زيارة نتنياهو الى موسكو لقطع الطريق على النفوذ الإيراني في سوريا

تتوجه الأنظار نحو اللقاء الذي سينعقد بين بوتين ونتنياهو في ظل الأجواء المضطربة بين البلدين بعد إتفاق اميركا روسيا حول الهدنة في الجنوب السوري التي أبقت على النفوذ الايراني في بلاد الشام.

منذ بداية الحرب الدائرة في سوريا، تكثر التحليلات والتوقعات حول إندلاع حرب كبيرة بين اسرائيل وايران على الأراضي السورية ستكون سببا في زعزعة امن واستقرار المنطقة وذلك مع القلق الإسرائيلي من تمدّد أذرع المحور الإيراني في المنطقة. فيقول نتنياهو: إننا لا نعترض على ترتيبات الحل في سوريا لكننا نعترض بشدة على إمكانية وجود عسكري لإيران ووكلائها في سوريا.

يشغل مصير الحرب السورية بال الطبقة السياسية الإسرائيلية، التي ترى من ناحية أن سقوط الأسد سيضعف إيران، إلا أنه من ناحية ثانية وصول الإسلاميين المتطرفين  للحكم هو أمر مقلق بالنسبة لهم، سيما أن إسرائيل تريد تأمين حماية حدودها الشمالية عند الجولان.

وتضاعفت المخاوف في الوقت الحالي مع تحذير وسائل إعلام مقربة من نتنياهو، من اتخاذ خطوات إسرائيلية ضد تمركز إيران وحزب الله على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة  قبيل لقاء نتنياهو – بوتين الذي سينعقد في مدينة “سوتشي” الروسية يوم غد (الأربعاء).

إقرأ ايضًا: هدنة الجنوب السوري: الابقاء على إيران وحزب الله شكلاً

وبحسب موقع “المصدر” الإسرائيلي، فإنه نظرا لعدم تحقيق زيارة الوفد الأمني الإسرائيلي الذي ترأسه يوسي كوهين، رئيس جهاز “الموساد” إلى واشنطن أهداف اسرائيل، طلب نتنياهو لقاء بوتين في أسرع وقت ممكن”.

كما لفت الموقع، أن “جدول اعمال اللقاء مخصص فقط بالنقاش حول التقديرات بقرب نهاية الحرب السورية، وخشية إسرائيل من تمركز إيران وحزب الله عند حدودها الشمالية”.

ويتوقع  أن يطلب نتنياهو من بوتين، ضبط “الهلال الشيعي”، وإلا ستستخدم إسرائيل القوة لحماية مصالحها، كما فعلت بإستهداف مئات شاحنات الأسلحة التابعة لحزب الله”.

إلى ذلك أشار الموقع أن “إسرائيل تامل أن يولي بوتين اهتماما لمطالب نتنياهو، سيما أن روسيا لا تريد وقوع اشتباك بين إسرائيل وحزب الله في الأراضي السورية”.

وعلى مدى العامين المنصرمين أجرت  إسرائيل وروسيا تنسيقا عن كثب بشأن سوريا حيث التقى رئيس نتنياهو بوتين عدة مرات وجرت عدّة اتصالات هاتفية بينهما وذلك لضمان عدم حدوث سوء تفاهم وتقليل خطر وقوع مواجهة جوية لأدنى حد. ونجح هذا النظام في أغلب الأحيان حتى إذا تطلب ذلك من إسرائيل أن توازن بدقة علاقاتها مع الولايات المتحدة وروسيا في الوقت نفسه.

إلا أنه في الوقت الحالي تتوجه الأنظار نحو لقاء بوتين – نتنياهو وذلك مع حجم القلق الإسرائيلي من بنود الإتفاق الروسي – الأميركي على وقف اطلاق النار في جنوب سورية الذي عقد في عمان، لأنه لا يعير الاهتمام اللازم، من وجهة نظر تل أبيب، “لتقليص النفوذ الإيراني في الأراضي السورية بأكملها ، وليس من المنطقة الحدودية فقط ” بحسب ما أوردت صحيف “هآرتس”.

على الرغم من مشاركة إسرائيل في اللقاءات التي عقدت قبل أيام من إعلان روسيا والولايات المتحدة عن اتفاق وقف إطلاق النار في تموز، اعترضت اسرائيل على الصيغة النهائية لنص الاتفاق،إذ اعتبره نتنياهو إنه يتجاهل المخاوف الإسرائيلية من ازدياد النفوذ الإيراني في سورية.

إقرأ ايضًا: هواجس إسرائيلية من اتفاق خفض التصعيد جنوب سورية

وقد ذكرت “هآرتس” أن إسرائيل عرضت  “تحفظات كثيرة” وأوضحت أن الدولتين العظمتين “لا توليان أهمية كافية لإخراج القوات الإيرانية من سوريا”. وخلال اللقاءات تمحور  الخلاف الأساسي حول اعتبار الطرفين الأميركي والروسي الهدنة في الجنوب طريقة عمليّة لإرساء الهدوء، مما سيؤدي الى محاربة “داعش” ووقف الحرب السورّية. في حين ان اسرائيل ترى ضرورة انبثاق الاتفاق عن وجهة نظر استراتيجية غير محددة بزمن، تبحث في النفوذ الإيراني في سورية ما بعد الحرب.

في ظلّ هذه الأجواء المضطربة قبيل اللقاء تبقى التوقعات مفتوحة على كل الإحتمالات. ولكن ماذا لو لم تستطع موسكو  إرضاء تل أبيب؟

 

السابق
«حماس» و«دحلان» في القاهرة والاتفاق تنموي!!
التالي
الجيش يستكمل اقتحام آخر معاقل داعش لمعرفة مصير العسكريين