ما هو مغزى حجب «موقع التيار الحر» من قبل السلطات السعودية؟

يبدو أن تداعيات الموقف اللبناني الرسمي بعد القمة العربية – الأميركية بدأت تظهر تداعياتها بأول توجه لجأت إليه السعودية بحجب موقع الـ "Tayar.org".

فيما كان من المفترض ان يكون موفق لبنان موحد في القمة العربية – الأميركية التي عقدت قبل يومين في الرياض.

فجرّ وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل كعادته أزمة دبلوماسية جديدة وذلك بعدما نأى لبنان عن “إعلان الرياض ” الصادر في ختام القمة العربية الأمريكية التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض اليوم.
وقال باسيل فور عودته من الرياض حيث كان عضوا في الوفد اللبناني المشارك بالقمة أنه “‏لم نكن على علم بإعلان الرياض لا بل كنا على علم أن لا بيان سيصدر بعد القمة وقد تفاجأنا بصدوره وبمضمونه ونحن في طائرة العودة…” !!

اقرأ أيضاً: التيار الوطني الحر أو حزب الرب

وأضاف “..‏أما وقد وصلنا إلى لبنان فنقول اننا نتمسك بخطاب القسم والبيان الوزاري وبسياسة ابتعاد لبنان عن مشاكل الخارج وابعادها عنه…‏ضناً بلبنان وشعبه ووحدته”.

وهو ما يعتبر بمثابة إخراج لبنان عن الإجماع العربي للمرة الثالثة على التوالي من قبل باسيل، الذي يعمل جاهدا على تجنب إحراجه مع حلفائه في الداخل وعدم إتخاذ أي موقف يدين “حزب الله” و”إيران”.

خصوصا أن إعلان الرياض ينصّ على اتفاق الدول المشاركة بالقمة التي ترأسها الرئيس الامريكي دونالد ترامب على تشكيل قوة من الدول الأعضاء قوامها 34 الف جندي لامكانية التدخل في مناطق الصراعات لمواجهة الارهاب ومن بين الساحات المرشحة العراق وسوريا فضلا عن إجراءات اخرى لمواجهة الارهاب.

باسيل إعتبر أن الهروب “تلتين المرجلة” لعلّه لم يكن يدري أن عدم المواجهة سيكون لها ارتداداتها إن كان على تياره والعهد الجديد أو على مؤسسات تياره الإعلامية.

حيث حجبت المملكة العربية السعودية موقع “tayyar.org” واستبداله بصفحة أخرى تابعة لوزارة الثقافة والاعلام تفيد المتصفّح بأن الموقع “مخالف لانظمة وزارة الثقافة والاعلام وبالتالي اقتضى حجبه.

موقع التيار الوطني الحر

وفي هذا السياق، إستغرب “رئيس المجلس الوطني للإعلام” عبد الهادي محفوظ في تصريح لـ “جنوبية” خطوة المملكة السعودية بحجب موقع ” tayyar.org”. بقوله “أمر مستغرب خصوصا أن التيار الوطني يتبع إتجاها إيجابيا نحو السعودية ، ودائما ما يدعو إلى النأي بالنفس وإعتماد موقف لبناني ينأى بنفسه عن النزعات في المنطقة”. وأشار إلى انه “مبدئيا، لا يمكن حجب مواقع تواصل الاجتماعي كون الرسائل تصل بطرق مختلفة”.
كم واعتبر أن “الرئيس عون حريص على بناء علاقات ايجابية مع السعودية وسائر الدول العربية وكان الرهان على أنه سيطفئ الحرائق بين لبنان و السعودية”.


ورأى محفوظ أن “المسألة مفاجئة إذ ينبغي الإحتكام بمثل هذه الأمور إلى قانون الإعلام المرئي والمسموع الذي يشدد على حرية الرأي والتعبير”.
وعن السبب الذي دفع السعودية إلى هذه الخطوة “لم يستبعد أن يكون سياسي، وقد ربط هذا الأمر مع تصريح وزير الخارجية باسيل الذي تنكّر فيه للبيان الصادر عن القمة بأنه لم يكن على علم به إذ دعا إلى الاحتكام لخطاب القسم والبيان الوزاري”. مضيفا إلى أنه “ممكن يكون لهذا التصريح سبب رئيسي لأنه يشكل خروجا عن الإجماع العربي بالنسبة للسعودية”.

اقرأ أيضاً: من بيته من زجاج عليه أن لا يراشق الآخرين بالحجارة

وقال محفوظ “هذا الأمر يجب التعامل معه بنوع من البرودة وعلى السلطات اللبنانية أن تبحث لحماية إعلامها أولا”. لافتا إلى انه ” من المفترض معرفة الجانب اللبناني عرفة حقيقة الأمر كي لا نقع بسياسة العمل بالمثل”.مشيرا إلى أنه “كان على السعودية أن تعلم الجهات اللبنانية بتعرضها لأي إساءة أو تجاوز من قبل اي وسيلة إعلامية حيث يكون القانون اللبناني المرئي والمسموع المرجع لمعالجة الامر”.
كما وقد علّقت المحامية مي خريش عبر صفحتها على “تويتر”: “بعد المزايدات بالتغريدات…إنتظرنا أن تحجب السعودية موقع المرده الإخباري…لكنها حجبت موقع ال “tayyar.org” وارفقتها بهاشتاغ “#المقاومة_تضحية_مش_تغريدة”

السابق
ملف قضائي يحضر لـ«هشام حداد»!
التالي
بالفيديو: هكذا حاولت العاملة ذبح نفسها بعدما طعنت ضحية برجا وقتلت جنينها