التهديدات الأميركية لكوريا تقرع طبول الحرب العالمية الثالثة

هل نكون اليوم على موعد مع حرب عالمية ثالثة، في حال أقدمت كوريا الشمالية على إطلاق تجربتها النووية السادسة في ظل التوعّد الأميركي بالردّ من جهة، مقابل إعلان الصين حالة التأهب القصوى؟

كثيرة هي المخاوف من حرب عالمية ثالثة، إذ تشهد الساعات الأخيرة تصاعدا في حدة التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية. وذلك مع تهديد بيونغ يانغ واشنطن بالرد على أي اعتداء أمريكي على أهداف عسكرية في كوريا لمنع التجارب على الأسلحة النووية، وذلك مع قيام الولايات المتحدة بارسال حاملة الطائرات الأمريكية “كارل فينسون” مع مجموعة من الطائرات الحربية إلى سواحل شبه الجزيرة الكورية.

وتتزامن التجارب النووية الكورية الجديدة مع الذكرى السنوية 105 لميلاد مؤسس كوريا الشمالية كيم إيل سونغ في 15 نيسان وذلك بحسب ما ذكرت قناة ” NBC ” عن مصادر استخباراتية أمس.

وقد صرّح نائب وزير خارجية كوريا الشمالية خان سون ريول، في حديث مع “أسوشييتيد برس” أن كوريا الشمالية لن تقف مكتوفة الأيدي في حال قررت الولايات المتحدة توجيه ضربة استباقية، بالإشارة إلى السفينتين الأمريكيتين المتواجدة  على بعد 300 ميل من المكان المقرر فيه إجراء تجربة السلاح النووي.

ويتضح العزم الجدي لزعيم  كوريا الشمالية، كيم جونغ أون،  لشن تجربةٍ نووية أخرى مع رصد أقمارٌ اصطناعية “نشاطاً مُستمراً” في موقع بونجي- ري للتجارب النووية بالرغم من التحذيرات الجدية للولايات المتحدة . إذ  تُظهر الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية أنَّ كوريا الشمالية  بكامل استعدادها وجهوزيتها لتجربتها النووية السادسة، وفق ما ذكرت صحيفة دايلي إكسبرس.

اقرا ايضًا: كوريا الشمالية تصف أوباما بـ’القرد الأسود الماكر’

وفي هذا السياق، نقلت وكالة أنباء  (KCNA) عن وزارة الخارجية قولها: “سنُحمِّل أميركا كامل المسؤولية عن العواقب الكارثية التي ستنتج عن تصرفاتها المهينة”.

فيما صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب،  لقناة “Fox Business Network”: “سنرسل أسطولاً وغواصات  شديدة القوة،  أقوى حتى من حاملة الطائرات نفسها”.

وما يزيد من مخاوف وقوع المواجهة بين البلدين، ما كشفته وكالة “UPI” الأمريكية أن القوات المسلحة الصينية أخذت أوامر مباشرة من الجيش بالتأهب في خمس مناطق عسكرية .

وبحسب مركز حقوق الإنسان والديمقراطية – غير الحكومي في هونغ كونغ  فإن حوالي 25 ألف عسكري من الجيش و47 مرابط غرب البلاد تقدموا باتجاه قاعدة حربية بالقرب من حدود كورية الشمالية.

وأرجعت وكالة إخبارية يابانية وراء تأهب القوات، قلق الصين من توجيه أميركا ضربة استباقية ل”بيونغ يانغ كالهجوم على قاعدة الشعيرات العسكرية السورية الذي أدى إلى تأزم في العلاقات الأمريكية مع موسكو وبكين.

وبحسب المحللون فإن توتر العلاقات بين الصين وأميركا نشب بعد أن جاء  قرار الرئيس الأميركي بضرب سوريا أثناء قيامه بمباحثات مع الرئيس الصيني شي جين بينغ وتناوله للـ “كيك”. مما اعتبره الأخير إهانة للصين، وهو ما خلق رد فعل عكسي بإقدام الأخيرة على تعزيز وجودها العسكري على حدودها مع كوريا الشمالية.

اقرأ ايضًا: الاتفاق النووي الأميركي – الإيراني ودرس كوريا الشمالية

والجدير ذكره،  أن كوريا الشمالية لديها عادة تقليدية بالقيام بتجارب نووية بالتزامن مع إحتفال البلاد بالذكرى السنوية 105 لميلاد مؤسس كوريا الشمالية كيم إيل سونغ.

وبالتزامن مع هذه المناسبة،  نشرت وسائل اعلام الاجنبية في مقدمتهم الأميركية  انباء عن احتمال إجراء كوريا تجربة نووية سادسة. فيما لم يصدر أي شيئ من قبل كوريا في هذا السياق. لكن إشارة الرئيس الكوري في خطابه  بمناسبة السنة الجديدة، أن بلاده وصلت إلى المرحلة النهائية في تطوير صواريخ بعيدة المدى”. كان الدافع وراء هذه التكهنات.

 

و يرى خبراء أن  الهدف من وراء إطلاق هذه الأخبار من قبل الإعلام الأميركي رفع مكانة الولايات المتحدة. لا سيما أن اطلاق التجربة النويية الكورية في ظروف كهذه، ليست منطقية، خصوصا مع تمركز السفن الحربية الأمريكية بالقرب من كوريا الشمالية. لذا فإحتمال قيام كوريا بتجربة نووية لا يتعدى الـ  30%، ومن المحتمل 70%  القيام بعرض عسكري فقط  اليوم (السبت)  في سياق إعلام الجميع أنهم يملكون صواريخ باليستية بعيدة المدى.

 

السابق
غضب بعد مقابلة الأسد مع وكالة الصحافة الفرنسية
التالي
عودة الصقور في أميركا