قمة الرياض الإسلامية الأمريكية: لتطويق المشروع الروسي

قمة الرياض
لم ير أنصار الممانعة في لبنان وسوريا في القمة الاسلامية الاميركية في الرياض التي انعقدت أمس سوى مؤامرة جديدة على معسكرهم، بينما رآها الاعلام الخليجي انها مشروع مواجهة اطماع ايران التي بدأت تشكل تهديدا لوجودهم.

أعلنت القمة الإسلامية في بيان لها في ختام أعمالها الأحد، في العاصمة السعودية الرياض برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وبمشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقادة 55 دولة إسلامية عن الاستعداد لتشكيل قوة من 34 ألف جندي لمحاربة الإرهاب وقيام تحالف “الشرق الأوسط الاستراتيجي” رسميا العام المقبل.

اقرأ أيضاً: هل سيستبق حزب الله مفاعيل قمة الرياض وينسحب من سوريا؟

كما أعلنت القمة عن بناء شراكة وثيقة بين قادة الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة الأميركية لمواجهة التطرف والإرهاب وتحقيق السلام والاستقرار والتنمية إقليمياً ودولياً.
ورحب القادة بتأسيس مركز عالمي لمواجهة الفكر المتطرف ومقره الرياض، مشيدين بالأهداف الاستراتيجية للمركز المتمثلة في محاربة التطرف فكرياً وإعلامياً ورقمياً، وتعزيز التعايش والتسامح بين الشعوب.
وأدان القادة المواقف العدائية للنظام الإيراني، واستمرار تدخلاته في الشؤون الداخلية للدول، في مخالفة صريحة لمبادئ القانون الدولي وحسن الجوار، مؤكدين التزامهم بالتصدي لذلك.
في كلمة ألقاها أمام قادة وممثلين عن 55 دولة في القمة العربية الإسلامية الأمريكية، دعا الرئيس الامريكي إلى العمل بشكل مشترك على عزل إيران ووضع “حزب الله” في قائمة الإرهاب.
واذا كان عنوان القمة هو مواجهة ايران وأذرعها، فان الاعلامي والمحلل السياسي وفيق الهواري له رأي يتعدى هذا العنوان العريض الى خصوصية المجابهة بين أميركا وروسيا في المنطقة فيقول لموقع “جنوبية”:
“تأتي قمة الرياض بوجود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتشكل محاولة ناجحة لإنشاء حلف ناتو (إسلامي) تستخدمه واشنطن حسب مصلحتها، وذلك بعد فشل السعودية في تشكيل حلف إسلامي قادر على الفعل بدون إشراف مباشر من واشنطن”.


وبرأي الهواري “أبرز علامات الفشل خروج الجيش المصري من هذا الحلف وهو القوة العسكرية الأولى في المنطقة، وتعثّر خطوة الحلف في حسم المعركة ضد الحوثيين في اليمن، ولكن يبدو أن دور حلف الناتو الجديد يتعدى دور اليمن ليكون أداة إقليمية بيد واشنطن لتوجيه ضربات إلى السياسة الروسية في المنطقة، وخصوصاً أن ترامب في حملته الانتخابية كان يشدد على شعار أميركا أولاً”.

اقرأ أيضاً: قمة الرياض تمهد لتوجيه ضربة لحزب الله في سوريا

وعن خطة العمل الاميركية يوضح هواري انه “كما استخدمت واشنطن القاعدة والأطر الإسلامية الأخرى في القتال ضد الاتحاد السوفياتي ستحاول استخدام من يتعامل معها من العرب الإسلامية لتوجيه ضربات إلى الوجود الروسي في المنطقة، وهنا تكون واشنطن قد حققت هدفين، تحقيق مزيد من الأرباح في القطاعات الأميركية الصناعية، وحصر النفوذ الروسي في المنطقة، وقد جاءت التصريحات من عدد من القوى المشاركة في المنطقة لتنعي مشروع التسوية الذي كان الروس يروجون له في سوريا، والقائم على تقاسم النفوذ في قوى محلية وإقليمية ويحقق الروس فيه نصراً للسيطرة على سوريا المفيدة.”
ويختم الهواري ان “الهدف الاساسي لترامب سيكون أن بناء مناطق نفوذ في سوريا على حساب الروس والإيرانيين وسيمنع أي نصر مستقبلي للحلف الممانع على حساب الحلف الاسلامي العربي العتيد الذي ستقوده أميركا”.

السابق
قمة الرياض تمهد لتوجيه ضربة لحزب الله في سوريا
التالي
صيدا: الله يرحم أيام مكب النفايات!