السوريون مهددون إمّا بالحرائق أو بالعودة إلى جحيم النظام

اللاجئون السوريون في لبنان يعانون من العنصرية والحرائق ومخططات لإعادتهم طوعاً لحضن النظام.

اللاجئ السوري في لبنان هو الحلقة الأضعف، يدفع ثمن التحالفات والتسويات، والعنصرية، ولكي يكتمل المشهد باتت الأذرع السوداء تلاحقه بإحراق مخيماته لتسجل الـ 48 ساعة الماضية اشتعال الحرائق في كل من مخيم تل سرحون في بر الياس ومخيم الرائد في قب الياس.
هذه الحرائق سجلّت مقتل طفل وطفلة وعدد لا يستهان به من الجرحى واضرار مادية جسيمة.

هذه الأحداث تأتي بعد مداهمة عرسال وما عكسته من مآخذ على تعاطي المؤسسة العسكرية مع اللاجئين الذين لا ذنب لهم باعتداءات إرهابية، فالصور التي انتشرت كانت صادمة وقسمت الرأي العام فيما ظلّ الصمت السياسي هو سيد الموقف، فلم يخترقه إلا تغريدة للنائب وليد جنبلاط انتقد بها القسوة ثم ما لبث أن حذفها مبرراً أنّه لا يريد لكلماته أن تفهم في غير سياقها.
في المقابل، ارتفع صوت الممانعة يتصدر نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي طالب بإعادة اللاجئين طوعاً لمناطق آمنة بالتنسيق مع الحكومة السورية، إلا أنّ طموح حزب الله اصطدم بما أكّده وزير شؤون اللاجئين معين المرعبي الذي رفض أي تنسيق أو إعادة للاجئين مؤكداً الترحيب بهم.

في هذا السياق تواصل موقع “جنوبية” مع مدير مؤسسة لايف المحامي نبيل الحلبي، الذي أكّد أنه يجب لفت الانتباه أنّ مخيم تل سرحون في بر الياس هو ثالث مخيم يتم حرقه في ظرف 6 أيام تقريباً، متابعاً “قبل أحداث عرسال بساعات تمّ حرق مخيم على طريق دير الأحمر للاجئين السوريين، وبعد أحداث عرسال تمّ حرق مخيم الرائد قب الياس”.

ورأى الحلبي أنّه لا يمكن إحالة هذه الأحداث على الطقس الحار وارتفاع درجات الحرارة لأنّ هذا السبب – برأيه – يمكن أن يؤدي لإحراق غابات وليس مخيمات وخاصة في ساعات الفجر، مشدداً أنّ “هذه الحوادث تحتاج إلى تحقيق عميق ومحترف وإذا تبين أنّ وراءها جريمةً منظمة نكون في حينها أمام إنزلاق خطير”.

 

وفي تعليق له عمّا يتردد في تورط جهات بهذه الحرائق لم يستبعد الحلبي معلقاً “ممكن جداً ما من شيء مستبعد لاسيما أنّ هناك جهات سياسية تريد دفع اللاجئ للعودة إلى مناطق النظام، إن من خلال الضغط الأمن أو في تحويل الحياة إلى جحيم، وذلك لأنّ هذه الممارسات باعتقادهم تدفع اللاجئ إلى الذهاب قسراً إلى سوريا”.

وأوضح مدير مؤسسة لايف أنّ “المستهدف هو السوري إذ هناك استراتيجية لدفع اللاجئين إلى العودة إلى سوريا، وهذه الجهات التي تقوم بذلك قد حاولت منذ أوّل ساعات النزوح المناشدة لإعادتهم، بيد أننا في الفترة الراهنة نسمع تصريحات من مسؤولين حلفاء مع النظام السوري للتنسيق مع الحكومة السورية تطالب بإعادة اللاجئين إلى مناطق يدعون أنّها أمنة”.

إقرأ أيضاً: أيّ حملة تستهدف السوريّين في لبنان؟

مضيفاً “هذه الاستراتيجية هدفها أن ينخرط اللاجئين في صفوف جيش النظام والميليشيات المتحالفة معهم وأن يشاركوا في التعبئة القتالية، وما نشهده يأتي في هذا السياق بشكل ممنهج”.

وفيما يتعلق بكلام وزير شؤون اللاجئين معين المرعبي، لفت الحلبي إلى أنّ كلامه كان واضحاً في رفضه التنسيق مع النظام السوري، ليردف “نحن ندرك موقفه المشرف في هذا الشأن، وندرك أنّه متمسك بعدم إعادة أي لاجئ قسراً إلى سوريا إلاّ بالتنسيق مع الأمم المتحدة أي عندما تضمن الأمم المتحدة أي منطقة أمنة، غير ذلك الوزير المرعبي لن يتعاون مع النظام السوري. كما أنّ هذا التعاون بحاجة لسياسة حكومية يرفضها وزير شؤون اللاجئين وعدد من الوزراء”.

إقرأ أيضاً: لهذه الأسباب تتم شيطنة اللجوء السوري في لبنان

من جهته أكّد الناشط والإعلامي السوري أحمد قصير أنّ “الهدف من هذه الحرائق هو الضغط على اللاجئين للعودة إلى حضن النظام لاسيما بعد تصريحات نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم التي قال بها أنّه يجب التنسيق بين الحكومتين”.

مضيفاً “نطالب الدولة اللبنانية بحماية المخميات أو إيجاد طريقة أممية لحمايتها”.

وختم قصير رافعاً الصوت فيما يعانيه اللاجئين للمنظمات الحقوقية للدول الأوروبية والمنظمات المعنية في حقوق الإنسان وللمفوضية السامية لشؤون اللاجئين غير الموجودة في لبنان.

السابق
مهرجانات الأضحى تفاجىء اللبنانيبن بفنانين من الصف الأول
التالي
وفاة أربعة من موقوفي مخيمات عرسال