كلام بري ناقض نصرالله ودفاعه عن قهوجي وسلام يربك الممانعة

كيف يمكن قراءة موقف بري من العلاقات اللبنانية – السورية؟ وما تفسير موقفه المتناقض مع نصرالله؟

أطلق رئيس مجلس النواب نبيه برّي في الاحتفال الحاشد الذي أقامته حركة أمل في ذكرى تغييب السيد موسى الصدر ورفيقيه، مجموعة مواقف بارزة تتعلّق بالتطورات الأخيرة على الساحة اللبنانية والإقليمية.

فمن ملف تغييب السيد موسى الصدر ورفيقيه، والذين وبحسب ما أعلن بري لا يزالون أحياء ويجب تحريرهم، مشيراً إلى أنّ “البعض يحاول الايهام ان توقيف هنيبعل القذافي تمّ لأنّه ابن معمر القذافي فقط وهم يحاولون منحه حصانة.” وكشف بري في ذكرى تغييب الامام الصدر أنّ “لجنة المتابعة لقضية الامام الصدر لم تستطع زيارة ليبيا بسبب الوضع في هذا البلد وتمّت متابعة هذا الامر من خلال لقاءات في دول مجاورة.”

إلا أن اللافت كان موقف برّي من العلاقات اللبنانية – السورية، ففيما كان يتجنب منذ 2011 التطرق إلى هذا الملف نظراً لحساسيته وحفاظا على مصالحه الخاصة، شدّد في إطلالته هذه على أنّ التنسيق حاجة إستراتيجية لمصلحة البلدين.

قائلا «ليس الموضوع تبعية أو إخلالاً بالاستقلال لكنن سوريا تشكل العمق الجغرافي والمنفذ البري الوحيد للبنان. ونذكر ذلك لأننا ما زلنا نستجر الكهرباء من سوريا». وشدّد على ضرورة البناء مع سوريا، ولو من باب المصلحة.

فكيف يمكن قراءة موقف بري من العلاقة اللبنانية – السورية في هذا التوقيت بالذات، وهل أصبح مطمئناً لمستقبل النظام في سوريا وبالتالي لا حرج من المجاهرة بالتنسيق معه بشكل علني. حيث يكثر الحديث في الأونة الأخيرة عن إقتراب نهاية الصراع القائم في سوريا وبدء ترتيبات الدول الكبرى والإقليمية للمرحلة النهائية التي ستشهد بقاء الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي موقف يتناقض مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، رفض برّي تحميل الرئيس تمام سلام وقائد الجيش آنذاك العماد جان قهوجي مسؤولية مصير العسكريين مشيراً إلى أنّ الحكومة الحالية هي نفسها الحكومة السابقة ما عدا خروج حزب الكتائب ودخول حزب القوات اللبنانية.

إقرأ أيضاً: لا يليق بالسيد حسن نصر الله أن يروج أضاليل واهية

في وقت كان نصرالله قد حمّل في خطابه قبل يومين المسؤولية إلى حكومة سلام وقهوجي بالقول “فتشوا على من سمح بأن يبقى هؤلاء الجنود في أيدي خاطفيهم وحققوا مع أصحاب القرار السياسي الجبان الذي كان يرى هؤلاء المسلحين جزءاً من مشروعه السياسي الكبير”. ليسأل “من الذي منع الجيش اللبناني في نفس اليوم من استعادة الجنود وكان قادراً على ذلك من اليوم الأول”.

هذا وأضاف نصرالله مشدداً “نحن كنا نثق بالجيش وانتم كنتم تشتمونه على المنابر، والجيش كان يستطيع بكل بساطة أن يحاصر ويحرر الجنود ويعتقل مجموعات كبيرة من النصرة وداعش في عرسال ويفاوض على جنوده”.

كل هذا ما يدفع بالتساؤل حول سبب هذا التناقض في المواقف بين هذين الحليفين؟

في هذا السياق تحدث موقع “جنوبية” مع الدكتورة منى فياض التي رأت أنّ “قضية موسى الصدر هي قميص عثمان شيعة لبنان وخصوصاً حركة أمل. من مصلحتهم تركها حية ومستديمة لتلعب دور المهدي المنتظر في شد عصب الشيعة وحشدهم حول “اسطورة مؤسسة” حية، نوع من مصغّر لقضية الحسين كمثال للظلم. هذا يجمد استحقاق الوراثة. فيظل الحال على ما هو عليه”.

أما في مسألة العسكريين فاعتبرت انها “نوع من استعادة المبادرة لتلطيف واستيعاب لموقف حزب الله الذي في معرض الدفاع عن الذات، أمام صفقته الداعشية المشبوهة، هرب الى الأمام وزايد على الحكومة ” لعدم تخليصا لهم”. علماً أنّه الجهة حالت دون ذلك كونه منع انتخاب رئيس للجمهورية مستبدلة له “بمجمع رئاسي وزاري” لا يستطيع التصرف الا تحت أمرته. ويكفي مراجعة الصحف للتفاصيل”.

إقرأ أيضاً: أين «أمل وحزب الله» من جريمة إخفاء الامام الصدر؟

وأكدت أنّ “موقف بري يرطب الاجواء ويهدئها ويطمئن الأفرقاء في الوطن عبر إعطائهم جرعة “أمل” في وجود “اختلاف ضمن الثنائية”. وهذا كله جرعة مهدئة يخترع غيرها عندما تنتهي صلاحيتها .اما مسألة خلط الكويت مع سوريا فهو “خلط عباس بدرباس”، أعتقد انه من الآن وصاعداً طمأنة الكويت بالكلام لا يكفي”.

أما عن العلاقة مع سوريا  فقد أشارت فياض إلى أن “الثنائية تريد جر الاطراف غير الموافقة على العلاقة مع نظام غير متهم فقط بقتل وإرهاب شعبه بل بأعمال إرهابية موصوفة في لبنان وضد الشعب اللبناني. أي انه يريد غطاء “شرعياً” لمن كانوا يذهبون “تحت الطاولة وفي السر”. ولو لم يكونوا محشورين مع النظام السوري لإعادة تلميعه ولتشكيل سابقة إعادة العلاقات الطبيعية مع لبنان حيث لا يزال حليفهم المشترك ميشال سماحة قيد الاعتقال لما أثاروا المسألة”.

وبحسب اعتقاد فياض “فإنّه يحق لنا مساءلة الرئيس بري وشركاه ليفسروا هم لنا سبب “حشرتهم الآن” للإعلان عما كان مستوراً ولحشر “شركائهم في الحكومة” في كل هذا السيناريو. وان يفسروا لنا أسبقية الايرانيين في المطالبة والاعلان عن هذا الموقف التطبيعي المفهومة وظيفة توقيته”.

وفيما يتعلق ب”صفقة” جر الكهرباء من سوريا (وهي أسعار أعلى من تلك المقترحة عبر صفقة البواخر المشبوهة)، لفتت إلى أنّ “المطلوب من دولته، الذي يرأس البرلمان منذ ربع قرن ووزارة الطاقة التي تستنزف البد وروائح صفقاتها المستديمة تزكم الانفاس والتي كانت معظم الأحيان من “حصته” في حوزة وزراء “يعينهم”، ان يفسر لنا هذه الاحجية – المهزلة”.

السابق
روسيا ستقف مع اسرائيل إذا قصفها حزب الله
التالي
«نادر صعب» أمام قاضي التحقيق في جبل لبنان بعد الإدعاء عليه بالمواد الجرمية!