ماذا وراء مواقف ترامب المتقلبة من الأزمة الخليجية؟

النزاع الخليجي الداخلي الذي عنوانه حصار قطر لا يزال مستمرا لأكثر من 3 شهور حتى بعد جولة تيلرسون المكوكية بين الأطراف المعنية في تموز، وإرسال مبعوثين أمريكيين آخرين لتعزيز مبادرة أمير الكويت.

فيما كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يشكّل رأس الحربة في الأزمة الدبلوماسية بين قطر وجيرانها (السعودية، مصر،الإمارات، البحرين) إذ أيّد ترامب ودعم إجراءات المقاطعة ضدّ قطر “بتهمة تمويلها للإرهاب” ولم تلعب أميركا في إدارتها الجديدة دور العرّاب، إنما ساعد ترامب في تأجيج الأزمة من خلال التصويب على قطر .

لكن سرعان مع تغيّر الموقف الأميركي إذ عرض ترامب الوساطة الشخصية لحل الأزمة القطرية أمس (الخميس) خلال المؤتمرالصحفي مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح .

إقرأ ايضًا: مسلسل الصراع السعودي – القطري…الى أين؟

وقد رأت وكالة أنباء “أسوشيتد برس” أن مواقف الرئيس الأميركي في مؤتمره الصحفي في البيت الأبيض مع أمير الكويت متضاربة حول موقفه من أزمة قطر. إذ كان في بداية الأزمة يقف إلى جانب  السعودية إلا أنه بعد ذلك أعطى تعليمات بعد ذلك لوزير الخارجية ريكس تيلرسون بدعم جهود الوساطة الكويتية.

فبعد أن قدّر ترامب جهود أمير الكويت لإنهاء الأزمة الخليجية ، عرضا التدخل شخصيا لإنهاء الأزمة مشيرا إلى أن أعضاء مجلس التعاون الخليجي، شركاء ضروريون للولايات المتحدة في إطار العمل لقمع التطرف وسنكون أكثر نجاحا عند توحيد المجلس”.

وذكّر ترامب أن سبب نشوء الأزمة هو تمويل الإرهاب من قبل دول معينة دون ذكر أسماء . فيما أيّد في بداية الأزمة غتهامات الدول الأربعة لقطر بتمويل الإرهاب.

بدوره ، عبّر أمير الكويت عن أمله  في التوصل إلى حل للأزمة الخليجية، مشيرا إلى أن قطر مستعدة لمناقشة  القائمة التي فرضتها دول المقاطعة.  كاشفا عن “استبعاد الخيار العسكري” نهائيا في التعامل مع الموقف”.

موقف الأمير الكويتي، دفع بدول الحصار الأربعة إلى إصدار بينا تأسفت  فيه على هذا الكلام مشددة أن الخيار العسكري لم ولن يكون مطروحاً بأي حال”.

وأكدت هذه الدول في البيان أن الحوار مع قطر حول تنفيذ المطالب المقدمة إليها يجب ألا تسبقه أي شروط”.

من جهته أكد وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن جهود أمير الكويت مقدرة من أمير قطر، لكن المطالب الـ”13″ لدول الحصار تمس السيادة.

وكشف في تصريحات له لقناة “الجزيرة” ترامب أجرى إتصالا هاتفيا بالأمير تميم تناول فيه اللقاء الذي جمعه  مع أمير الكويت”.  مشيرا إلى أن ترامب” أكد على وجوب إنهاء الأزمة داعيا إلى إنشاء طاولة حوار بين الدول المتنازعة”. وبخصوص المطالب الـ13، قال وزير الخارجية القطري إن مؤكدا في الوقت ذاته أن تلك المطالب تمس السيادة.

إقرأ ايضًا: بعد الصفقة «الأميركية- السعودية»…صفقة قطر تثير تساؤلات!

وبالعودة إلى الموقف لأميركي المتقلب في الأزمة الخليجية، لا يمكن إلا والربط بين مواقف إدارة ترامب والصفقات التي أبرمتها مع كل من السعودية وقطر  بمبالغ خيالية.  فبعد الصفقة الاميركية –  السعودية التي بلغت قيمة بـ 500 مليار دولار، علمت الإدارة الأميركية كيف تلعب على وتر نية المُصالحة الخليجية إذ إستحصل  من  قطر على 12 مليار دولار ثمناً لمقاتلات F15، تحت ذريعة مكافحة الارهاب.

واندلعت الأزمة في حزيران عندما قررت البحرين ومصر والسعودية والإمارات قطع كافة الروابط مع الدوحة على خلفية ادعاءات تمويلها الإرهاب وروابطها الدافئة مع إيران.

في المقابل تنفي قطر،  التي تستضيف قاعدة العديد العسكرية الأمريكية وتلعب دورا هاما لهزيمة داعش في العراق وسوريا تمويلها للتطرف.

السابق
بالصور: أهالي المنارة يستعدون لاستقبال الشهيد محمد يوسف
التالي
لماذا أنقذ حزب الله مقاتلي داعش من الجيش؟