المرأة اللبنانية كادحة وليست مبتذلة يا صنّاع المسلسلات

تشويه صورة المرأة اللبنانية هو دأب المسلسلات والافلام العربية والمصرية خصوصا، ولكن الا تتحمّل الدراما اللبنانية جزءا من تلك المسؤولية؟!

يقول الإعلامي جاد غصن في فيلمه التوثيقي “صورة غب الطلب”:

“إذا كان الإعلام فيما مضى يعكس الصورة المشوهة للمرأة في المجتمع، فهو حديثاً لم يعد يعكسها فقط، بل يعيد إنتاجها.

وصورة المرأة التي ارتضاها لها كثيرون منذ زمن، تكرست كصورة تظهر في الإعلان لإنسان لا يجيد سوى الوظائف الغريزية ولا يفيد سوى الاستهلاك”.

“الفلاش باك”، لما قاله الإعلامي، إنّما هو مقدمة لما تمّ عرضه مؤخراً في أحد المسلسلات الكوميدية المصرية، والذي لم يشوّه فقط صورة المرأة اللبنانية بل والرجل أيضاً.

في سكيتش مدته تقارب الدقيقتين وبأسلوب مبتذل، صوّر المسلسل المرأة اللبنانية على أنّها رخيصة، وخائنة، فمكالمة مع صديقها أو حبيبها، تكشف أنّها “نامت مع رفيقه، سكرت معه، تصوّرت عريانة”.

أما الرجل فتمّ تصويره على أنّه “طرطور”، إذ لم يتحفظ على أيّ مما سبق، وإنّما ثورته فقط على عملها كسائقة تاكسي واختلاطها بالذكور، ليكون الحل أن تقضي ليلة (جنسية) مع الركاب (أبطال المسلسل)/ على أن تعده بعدم ركوب أيّ رجل في سيارتها مجدداً!

هذه الفكرة الكوميدية برأي المعد والمخرج، اقترنت بتعليقات مصادرها دول عربية وفي مقدمتهم مصر، رأت أنّ هذه الصورة حقيقية و واقعية وأنّه “هيك اللبنانية”.

المجتمع العربي الذي ظهرت اراؤه في ردود الفعل المتفاعلة مع الفيديو، كشف كم أنّ الهوية الحقيقة للمرأة اللبنانية والرجل اللبناني مضطهدة، وأنّ ما يصوّره الإعلام هو الذي يترسخ، فاللبنانية هي “عاهرة” ، وزوجها “قوّاد”، وهما مهووسا جنس وعربدة لا قيم أخلاقية لديهما ولا ضوابط ولا ثقافة!

إقرأ أيضاً: جبران باسيل أهان المرأة اللبنانية.. فهل ردّت هذه «المرأة»؟

قد يقول قائل “المصريون شوّهوا صورتنا”، ولكن لنعد لشاشاتنا اللبنانية، ففي إعلامنا وأعمالنا الدرامية، لا يظهر اللبنانيون الحقيقيون، فالجامعيون والجامعيات، وأهل العلم و”أولاد البيت” والكادحون، لا مكان لهم على الشاشة، الجنس هو الرايتينغ ولذلك لا بد أن توضع الهوية في هذا القالب اللاهث إلى الشهوة لزيادة نسبة المشاهدة!

سوّاقة التاكسي التي صورها الفيديو المصري على أنّها “داعرة”، موجودة في لبنان ولكن مع مفارقة أنّها “كادحة”، فتعمل لتعيل أطفالها وأسرتها، سوّاقة التاكسي أنا نفسي التقيتها في أروقة طرابلس، في صورتها الحقيقية لا المبتذلة، والتي تؤكد بعفوية أنّها “بمائة رجّال”!

إقرأ أيضاً: جمعيات تدافع عن المرأة أم تعمل ضدها؟

اللبنانية التي ظهرت في السكيتش في جوّ من التحرش اللفظي، هي التي تقاوم في واقعها التحرش يومياً فتنشط الجمعيات والهيئات الحقوقية!

اللبنانية الخائنة والرخيصة والرجل “الطرطور”، هما أزمتا إعلامنا وعقولكم، فمن يصدق أنّ شعباً بأكمله هو “فاجر”، إنّما هو نفسه.. الفاجر!

السابق
جعجع: سمير قصير بقلمك ساعدتنا بإخراجهم من لبنان وإسقاط النظام الأمني المشترك
التالي
مرسوم عون لفتح دورة استثنائية قد يودي الى كارثة دستورية!