إسرائيل تعدّل رؤيتها الإستراتيجية للحرب السورية: بشار الأسد باق حتى نهاية عام 2018

بشار الاسد
المعادلة الإسرائيلية تتبدل تخوفاً من تعاظم النفوذ الإيراني وتمدده في ظلّ التغطية الروسية لهذا المشروع.

يبدو أنّ القلق الإسرائيلي من النفوذ الإيراني وأذرعته في منطقة الشرق الأوسط يتصاعد، إلى حدّ الدفع بالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى تعديل رؤيتها بشأن السيناريو المنتظر في سوريا. إذ نقلت صحفية “إسرائيل اليوم” عن مصادر في المؤسسة المذكورة أن التوقعات أصبحت تشير أن الرئيس بشار الأسد سيفرض سلطته على كافة الأراضي السورية نهاية عام 2018.

اقرأ أيضاً: هآرتس: اسرائيل محاصرة ويجب شن حرب وقائية ضد حزب الله

وعددت الصحيفة الأسباب التي حالت إلى تغيير التقديرات الإسرائيلية وأحد أهم هذه الأسباب سياسة الإدارة الأميركية التي تغيرت بعد عام 2014 وذلك نظرا لفظاعة الجرائم التي قام بها تنظيم الدولة الإسلامية وهو ما دفعها إلى تعديل موقفها من الحرب السورية ووقف دعم المعارضة السورية من جهة وإنهماكها في حربها على “داعش” والجماعات المتطرفة من جهة ثانية، وهذا ما ساهم في بقاء نظام الأسد.

وبحسب الصحيفة فإنّ التدخل الروسي لمصلحة النظام السوري كان له دوراً أيضاً ببقاء الأسد على رأس السلطة وذلك مع قصف المعارضة السورية. بالإضافة إلى أن الإدارة الأميركية الجديدة في عهد الرئيس ترامب خفضت اهتمامها بالشأن السوري لانشغالها بقضايا داخلية وبالملف الكوري”.

كما أن من إحدى هذه الأسباب إيقاف الدول العربية السنية أيضاً دعم المعارضة، في وقت تحشد إيران كامل قوتها لدعم النظام”.

كما وذكرت أنّ إسرائيل توقعت منذ اندلاع الحرب السورية في العام 2014 انهيار النظام في نهاية العام نفسه وأن تتفكك الدولة السورية الى دويلات. وبالطبع المستفيد الأوّل من هذه الظروف إضافة إلى النظام السوري، هي ايران “التي وسعت نفوذها في سوريا.

وفي لقاء جرى بين وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قبل يومين نقل ليبرمان مخاوف إسرائيل من المخطط الإيراني في سوريا الذي من شأنه تغيير ميزان القوى وبالتالي التأثير بشكل مباشر على إسرائيل”.

هذه المخاوف ليست وليدة اللحظة، إذ تتزايد مخاوف إسرائيل في الآونة الأخيرة وقد تجلّت بعد الإتفاق الروسي – الأميركي على وقف إطلاق النار في جنوب سورية والذي ترى فيه إسرائيل أنّه يعزز النفوذ الإيراني في الأراضي السورية بأكملها، وليس في المنطقة الحدودية فقط “. بحسب ما أوردت صحيف “هآرتس”. كما ترى اسرائيل ضرورة لانبثاق الاتفاق عن وجهة نظر استراتيجية غير محددة بزمن، تبحث في النفوذ الإيراني في سورية ما بعد الحرب.

وقد طالبت إسرائيل في الإجتماعات السرية التي سبقت إعلان هذا الاتفاق في عمان والتي عقدت بحضور وفد إسرائيلي إبعاد الإيرانيين، ليس فقط لمسافة 20 كلم عن الحدود الفلسطينية المحتلة، بل إخراجهم بالكامل من الأراضي السورية، مع مطالبة طهران أيضاً بسحب مقاتليها كـ”الحرس الثوري”، وحزب الله، وجميع الميليشيا المؤيدة لها في سورية. وقد حذّرت “هآرتس” من أن بقاء الإيرانيين سيحوّل سورية إلى قاعدة للصواريخ كلبنان وغزة، تهدد أمن اسرائيل والأردن.
وفي العودة للقاء ليبرمان – غوتيريش حذّر الأول من مخطط إيراني يقضي ببناء قواعد جوية وبَحرية لها في سورية وإدخال آلاف “الشيعة” من أفغانستان وباكستان والعراق إليها وخلق ممر بين سوريا ولبنان من طريق العراق يتيح لإيران إدخال أسلحة وعتاد محكمة ومتطورة بهدف تعزيز السيطرة الشيعية في هذه المنطقة بشكل يعزز الوجود الإيراني وهذا ما سيشكل بالتالي تهديداً لجميع الدول سيما إسرائيل”.

وختمت “إسرائيل اليوم” بالإشارة إلى أنه في حال لم يكن هناك نتائج إيجابية لحملتها الديبلوماسية الدولية ضد إيران فإن إسرائيل قد تضطر إلى الذهاب نحو قرارات ليست سهلة” وهو ما أشار إليه نتنياهو بعد لقائه في غوتيريش مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقوله إن “إسرائيل لن تسمح بأن تشتد حولها ربطة العنق الخانقة”.

إلا أنه من جهة ثانية، جاء في أحد تقارير صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية قبل أيام ، بأنه على الرغم من تعبير نتنياهو لبوتين عن مدى المخاوف الإسرائيلية من تعاظم النفوذ الإيراني في المنطقة بفعل إتفاق الهدنة في جنوب سوريا إضافة إلى تهديده بذهاب إسرائيل نحو التصعيد في سوريا إلا أنّ بوتين لم يعر هذه المطالب والتهديدات اهتماماً وذلك إستنادا إلى مصدر روسي حضر اللقاء، كما لفت المصدر نفسه إلى أنّ نتنياهو كان مرتبكا فيما كان بوتين مرتاحا وهادئا.

اقرأ أيضاً: بوتين لم يستجب لمطلب نتنياهو.. ونفوذ ايران في سوريا باقٍِ

وأشارت الصحيفة إلى أن مخاوف إسرائيل تحققت سيما أن روسيا لم تهتم بتهديدات نتنياهو غير المباشرة بشن عمليات عسكرية في سوريا فيما لو لم تحقق روسيا مطالب إسرائيل بشأن إخراج القوات الإيرانية من سوريا. بل والأكثر من ذلك فبحسب المصدر الروسي أن بوتين فاجأ نتنياهو عندما أخبره أن “موسكو ستستمر بتقوية نفوذ إيران في المنطقة”. بحسب ما نقل المصدر الروسي للصحيفة.

وختمت الصحيفة بأنّه على الرغم من أنّ الرئيس الروسي أكد في معرض حديث خلال اللقاء أن تل ابيب شريك في المنطقة وأن موسكو تهتهم لمصالحها “إلا أن بدا واضحا أن بوتين لن يقدم أي مرونة بالاستجابة لمطالب إسرائيل”.

السابق
فقراء لبنان: يصفقون للزعيم ويصمتون أمام الغلاء المعيشي وزيادة الأقساط
التالي
بعد المقاطعة والاتهامات المتبادلة: الإيرانيون والقطريون في مكة