مسلسل الصراع السعودي – القطري…الى أين؟

في العقل الإستراتيجي السياسي يُطرح السؤال التالي: كيف تتجرأ دولة ناشئة صغيرة كدولة قطر، ان تناطح دولة جارة هي أكبر منها بأضعاف، بل ان تقف بمواجهة دولة كبيرة لها دورها الاقليمي والعربي والإسلامي كالسعودية؟!

لم تترك قطر للسعودية فرصة أن تهنأ بزيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب لها، كأول زيارة له بُعيد تنصيبه رئيسا الى الخارج، حتى انطلق الضخ الإعلامي منها ضد السعودية عبر”تويتر”، اضافة الى الكلام الذي نُسب الى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.

إقرأ أيضا: حقيقة تصريحات أمير قطر ووزير خارجيتها.. قطر تنفي والسعودية غير مقتنعة

فقد دافعت قطر عن حركة حماس وحزب الله، رافضة تهمة الارهاب التي وجهت اليهما. وداعية الى التقارب مع ايران العدوة اللدودة للسعودية. فقد انهارت العلاقة بين ايران ودول الخليج خلال حرب اليمن، وقبلها الحرب السورية، وبدأت تلك الدول بالتعاضد لمواجهة المدّ الشيعي في العالم العربي.

علما ان دولة قطر تضم أهم قاعدة أميركية في الخليج، بمعنى انها حليف كبير للولايات المتحدة، وتعد من اهم المرافق العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، بالمقابل هي الدولة الاولى المتهمة بدعم الاسلاميين المتشددين، من خلال توفير الأسلحة للجماعات الإسلامية المتطرفة الذين يعيثون في الدول القريبة والبعيدة دمارا وتفجيرا.

واذا كانت قناة “الجزيرة” تبث الدعاية للاخوان المسلمين في مصر وغيرها، وهو ما رفضته السعودية بشدة ولم يهنأ لها عيش حتى انقلب عليهم الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، ليدخل الرئيس المصري السابق محمد مرسي السجن، اضافة الى استضافة الدوحة لاعلان حماس الجديد، والدعم المادي المستمر لها بعيد خروجها من حاضنة سوريا وإيران الممانعتين، ودعمها للإخوان المسلمين في كل من اليمن وليبيا، اضافة الى عدد كبير من الملفات الخلافيّة.

إقرأ أيضا: السلفية الجهادية في لبنان: بيئة حاضنة والاتباع يزدادون!

في اتصال مع المحلل والكاتب السياسي، عبد الحسن الأمين، المُطلّع على العلاقات العربية-العربية، قال لـ”جنوبية”: “الخلاف بين السعودية وقطر قديم، فكل دولة صغيرة تخاف جارتها الكبيرة، إذ ان قطر تخاف السعودية، والبحرين تخاف إيران، ولبنان يخاف سوريا. علما ان قطر محميّة أميركيا بأمرين: الأول هو قناة الجزيرة، والثاني القاعدة العسكرية على أراضيها”.

و”لكن الخلاف الاساس، برأي الأمين، يعود الى الإخوان المسلمين، فهم السبب في الخلاف بين الرياض والدوحة، والاخوان أصبحت تركيا مرجعيتهم وهي التي تسندهم في زمن حكم أردوغان. فالسعودية تدعم التيارات السلفية الاسلامية وقطر تقف خلف الاخوان المسلمين”.

ونتيجة لذلك يقول الامين “قد تدخل تركيا كوسيط بين الدولتين الخليجيتين، علما ان الامارات تقف بوجه الإخوان داعمة للأزهرالشريف، الذي هو نقطة الخلاف السعودي- الإماراتي أيضا”. فالسعودية لا تريد لأية جهة اسلامية ان تتصدر المشهد غيرها.

“وهذه صورة جزئيّة وبسيطة عن الخلاف العربي- العربي، الا ان الجميع يجتمع بوجه إيران”. بحسب عبد الحسن الأمين، رئيس تحرير موقع “النور” الالكتروني.

ويرى، الأمين، أن “الجزيرة أسست لمواجهة السعودية بعد 11 ايلول الاميركي، والباقي كله تفاصيل صغيرة في الخلاف، لذا لم يعد لافتا ولا سرا ان دولة بحجم قطر واقفة لا تهاب دولة بحجم السعودية”.

إقرا أيضا: قمة الرياض الإسلامية الأمريكية: لتطويق المشروع الروسي

ويختم الامين بالقول، لـ”جنوبية”: “أبرز أوجه الخلاف هو تقاتل جماعة قطر وجماعة السعودية الذين ينضوون ضمن الفصائل الاسلامية المعارضة في سوريا، وسيستمر الخلاف فهذه ليست المرة الاولى في المواجهة، ولن تكون الاخيرة”.

السابق
ماكرون يُحذّر: سنردّ على أيّ استخدام للأسلحة الكيميائيّة في سوريا!
التالي
سيرين عبد النور تُطالب بإعادة بث قناة الجديد!