حزب الله في طريقه نحو حسم المعركة في جرود عرسال

تتواصل لليوم الرابع على التوالي، العملية العسكرية الّتي يقوم بها "حزب الله" والجيش السوري، بمساندة الجيش اللبناني في جرود عرسال اللبنانية وفليطة السورية، لتحريرها من الإرهابيين.

وقد تمكّن “حزب الله” من السيطرة على أكثر من 70 في المائة من مساحة جرود عرسال. في حين أصبحت جرود فليطة بالقلمون الغربي، آمنة وخالية من مسلحي “جبهة النصرة”. ووسط سيطرة “حزب الله” على مناطق عديدة ذات أهمية إستراتيجية، أُفيد بأنّ عناصر “سرايا أهل الشام” التابعة لـ”الجيش السوري الحر” أعلنوا أنّهم لا يريدون القتال في جرود عرسال، مطالبين بتأمين خطّ آمن لهم للعودة إلى سوريا”.
وأفادت قناة “المنار” بأنّ “مقاتلي “حزب الله” يشنّون هجوماً واسعاً من جهات عدّة باتجاه وادي الخيل وحصن الخربة شرق عرسال”.

اقرأ أيضاً: غسان جواد عن معركة جرود عرسال: حان الوقت لوضع حد لهذه البؤر

كشفت مصادر لبنانية في شرق لبنان لصحيفة “الشرق الأوسط”، أنّ “التقدّم الّذي أحرزه “حزب الله” في معركته في جرود عرسال، فتح باب التفاوض بعد ظهر أمس مرّة أخرى، بعد أن توقّف قبل ليلة من انطلاق المعركة مساء الخميس الماضي”، مشيرةً إلى أنّ “لجنة وجهاء القلمون” تتولّى التوسّط بين الجانبين بعد فشل المحاولات الأولى الّتي قادها الشيخ مصطفى الحجيري لإخراج عناصر “جبهة النصرة” من المنطقة”.
وأكّدت المصادر أنّ “المفاوضات الّتي توقّفت عشية انطلاق عملية “حزب الله”، فشلت بسبب رفض زعيم “النصرة” أبو مالك التلي، الخروج إلى الشمال السوري، بالنظر إلى خلافات بينه وبين زعيم “النصرة” في الشمال أبو محمد الجولاني”، نافيةً علمها بـ”الوجهة الحالية للتلي إذا تمّ الإتفاق على خروجه من جرود عرسال”.
ونوّهت إلى أنّ “إثر دخول عناصر “سرايا أهل الشام” إلى المخيمات الواقعة إلى الشرق من بلدة عرسال في الجرود، تحوّلت المخيمات الواقعة في منطقتي وادي حميد ومدينة الملاهي إلى بقعة جغرافيّة محايدة”، لافتةً إلى أنّها “باتت تحت حماية “سرايا أهل الشام”، موضحةً أنّ “المخيمات رفعت الأعلام اللبنانية بكثافة على الخيم، ولم تستجب لأي دعوات نافرة للقتال”، مركّزةً على أنّ “الحزب لم يقترب إلى منطقة المخيمات”.

تيار المستقبل: معتدلون متضامنون مع حزب الله وصقور ضدّ المعركة

وقد لاقت معركة حزب الله والنصرة في جرود عرسال تشكيكا مستقبليا بنوايا الحزب غير الوطنية، فاعتبر النائب السابق مصطفى علوش ان “هناك مجموعات ارهابية وهي داعش والنصرة، في حين ان حزب الله يقاتل فقط النصرة وهو لم يخض ضد داعش اي معركة لا في سوريا ولا في لبنان”.
ورأى علوش في حديث إذاعي، ان ” لو كانت المعركة وطنية فعلى الجيش ان يخوضها لا حزب الله الذي عليه ان يسلم سلاحه للدولة”، ووصف ما يحصل فيجرود عرسال اليوم، ان “ميليشيا حزب الله تقاتل ميليشيا اخرى ويقوم الحزب بتنفيذ اجندة ايرانية وهي التي تتناقض مع أجندة لبنان وهدفها ان يكون لها مستعمرة إسمها حزب الله داخل لبنان”.

اقرأ أيضاً: عبد القادر لـ«جنوبية»:الجيش اللبناني سيتدخّل في معارك عرسال بحالتين فقط

ولفت عضو المكتب السياسي لـ”تيار المستقبل” محمد مراد، إلى أنّ “عمل “حزب الله” في جرود عرسال يخرج عن إطار الإجماع الوطني”، مشيراً إلى أنّ “الإرهاب المتمثّل بـ”جبهة النصرة” يتقاتل مع ميليشيا “حزب الله””.
ورأى مراد، في حديث صحافي، أنّ “ما يحدث في جرود عرسال هو تقاتل ما بين فئات متقاتلة، كلّ لتحقيق أهدافه”، مؤكّداً أنّ “حزب الله” والنظام السوري يتشاركان في جلبهم الإعتداء على السيادة اللبنانية”، مشدّداً على “أنّنا لا نقبل خروج فصيل عن الإرادة اللبنانية ليشارك النظام السوري الإعتداء على الأرض”.
هذا في حين تحدّثت مصادر مقرّبة من وزير الداخلية نهاد المشنوق عن “تضامن وطني” جديّ مع معركة حزب الله في جرود عرسال داعية “الى نبذ الخصومة والعداوة مع الحزب، خصوصاً في هذه اللحظة المتوترة خلال إعادة رسم موازين القوى في المنطقة”. لافتة انه في لحظات كثيرة تقاطعت مصالح ايران مع المصلحة الوطنية اللبنانية، كما في تحرير الجنوب عام “2000.

السابق
ديما صادق: أنا وعائلتي نحمل الجنسية اللبنانية و يستحيل لنا التخلي عنها
التالي
لبنان يدفع ضريبة حزب الله خليجيا