أرياف حلب وحماة والرقة وحمص ودير الزور، علما بأن مسؤولين ومقربين من النظام، كرروا إعلانهم أن أهداف المعركة الجارية منذ أشهر تتمثل في الوصول إلى دير الزور وفك الحصار عنها.

وفي هذا السياق كان لـ “جنوبية” حديث مع الخبير في الشؤون العسكرية الدكتور سمير الحسن الذي أشار إلى أنه ” كان الحديث في الأشهر الماضية أن الأميركي لن يسمح للدولة السورية الوصول إلى شرق سوريا، وكانت كل التحاليل ايضًا تشير أن هناك تقاسم نفوذ وأن الروسي يعمل ضمن “سوريا المفيدة” ولن يسمح له بالذهاب إلى شرق سوريا وإنما سيبقى غرب الفرات”.


وفيما تشكل دير الزور ثاني أكبر محافظة في سوريا إذ تبلغ مساحتها 32 ألف كلم مربع يقول الحسن إن “فك الطوق عنها هو بداية استعادة كل الشرق السوري والوصول إلى الحدود العراقية – السورية بشكل رسمي، وهذا ما يخدم الجيشين السوري والعراقي اللذين يحاربان في الوقت نفسه داعش. لذلك اعتبرت عملية تحرير دير الزور تحوّلاً إستراتيجياً خصوصا أن” داعش” يعتبرها آخر ملاذاته الآمنة”.
وفي سؤالنا عن سبب عدم رغبة اميركا في تقدم قوات النظام في دير الزور أشار إلى “أن أميركا تحاول إيجاد محميات للأكراد وبعض العشائر الموالية لها، وذلك بالتزامن مع معركة الموصل إذ حاولت اميركا أن تستحصل على نصر سريع في الرقة عبر الدفع بقوات السورية الديمقراطية وبعض العشائر. إلاً أن هذه المعركة تعثرت ولم تنحسم على الرغم من مرور ثلاثة أشهر. فالتعثّر الأميركي دفع الأكراد بحكم الضرورة إلى التنسيق مع الجيش السوري وهو ما سمح للأخير التقدم في الريف الجنوبي والشرقي للرقة”.
وأضاف “في البداية روّجت أميركا أنها ترسم خطوط حمراء حول وصول الجيش السوري وروسيا إلى شرق سوريا، لكن الوقائع أثبتت عكس ذلك إذ تمكنت كل منهما إلى كسر هذه الخطوط خصوصا أن أميركا غير قادرة على تسجيل أي تقدم نظرا لعدم عدم قدرتها على إنزال قوات على الأرض وعدم إمتلاكها للعتيد”. وفي الختام ، قال الحسن أنّ وصول الجيش السوري إلى دير الزور أسقط كل كما كان يقال عن سوريا المفيدة وكل التقسيمات التي جرى الحديث عنها”.

السابق
أهالي العسكريين: الحريري يشعر بجرحنا لأنّه ابن شهيد
التالي
المشنوق يتفهّم مشاعر أهالي العسكريين ويقدّر وجعهم: قرار الإعدام جاء من الرقّة