علاقة لبنان مع السعودية في عهد عون…الى أين؟

تدهور العلاقات اللبنانية – السعودية عودٌ على بدء. عون يواجه الرياح السعودية بعد خروج وزير خارجيته جبران باسيل من الإجماع العربي للمرة الثالثة على التوالي. فكيف سينعكس مفاعيل هذا الموقف على لبنان؟

بدأت تداعيات خروج لبنان عن الإجماع العربي للمرة الثالثة على التوالي على يدّ وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، في مؤتمر  القاهرة، وفي مؤتمر وزراء الخارجية العرب. لكن المفارقة هذه المرّة أنها جاءت في عهد الرئيس ميشال عون الذي أيّد وأكّد كلام باسيل 100% بعد القمة الإسلامية – الأميركية.
فلم يكتف وزير خارجية لبنان جبران باسيل بخروجه عن الإجماع العربي، إنّما أعلن عدم درايته بإعلان الرياض ومضمونه، وأكّد  أن الوفد اللبناني  لم يكن على علم أن هناك بيانا سيصدر بعد القمة، مشددا  على “إلتزام بالبيان الوزاري وخطاب القسم  وبسياسة النأي بالنفس”.وهو الموقف الذي يعكس الإستخفاف بمقررات القمة اذ تشير إلى أن البيان أحادي الجانب ولم يكن بإسم جميع الدول المجتمعة.
هذا الموقف لم يلق إستحسان من السعودية التي أعلنت الحرب على عون وتياره قبل يومين مع حجب موقع “Taytar.org” في السعودية لانه “مخالف لانظمة وزارة الثقافة والاعلام” .
بل ذهبت السعودية إلى أكثر من ذلك وبات واضحا أن قرار التصعيد أصبح قيد التنفيذ، وهو ما ترجمه إعلام المملكة إذ شنّت صحيفة “عكاظ” هجوما لاذعا على شخص عون ووصفته بأنه “غريب”، واتهمت باسيل “بالكذب” بسبب رفضه إعلان الرياض الصادر عن القمة ، كونه ادعى انه لم يطلّع على البيان الا وهو في الطائرة عائدا الى بيروت، رغم انه حضر القمة، واطلع على مجرياتها. واعتبرت الصحيفة ان مواقف الرئيس ووزير خارجيته يجنحان نحو الغرابة، يعكس سياسة الانقلاب والارتياب، والإرتهان لإيران”.

ورفعت “عكاظ” من مستوى الهجوم ، فوصفت عون أنه “متعدد المرجعيات”  ينقل بندقيته من كتف إلى آخر وذلك بحسب مصالحه الشخصية الضيقة وبأنه هش وماكر، وضيق الأفق، وأحادي الرؤية”.مشيرة الى أنه أبرز السفاحين في الحرب الاهلية والحرب ضد السوريين.

راشد فايد

وقد تحفظ “التيار الوطني الحرّ” لـ “جنوبية” رافضا  الإدلاء بأي موقف تجاه السعودية على خلفية هجومها الأخير على شخص الرئيس عون وعلى التيار بشكل عام حتى إتضاح الرؤية.

من جهة أخرى، كان لـ “جنوبية” حديث مع الصحافي والمحلل السياسي راشد فايد، الذي رأى أن “العلاقات بين الدول تقيم وتحدّد من قبل كل دولة بحسب رؤيتها ومصالحها. وفيما لم تكن المملكة متشددة في زمن غابر تجاه مواقف الدول إلا انها اليوم أصبحت أكثر صرامة وتشددا لأنها باتت تعبّر عن التصدي لنفوذ إيران في المنطقة وهيمنتها التي أصبحت معالمها فجة وتنكشف معها أكثر وأكثر هويتها وأطماعها الفارسية والطائفية”. وأشار إلى أن “السعودية أصبحت أكثر تشددا نحو لبنان خصوصا ازاء عون الذي لا شك أنه رأس السلطة وله دور كبير في تحديد العلاقات الدولية”.
وأكّد فايد أن “هناك أمورا لا يمكن التبرّؤ منها أن لبنان عربي الهوية والانتماء، مشيرا الى أنه “لو أن سياسة النأي بالنفس أعتمدت منذ البداية كان يمكن للبنان أن يتفادى هذه الإحراجات في العلاقات الإقليمية والدولية “.

إقرأ أيضاً: ما هو مغزى حجب «موقع التيار الحر» من قبل السلطات السعودية؟

وأضاف “امام هذه الأجواء نحن مقبلون نحو تشدد في الرؤية السياسية، حتى ولو أن خطاب نصرالله عكس أمس رغبة إيرانية بالتهدئة ولكن ليس من الضروري أن يكون ما يقال في العلن كما الفعل”.
كما رأى أن “الموقف السعودي حق للرياض، إنّما الموقف اللبناني يعبّر عن إحراج والتمنّع عن اتخاذ موقف”. وتابع “سياسة النأي بالنفس كان يجب ان تتصدى من البداية لمن مدّ يده للخارج وشارك في حروب خارج حدود الوطن، فلا نستطيع أن نلتزم بالصمت تجاه هذه التجاوزات، وفجأة نلتزم بالبيان الوزاري وسياسة النأي بالنفس عند أي إحراج مع حزب الله“.

إقرأ أيضاً: السعودية لم تدعُ عون: حليف حزب الله القوي يدفع الثمن؟

وحول رفض عون تصنيف الحزب بمنظمة إرهابية فيما معظم الأطراف اللبنانية تجاريه في هذا الموقف ومنهم تيار”المستقبل”، قال فايد إن ” صحيح أن المستقبل لا يصنّف الحزب كإرهاب ولكن هذا لا يعني موافقته على السلاح غير الشرعي وتحوّل الحزب إلى منظمة بوليسية تجاهر بأنها تقاتل خارج حدود الوطن من سوريا إلى البحرين واليمن”.
وعن تداعيات هذه التطورات على الساحة اللبنانية، خلص فايد إلى أن “موقف السعودية لا يتنافى مع حرص المملكة على لبنان والإستقرار الداخلي .

السابق
إصابة 6 عسكريين بالتفجير والجيش اللبناني يستقدم طوافة لنقل الجرحى
التالي
معلومات متضاربة عن مداهمة عرسال ورئيس البلدية ينفي وجود سيارات مفخخة