كيف سينتهي التحدي الأميركي – الكوري في الشرق الاقصى؟

تشهد شبه الجزيرة الكورية توترا مع إستفزازا كوريا الشمالية أمريكا مجددًا عبر إطلاق صاروخاً باليستياً فوق اليابان. فكيف سترد واشنطن؟

عاد التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية وكوريا الشمالية، بعدما قامت الأخيرة قبل أيام بإطلاق صاروخاً باليستياً فوق جزيرة هوكايدو في شمال اليابان  للمرة الأولى منذ عام 1998، عندما أطلقت بيونغ يانغ صاروخاً يحمل قمراً صناعياً فوق اليابان.
واعتبر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون التجربة خطوة أولى لعملية عسكرية ضد “الاحتلال” الأمريكي في المحيط الهادي ومقدمة لاستهداف قاعدة غوام الأمريكية. وهي المرة الأولى التي تعترف فيها الوكالة الرسمية بتعمد اطلاق صاروخ نحو اليابان.

إقرأ ايضًا: التهديدات الأميركية لكوريا تقرع طبول الحرب العالمية الثالثة

وأثارت تجربة بيونغيانغ ردود فعل دولية غاضبة، إذ اعتبرتها كل من كوريا الجنوبية واليابان خطوة تهدف لزعزعة السلام في المنطقة بحسب الـ “سي ان ان” . فاستنكر رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، ما حصل واصفا اياه بـ”تهديد جاد وخطير”.
بدوره قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن خطوة كوريا هذه “تعكس ازدراء لجيرانها وللأمم المتحدة. وأضاف أن بيونغ يانغ تزيد في عزلتها الدولية، وبشأن التعامل معها قال إن “جميع الخيارات مطروحة على الطاولة”. وكان ترامب قد حذر كوريا الشمالية من أنها ستواجه “النار والغضب” في حال استمرت في استفزازاتها، بينما هدد بيونغ يانغ باستهداف جزيرة غوام الأمريكية في المحيط الهادئ. واعتبرت الصين وروسيا بدورها المناورات تصعيدا للتوتر في المنطقة.

وندد مجلس الأمن بالإجماع بالخطوة، وطالب بيونغيانغ بالكف عن إطلاق مزيد من الصواريخ والتخلي عن أسلحتها وبرامجها النووية. واجتمع أعضاء المجلس في جلسة طارئة في مقر الأمم المتحدة مساء أمس  لمناقشة التصعيد الذي تشهده شبه الجزيرة الكورية منذ فترة. لكن اللافت التزام المجلس بحل سلمي ودبلوماسي وسياسي. لا يوحي بفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية. بحسب الـ “بي بي سي”.

وردّ مبعوث كوريا الشمالية لدى الامم المتحدة إن لبلاده الحق في الرد على المناورات العسكرية. محملا الولايات المتحدة المتحدة مسؤولية “أي عواقب كارثية”.
وعلى الرغم من موقف موسكو وبكين الرافض لتأجيج التوتر في شبه الجزيرة الكورية، والإجراءات الأحادية التي تتخذها واشنطن ضد بيونغ يانغ، قالت السفيرة الأمريكية بالأمم المتحدة، نيكي هايلي، للمجلس: “العالم متحد ضد كوريا الشمالية ولا شك في ذلك. حان الوقت لنظام كوريا الشمالية كي يعترف بالخطر الذي يضع نفسه فيه. الولايات المتحدة، لن تسمح باستمرار جموحه”.

ويأتي إطلاق هذا الصاروخ بعد ثلاثة أيام من اختبار بيونغ يانغ لثلاثة صواريخ باليستية قصيرة المدى، سقطت في المياه قبالة شبه الجزيرة الكورية.

إقرأ ايضًا: الاتفاق النووي الأميركي – الإيراني ودرس كوريا الشمالية

وتزامنت تجربة بيونغيانغ  في الوقت الذي تختتم فيه الأسبوع الأول من المناورات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، والتي بدأت في 21 من الشهر الحاليّ وتستمر لمدة 11يومًا، وجاء صاروخ مع دخول التدريبات أيامه الأخيرة، وهي الرسالة التي أرادت بيونغ يانغ إرسالها إلى جاراتها، حيث اعتبرت تلك التدريبات بأنها “مناورات حرب عدوانية طائشة”.

يأتي هذا التهديد وسط قلق متزايد بشأن القدرات العسكرية لكوريا الشمالية، وإدانة الإدارة الأمريكية الجديدة لخطابات كوريا الشمالية، وبينما يزيد نظام بيونج يانج من توتر الوضع بإجراء تجارب صاروخية، حذر وزير الدفاع الأمريكي بحكومة ترامب جيمس ماتيس، كوريا الشمالية من رد فعل عنيف إذا استخدمت بيونج يانج قوتها النووية، ولكن حتى الآن  يصرح الجيش الأمريكي بأن صواريخ كوريا الشمالية التي أطلقتها لا تشكل تهديداً.

لذا أصبح مستبعدا  إحتمال شن ضربات استباقية على المواقع النووية لكوريا الشمالية، وذلك نظرا لما يمكن أن يسببه ذلك من مخاوف حقيقية من كسر تحالفات أمريكا مع اليابان وكوريا الجنوبية وضمان العداء الدائم من الصين وروسيا بحسب مراقبين. كما أن الذهاب نحو الضربة النووية فإنه أيضا أمسا مستبعدا. لذا فإن إتجاه الولايات المتحدة وروسيا والصين التفاوض مع كوريا الشمالية لضمان منع تكرار تلك الحوادث.

السابق
بين معركة صفين ومعركة فجر الجرود
التالي
بالفيديو: هكذا رفض محمد رعد التفاوض والتبادل لتحرير العسكريين