نصرالله في خطاب تحرير الموصل: أمر عرسال لي!

عرسال
في خطاب تحرير الموصل فتح نصرالله جبهة عرسال، فهل تبدأ المعركة التي روّج لها إعلام الممانعة في الأيام الماضية؟

منذ مداهمة الجيش اللبناني لبلدة عرسال، وإعلاميو الممانعة يروجون لساعة الحسم ولبدء المعركة، ليأتي أمين عام حزب السيد حسن نصرالله متوجاً هذه الأجواء بإعلانه في خطاب تحرير الموصل أنّ هذه المرة الأخيرة التي يتحدث فيها عن جرود عرسال وأنّها الفرصة الأخيرة.
وبسخرية واستخفاف دعا نصرالله الدولة اللبنانية لتحمل مسؤوليتها مشيراً إلى استعدادهم كحزب للبقاء في البيت إن أرادت الدولة أو لتقديم الدعم والمساعدة إن طالبتهم بذلك!

اقرأ أيضاً: لقاء الحريري وقائد الجيش حسم قرار معركة عرسال

خطاب نصرالله لم يقتصر على الجرود ومعركتها، بل شيطن مدينة عرسال التي اتهمها بأنّها تستقبل الانتحاريين وتعد العمليات الإرهابية!

إذاً، عرسال في الواجهة من جديد لاستكمال مخطط حزب الله بالتغيير الديموغرافي على الحدود اللبنانية – السورية، وغني عن القول مدى ترابط الخط الإيراني بين البلدين الخاضعين لهذه الجمهورية بفعل نظام الأسد وحزب الله.

في هذا السياق أكّد الصحافي والمحلل السياسي راشد فايد لـ”جنوبية” أنّ “الخطاب يهدف إلى القول الأمر لي لأنّ السيد حسن يستطيع أن يقوم بما تعهد فيه في الخطاب دون هذا التسويق الخطابي، المضمون يأتي فيما يقوم الجيش بعملية دهم واعتقال للإرهابيين ويسجل إنجازاً أمنياً نوعياً كبيراً فكأنما الخطاب للتغطية على دور الجيش وسلبه انتصاراته ومردودها”
معتبراً أنّ “خطة السيد حسن كما أعلنها تقضي بعد عملية تنفذها جماعته، أي أنّه هو الجيش بينما الجيش هو الأنصار”.

الكاتب والصحافي راشد الفايد

ولفت فايد إلى أنّ “استعراض القوة لحماية لبنان من هذا التهديد كما قال نصرالله، يأتي فيما الطيران الحربي السوري الذي يديره النظام يغير على الأراضي اللبنانية ولا نسمع اعتراضاً من السيد حسن ولا من غيره، فكأنّ العملية هي استكمال لما يريده النظام السوري وليس دفاعاً عن لبنان أو اكثر مما يروج له عن أنّه دفاعاً عن أمن لبنان واستقراره”.

وحول ما قاله السيد عن انعكاس تحرير الموصل على عرسال أوضح أنّ “نصرالله لا يخفي أنّه أداة بيد إيران وبالتالي المشروع الإيراني هو مشروع الهلال الفارسي في المنطقة واستكمال الهلال الفارسي يمدد عملية الموصل إلى لبنان وغير لبنان”.

وخلص فايد معلقاً في الشق المرتبط بموقف الحكومة اللبنانية من معركة نصرالله في عرسال أنّ “نصرالله يستخدم اسم عرسال، ولكن العقدة هي في جرود عرسال وليس في المدينة أما فيما يتعلق بالحكومة فهو شريك فيها وبالتالي سوف تخرج أصوات قد تعترض بلطف ولكن الجميع يعترف أنّ دور حزب الله هو جزء من طموح إيران الإقليمي، وبالتالي لا ردّ لقضاء الله فحزب الله متفلت وخارج عن سيطرة الدولة وهو في الوقت نفسه جزء من السلطة التي يقضم هيبتها يومياً، سواء في التصرفات الفردية الداخلية أو في العمل العسكري الجماعي الذي أوصله حتى اليمن”.

من جانبه اكّد الباحث والمحلل السياسي ومدير جمعية “هيا بنا” لقمان سليم لـ”جنوبية” أنّ “كلام أمس كان واضحاً «وهو تحذير أخير» فقول نصرالله أنّ هذه المرة الأخيرة التي يتحدث فيها عن موضوع عرسال تفترض من اللبيب أنّ يفهم أنّه سوف يتحدث في المرة المقبلة ليعلن «تحرير جرود عرسال»“.

لقمان سليم

 

ورأى سليم أنّ “الموضوع يتجاوز ما يسمى بمعركة تحرير عرسال، فهذه المنطقة لا يمكن أن تبقى على هذه الحال التي هي عليها فهي عملياً اليوم هي جيب غير قابل للحياة، الأمر المهم هو أن نرى ماذا يعني فعلياً أن يحذف هذا الجيب على مستوى الصورة الكبرى، إذ أنّ هذا الأمر يعني أنّ الحدود اللبنانية السورية شمالاً وشرقاً سوف تتحول إلى حدود تربط بين حاضنتين يسيطر عليهما النظام الإيراني وبالتالي السؤال الكبير الذي سيطرحه حذف هذا الجيب هو ماذا سيبقى للاجئين من رتبة هذا اللجوء”.

لافتاً إلى أنّ “لبنان وسوريا سوف يتحولان لممتد واحد لمنطقة خاضعة لذات الاشتراطات وذات النظام الأمني والسيطرة السياسية”.

وأكّد سليم أنّ الموضوع ليس مقتصراً على الجرود وأنّه علينا أن نراه بأبعاده الأخرى والتي هي توصيل أوصال البقعة التي يخلقها الإيرانيون لأنفسهم في لبنان وسوريا، ومصير فكرة اللجوء السوري إلى لبنان، معتبراً أنّه عندما يسقط هذا الجيب لن يعود هناك أمن بالحد الأدنى للكلمة لأي شخص لاجئ إلى لبنان.

أما فيما يتعلق بقول نصرالله أنّ الحكومة السورية لا تحتاج شرعية من لبنان، أوضح أنّه “على مستوى المنطق الشكلي نصرالله محق، أما على مستوى المسؤولية الأخلاقية للبنانيين الذين اعتبروا بأنّهم عانوا لعقود من الاحتلال البعثي فأنا في تقديري الأزمة هي أخلاق-سياسية من الطرف اللبناني أكثر من موضوع زيادة الحكومة السورية شرعية أو عدم زيادتها”.

اقرأ أيضاً: انسحاب المسلّحين من عرسال: النصرة تستقوي بأسرى حزب الله

مشيراً إلى أنّه “على المستوى الأخلاقي والمعنوي فإنّه مجرد قبول اللبنانيين بمخاطبة هذا النظام فهو كما المرء الذي يطعن نفسه في البطن”.

وختم سليم مؤكداً أنّ أقنية الاتصال مفتوحة بين الحكومة اللبنانية والحكومة السورية مفتوحة على قدم وساق وهم قد بدأوا، معلقاً “مخطئ من يظن أنّه علينا انتظار لحظة بدء الاتصالات”.

 

 

السابق
ترامب يغرَد: «ابني بريء»
التالي
مشكلة سعد الحريري في السياسة أنه مع الجيش لكن لا الجيش ولا وزير الدفاع معه!