تمخّض الجّبل فولّد «فأر قانون الانتخاب»!

تمخض الجبل فولّد فأرا، لكن ربما للفأر فوائد، فيما لا يبدو لمشروع النظام الانتخابي الذي سيجري اقراره يوم الجمعة القادم في مجلس النواب أية فائدة، سوى محاولة بائسة لاصلاح النظام الطائفي العصي على التطور .

رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أكثر الزعماء صراحة اعلنها بوضوح، أننا نريد فعلياً أن تنتخب كل مجموعة مذهبية أو طائفية نوابها. المشروع المقترح بصوت تفضيلي مذهبي يصير أسوأ من المشروع الارثوذوكسي.

اقرأ أيضاً: أكاذيب حول المناصفة في اتفاق الطائف…

المشروع الجديد يعتمد النسبية ضمن القيد الطائفي ما يسمح بإنتاج برلمانية طائفية متجددة وأكثر تمثيلاً للمجموعات الطوائفية ويلغي أية مساحات مشتركة متبقية بين اللبنانين. انه يضعف من هيمنة الاسلام السياسي على التمثيل النيابي المسيحي والذي ينظر اليه باسيل وكأنه النصر المبين.

لا خطوة الى الامام، اننا نعود الى مواقعنا المذهبية الضيقة. نؤيد الزعمات الطائفية ونضع الاطار المناسب لتوريث أبنائهم وأصهرتهم وغيرهم من أفراد العائلة.

النسبية الطائفية نظام غير معتمد في أي بلد ديمقراطي متقدم، هنا تبرز الفرادة اللبنانية في التخلف السياسي، محاولات التشبه بسويسرا وبلجيكا لا أساس لها، هناك تعددية على اساس قومي وليس طائفي.


إنهم يحاولون تجديد النظام الطائفي اللبناني من خلال المحاصصة الطائفية وليس ولوج التقدم الديمقراطي. اعداد هذا المشروع أظهر أن زعماء لا يتجاوز عددهم أصابع اليد يحددون العدد الأكبر من النواب ويضعون العراقيل والسدود في وجه الأخرين وبطريقة لا تسمح لأحد بتجاوز سلطتهم.

في مشروعهم يكرسون أن النائب هو نائب عن طائفته وليس نائباً عن الأمة وهذا يكفي لوصفه إنتهاكاً للدستور، الناخب ليس موطناً إنه أحد الرعايا، إنه يفقد استقلاليته وفرديته ويقترع وفقاً لإرادتهم.

توزيع الدوائر وفق مصالح الزعماء لا تقدم مساواة بين اللبنانين في التمثيل النيابي من خلال عدم تساوي الدوائر وبالتالي اختلاف عتبة النجاح بين دائرة وأخرى.

اقرأ أيضاً: التمييز الطائفي بين استعادة الجنسية وحرمان مكتومي القّيد

انه مشروع لا يتضمن أية اصلاحات انتخابية جدية . يغيب عنه اصلاحات مثل تشكيل هيئة مستقلة للإشراف على الانتخابات، الكوتا النسائية، خفض سن الاقتراع الى 18 عاماً وغيرها، كل ذلك يثبت أن لا جدية لديهم لتطوير البلد، الجدية الوحيدة لديهم كيف يتوارثون البلد من المواقع الفئوية المذهبية. انهم يمسخون مفهوم النسبية، التطوير الاساسي يبدأ باعتماد أي نظام شرط أن يكون خارج القيد الطائفي.

السابق
مقايضة عقارية لم تتحقق في صيدا
التالي
رئيس الجمهورية مغرداً: مبروك!