مصانع اسلحة لـ«حزب الله» في الهرمل والزهراني!

تتردد معلومات منذ فترة قريبة عن اقامة حزب الله لمصنعي اسلحة بتمويل من الحرس الثوري الإيراني. فالى اي مدى هذه المعلومات دقيقة؟ وهل بلغ الخوف الاسرائيلي مداه الاقصى؟

تظلّ قضية صواريخ حزب الله الشغل الشاغل للأسرائيليين منذ ما بعد حرب تموز2006. اذ منذ ذلك العام بدأ سباق التسلح بين الحزب والصهاينة، وان كان ثمة اختلال توازن في هذا الأمر بين الطرفين، لصالح اسرائيل طبعا، التي تمولها واشنطن بأحدث الاسلحة.

إقرأ ايضا: إسرائيل منهمّة بإبعاد إيران وحزب الله عن حدودها

ومؤخرا، وفيما يخصّ مسألة مصانع الأسلحة، انطلقت شرارة الاخبار عبر “السياسة” الكويتية التي نشرت معلومات منقولة عن مصدر رفيع في الحرس الثوري الإيراني أن هذه المصانع تقع على عمق خمسين متراً تحت الأرض، وهي محميّة بطبقات من الخرسانة ضد الغارات الإسرائيلية المحتملة.

وبحسب “السياسة” الكويتية فقد نشطت هذه المصانع، مع بداية عام 2017 حيث تم التدريب حول اقامة المصانع لمستشارين من الحرس الثوري الإيراني، وخبراء لبنانيين في جامعة الإمام الحسين بطهران.

وتُستخدم هذه الجامعة عادة لتدريب وإعداد أفراد من الحرس الثوري الإيراني لمهام حساسة، لاسيما فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، والصواريخ الباليستية. حيث تلّقى عدد كبير من الحرس الثوري الإيراني ومجموعات لبنانية تابعة للحزب تدريبها فيها، حول تقنيات تصنيع الصواريخ.

وكان موقع ” longwarjournal” قد نقل بالقول إن “إنشاء مصانع الصواريخ في لبنان جاء بعد الهجمات الإسرائيلية على مصنع للأسلحة في السودان عام 2012، وقصف طرق الإمداد عبر سوريا من ايران”.

واللافت انه لم تبق هذه التقارير إعلامية ابدا، بل ان اسرائيل تبنّتها رسمياً. وبدأت بترويجها عبر وسائل اعلامها المتنوعة والمتعددة في شتى انحاء العالم. حيث يُرجع كبير الباحثين في معهد هرتسليا، الخبير في شؤون حزب الله  إيلي كارمن، البداية الى قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني أمير علي حاجيزاده الذي كان قد تباهى بامتلاك طهران مجموعات في كل من سوريا والعراق وفلسطين ولبنان لديها الدراية التامة بإنتاج الصواريخ.

كما اشارت “Intelligence Online” الاستخبارية الفرنسية الى ان الحرس الثوري الإيراني يبنيّ مصنعين للأسلحة في كل من محافظة الهرمل، وفي المنطقة الساحلية بين صيدا وصور، أيّ في منطقة الزهراني. ومصنع الهرمل يصنّع صواريخ سطح- أرض من طراز فاتح 110، يصل مداه إلى 300 كلم، مع رأس حربي لـ400 كيلوغرام.

وقد اعتبرت “يديعوت أحرونوت” الصهيونية، أن المعلومات التي نُشرت بشأن موقعي المصنعين دقيقة إلى حد ما. فمنطقة الهرمل تقع على الطريق اللوجستي المستخدم لتزويد حزب الله بالأسلحة، اما المنطقة الساحلية فتم اختيارها لكونها تشبه مدينة غزة الفلسطينية من حيث وقوعها على البحر، نظرا لنجاح تجربة حماس أيضا.

وتشيرالمعلومات إلى قدرة خبراء حزب الله على تصنيع صاروخ C802 مضاد للسفن، الذي يقلل قدرات السفن على اعتراضه، مع احتمالية إصابة الهدف بنسبة عالية جدا تصل الى 98 %.  ويزن رأس الصاروخ 165 كلغ متفجرات خارقة للدروع ومضادة للأفراد.

ويُنتج الحزب، بحسب معلومات استخبارية اسرائيلية، صواريخ فجر3 وفجر5 وعدداً آخر من الصواريخ والقذائف، التي يمكن ان تضرب شمال فلسطين المحتلة.

وتعتقد اسرائيل ان حزب الله يمتلك صواريخ مضادة للدبابات كـ 9M133 AT-14، Kornet 9M131 Metis M وRPG-29  بالإضافة إلى صاروخ طوفان، الذي يُعد نسخة من الهندسة العكسية للصاروخ الأميركي BGM-71 TOW مع حمولة من 3.6 كيلوغرامات من الرؤوس الحربية القادرة على اختراق ما يصل إلى 550 ملم من الدروع الفولاذية، الذي استخدمه حزب الله في سورية.

كما نشرت Intelligence Online نقلا عن مصدر ايراني رفيع أن عملية إنشاء مصانع لإنتاج الأسلحة في لبنان قد بدأت. ونقلت ان المصنعين لا ينتجا صاروخا كاملا، بل أجزاء مختلفة من الصواريخ، يتم تجميعها لاحقا.

إقرأ ايضا: نصر الله مرتدع منذ 11 عاما.. فماذا عن اسرائيل؟

ويبقى هذا اللغز محط انتظار المتابعين والمهتمين ولا يمكن ان يأتي يوم يعلن فيه حزب الله عن صحة او عدم صحة هذه المعلومات، بل ان المعركة المقبلة هي الوحيدة التي تظهر دقة هذا الخبر من عدمه، مما يبقي الاسرائيليين على أهبة الاستعداد لمتابعة أية كلمة او معلومة موثوقة صادرة عن الحزب وقيادته.

السابق
«الاسلاموفوبيا» في أعلى معدلاتها في أوروبا
التالي
نتائج الامتحانات الرسمية للاجازة الفنية 2017