ملف النزوح السوري يثير عاصفة تهدّد بانقسام سياسي

على وقع الحريق الهائل الذي اندلع في مخيم تل سرحون للنازحين السوريين الواقع على طريق دير زنون – رياق – منطقة بر الياس – البقاع قرابة الساعة 1,00 من بعد نصف ليل اليوم 4 تموز 2017، الذي أدى إلى وفاة طفلة وجرح 14 شخصا، فان حريقا آخر ولكنه سياسي يتهدّد لبنان بسبب ما يطرحه ملف النزوح السوري من اشكالات.

صحيفة اللواء كتبت “أيهم يسبق الآخر على طاولة مجلس الوزراء في بعبدا غداً؟ ملف النزوح السوري، وسط ارتفاع صوت «الثنائي الشيعي» ومعه بعض حلفائه من 8 اذار بضرورة وضع استراتيجية وآلية لاعادة هؤلاء النازحين، بالتنسيق مع حكومة النظام في سوريا، وبالتفاهم أو الوساطة مع الامم المتحدة والمنظمات الدولية..

أو ملف أوراق وثيقة بعبدا 2017 التي أقرها اجتماع الشخصيات العشر في 22 حزيران الماضي، حيث تتحدث اوساط بعبدا عن اعداد مشاريع قوانين واقتراحات لوضعها قيد التنفيذ، بعد اقرارها في مجلس الوزراء، اذ هي تحضر على الطاولة بدءاً من جلسة الغد..

اما الملف الثالث، فهو المتعلق بإضافة كلمة او تغيير صياغة في قرار مجلس الوزراء المتعلق بإحالة مشروع تلزيم بواخر الكهرباء الى ادارة المناقصات في التفتيش المركزي والذي اعترض وزراء القوات اللبنانية على ما وصفوه تحوير في الاحالة، وهو ما سيثار غداً من قبل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة غسان حاصباني.

في الظاهر، لا يبدو ان المواضيع الثلاثة المطروحة اضافة الي بنود الـ90 المدرجة على جدول الاعمال، موضع خلاف، الا ان التدقيق في المواقف التي سبقت الجلسة ينم عن خلافات جدية في ما خص اكثر من ملف.”

انقسام سياسي

وكتبت صحيفة الحياة «ردت أصوات وزارية ونيابية أمس، على دعوة «حزب الله» الحكومة اللبنانية إلى أن تضع على جدول أعمالها كيفية التنسيق مع الحكومة السورية من أجل تسهيل عودة اللاجئين السوريين طوعاً إلى المناطق الآمنة في داخل سورية، رافضة هذه الدعوة «لأنها تلمّع صورة النظام السوري».

إقرأ أيضاً: اللجوء السوري والتوطين: حقيقة أم شوفينية لبنانية؟

وكان وزير الدولة علي قانصو اقترح خلال «اللقاء التشاوري» الذي عقد الشهر الماضي في القصر الجمهوري، طرح التواصل مع الحكومة السورية في شأن إعادة النازحين السوريين وقضايا أخرى، إلا أن رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ووزير التربية مروان حمادة عارضوا هذا الاقتراح. ولم تستبعد أوساط وزارية أن يتم التطرق في النقاش السياسي الذي يحصل أحياناً بعد افتتاح جلسة مجلس الوزراء غداً الأربعاء إلى هذا الموضوع وإلى كلام الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله عن استقدام مقاتلين من الخارج إلى سورية ولبنان لمواجهة إسرائيل والذي لقي ردود فعل أيضاً رافضة «لأن قرار المواجهة محصور بالدولة اللبنانية».

صورة أرشيفية

وقال وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي إنها «دعوات لتعويم النظام المجرم الذي يعتقل حتى الآن خيرة الشباب اللبناني ويحتفظ برفات للبنانيين في مقابر جماعية لديه»، معتبراً «أن النظام السوري لم يترك مدينة إلا ودمرها». وقال: «حدودنا مفتوحة لعودة أي نازح إلى بلده من خلال الأمم المتحدة وليس بالتنسيق مع الحكومة السورية»، لافتاً إلى أن «هناك انقساماً في الحكومة حول هذا الموضوع».

إقرأ أيضاً: لهذه الأسباب تتم شيطنة اللجوء السوري في لبنان

وحذر وزير العمل محمد كبارة من «الدعوات الخبيثة لجر لبنان إلى تلميع صورة نظام بشار الأسد المجرم تحت عنوان تنسيق عودة النازحين السوريين»، لافتاً إلى أن «هذه العودة تتم فقط بالتنسيق مع الأمم المتحدة بعد تنظيف الأرض السورية من جميع الإرهابيين الذين يحتلون مدناً وبلدات وبيوتاً وقرى للشعب السوري المظلوم».

ورفض كبارة «أن يسجل التاريخ على لبنان أنه غطى الإرهاب الأسدي- الإيراني أو الإرهاب الداعشي وما هو من صنفهما على الأرض السورية»، متمنياً «ألا يسجل التاريخ أيضاً على لبنان أنه غطى الإرهاب الإيراني على أرضه قبل تغطيته على الأرض السورية وغيرها».

السابق
مأساة محمد دندش الذي ثأر من الجيش بعد قتل ابنه
التالي
الإعلامية كريستين حبيب تعلن انفصالها عن المخرج سيف الدين سبيعي