التسوق عبر الانترنت في لبنان: نعمة ونقمة!

لم يتوقع أحد أن تتحول منصة السوشيل ميديا إلى سوق الكتروني ضخم ومنوع، فيتم العرض والطلب بدقائق قليلة بعيداً عن زحمة الأسواق، وألسنة الباعة، وتضييع الوقت.

كلّ هذا بفضل “الشوبينغ أون لاين” الذي اجتاح الشبكة العنكبوتية، صفحات عديدة وخدمات كثيرة، ألبسة، أحذية، تناسب كل الأذواق وكل المقاسات، أدوات تجميلية، أدوية للتخسيس، وعروضات، وإغراءات وكل هذا عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي كما عبر الواتسأب.

هذا النوع من التسوق، نشط لبنانياً في الآونة الأخيرة، إلا أنّه ارتبط بالعديد من السلبيات، منها النصب، الاحتيال، الغش، والخداع. فالشركات ولا سيما تلك التي يقع مركزها خارج لبنان والتي تتبع آلية الدفع قبل الشحن وذلك ببطاقات عدة متاحة، غالباً ما تكون وهمية ويقع المشتري في الفخ فالطلبية قد لا تصل وما من مسؤول واضج لتتم مراجعته حيث أنّ التعامل يكون مع صفحة الكترونية وليس مع عنصراً بشرياً.
وفي حال وصلت الطلبية فإنّ الشكاوى التي ترد حول عدم مطابقتها مع الصورة المعروضة عديدة ويمكن ملاحظة سخط الزبائن من التعليقات الواردة على الصور التي تعرض في بعض هذه المنصات.

اقرأ أيضاً: طلاب لبنان يطلقون صرخة: خليَها ONE PACKAGE انترنت وفرصة عمل!

في مقابل الصفحات والطلب بالبطاقة والشحن، هناك أشخاص حقيقيون احترفوا هذا المجال، فيتم التواصل وحجز الطلبية عبر صفحات السوشيل ميديا فيما الدفع الذي تضاف عليه تكلفة التوصيل يتم عند الاستلام. غير أنّه وإن كانت هذه الطريقة تبدو أكثر أماناً إلا أنّ عدم مطابقة الصورة مع المنتج، هو من الأخطاء الشائعة، وهذا ما لا يتحمل مسؤوليته البائع الالكتروني.

ولنتعرف أكثر عن الإغراءات والأكاذيب التي يقع بها متسوق الاون لاين، تقول نرمين “أتسوق كثيراً عبر الانترنت خاصة وانّي على أبواب زواج فهذا العالم يوفر لي الكثير من الوقت”، مضيفة “عدة مرات وقعت في الفخ إذ أنّ المعروض يكون مختلفاً تماماً عن الطلبية الحقيقية، وفي إحدى المرات قمت بطلب ألبسة أنا وقريبتي ولما وصلتنا اكتشفنا أنّه يختلف تماماً عن المعروض عبر الصفحة، وفي حينها قد تواصلنا مع البائعة التي تعرفناها عبر فيسبوك ولكنها رفضت تحمل المسؤولية”.

من جهتها تقول آية “لا أغامر بطلبية كبيرة لاسيما وأنّي أكلت الضرب عدة مرات، لذا حينما يعجبني منتج على إحدى هذه الصفحات أطلب غرضاً واحداً رخيصاً فإن كان مطابقاً، أقوم بطلب كلّ ما أريد”.

ليس الفيسبوك وحده المروج لهذا النوع من التسوق، بل هناك أيضاً الواتسأب، وهنا لدينا “نانا شوبينغ”، الناشطة عبر المنصتين.
نانا وهي صبية تعرض الألبسة وأدوات التجميل والأحذية للبيع، فتنشر الصور والسعر والمقاسات وتؤمن الطلبيات حتى المنازل والدفع عند التسليم، تقول لنا أنّها بدأت العمل في هذا المجال منذ أكثر من عام، بينما خدمة التوصيل حالياً هي ضمن منطقة الشمال، مضيفة “ولكن لا مشكلة في التوصيل لكل أنحاء بوجود الكثير من شركات الديليفري”.

التسوق

تؤكد نانا أنّها كسبت ثقة الزبون بالتجربة فتقول “الزبون يجرب أوّل مرة، وحينما يجد المنتج الذي طلبه مطابقاً للصورة وحتى أفضل منها، يعاود الكرة مرة ثانية وثالثة وهو مطمئن”.

مضيفة “لم أحقق هذه الثقة بسهولة إذ حتى التجار الذين أتعامل معهم أحيانا يرسلون مقاسات وألوان مختلفة عن الذي طلبته وهنا أقع في مشكلة فأحاول اقناع الزبون بتغيير اللون وإن لم يقتنع أعرض القطعة للبيع ولا ألزمه بها”.

وتشير نانا إلى أنّها قد أوقفت التعامل مع العديد من التجار لعد المصداقية. أما في حال لم تعجب الطلبية الزبون عند التسليم، فتقول “قانون الأون لاين واضح لا تبديل ولا إعادة، ولكن أنا لا أقبل أن يخسر الزبون ماله، لذلك أعاود عرض الطلبية للبيع مرة جديدة وبهذه الطريقة أساعده وأحل المشكلة، ولكن بالمجمل هذه إشكالية لم أقع فيها إلا نادراً، فعلاقتي مع الزبائن سلسلة وهناك ضحك ومزاح ونوع من الصداقة وهذا يسهل لي أن أتعرف أكثر عليهن فأعلم المقاس المناسب من الوزن والطول”.

اقرأ أيضاً: التسوّق طريق إلى المتعة… والديون

توضح نانا في المقابل أنّه “في عالم الأون لاين يتعامل العديد بقلة ضمير وقد سمعت العديد من الشكاوى من زبائني عن بعض الذين يعملون في هذا المجال، من هنا أنصخ الزبون أن لا يتسرع وبما أنّه لا يستطيع المعرفة إلا بالتجربة يجب أنّ لا يشتري كمية كبيرة في المرة الأوّل، وإنّما عليه أن يجرب منتجاً واحداً ليتأكد من المصداقية والتطابق”.

عالم الأون لاين يتيح لك كل ما تريد، من الألبسة وصولاً للنظارات وللأدوية، ولكن ليس كل ما يعرض حقيقي، وليست كل شركة تتمتع بمصداقية، وكل ما عليك فعله هو التحرّي عن هذه الصفحة أو الموقع أو المجموعة الواتسأبية، وأن لا تغامر بمبلغ مالي كبير حتى لا تقع ضحية للإغراء الألكتروني.

السابق
ضرورة تحديث الخطاب الديني
التالي
الدعوى اليونانية على لبنان تهدّد سمعته وسياحته