نصرالله القلق من «قمة الرياض» يدعو للحوار الإيراني السعودي

مضامين خطاب نصرالله، دعوة إلى الحوار.

في الذكرى السابعة عشرة لعيد المقاومة والتحرير، ومحملاً بثقل القمم العربية أطلّ أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله مفرغاً الحيّز الأكبر من خطابه للمملكة العربية السعودية.

مبتهجاً بالانتصارات، من العراق إلى سوريا، على حد تعبيره، ومتضامناً مع اليمن والبحرين، ومندداً بزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية والتهليل العربي له، هزّ السيد نصرالله إصبعه متوعداً ومهادناً.
فأفق الحوار مفتوحة بالنسبة إليه بين السعودية وإيران والأخيرة على استعداد لذلك، داعياً إياهما إلى رأب الصدع وإلى التوافق، ومستهجناً كيف تحتفي السعودية برئيس عنصري قال عنها أنّها “بقرة حلوب”، ومتسائلاً عن الأموال التي شملتها العقود الموقعة موصفاً اياها بالرشوى لإسقاط الصفة الإرهابية عن السعودية وإلحاقها بإيران وبالمقاومة.

خطاب وجهه أمين عام حزب الله للمملكة أولاً وأخيراً، ولبنان لم يتخذ منه إلا محوراً ضئيلاً اقتصر على الإشادة بوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل إذ وصف تغريدته التي حملت عنوان “لم أكن أعلم” بأنّها صادرة عن رجل مسؤول وصادق وشجاع، فيما المفارقة أنّ جمهور السيد نفسه كان قبل يومين يتهم باسيل بأنّه خذل المقاومة وأنّهم لم يعلموا بأنّ هذا ما سيؤولون إليه عندما جاؤوا بمعلمه رئيساً، وهذا ما قاله بالحرف الواحد مراسل قناة الميادين.
كذلك أكّد لبنانياً أنّ التوافق الداخلي منفصلاً عن الخلافات على كل الملفات الإقليمية، وأنّ المجلس النيابي ذاهب نحو عقد استثنائياً ناسفاً بذلك كلّ ما يتم الترويج له عن حّل المجلس من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون.

وبالعودة لمواقفه من المملكة العربية السعودية، أكّد الكاتب والصحافي عماد قميحة في اتصال مع موقع “جنوبية” أنّ “القمة العربية أتت أُكلها، وخطاب نصرالله إيجابي”.

إقرأ أيضاً: قمة الرياض الإسلامية الأمريكية: لتطويق المشروع الروسي

مضيفاً “في الجوهر هناك شعور بخطر حقيقي فالقمة قد أخدت مآخذها وبالتالي الخيار لدى حزب الله ولدى الطرف الإيراني هو الذهاب نحو الحوار، ولكن لنرى إن كان الأمريكي والسعودي سوف يذهبان أم لديهما استراتيجية أخرى”.
واشار قميحة فيما يتعلق بموقف نصرالله المرحب بما قاله باسيل إلى أنّ “باسيل قد اتخذ هذا الموقف ليبيعه لحزب الله، فهو كان ذاهب إلى القمة وهو يعلم بمضمونها، فكيف إذا تفاجأ بالبيان”.

إقرأ أيضاً: قمة الرياض تمهد لتوجيه ضربة لحزب الله في سوريا

ما قاله نصرالله في خطابه التحرير، يأتي كردّة فعل مرنة تحاول احتواء اتفاق دولي وعربي أجمع على توصيفه إرهابياً، فقمة الرياض صنفت اذرع إيران بأنّها جماعات متطرفة لا بد من محاربتها فيما استثنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلا من الانتقاد والتلميح ومدّ اليد للحوار، كذلك ساوى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطاب القمة بين حزب الله وداعش وحماس والقاعدة باعتبارها جميعها جماعات وحشية مؤكداً على ضرورة مجابتها.
حزب الله المقيد بالعقوبات والذي تمّ وصمه بالإرهاب، بات مدركاً أنّه كبش الفداء في الصراع الإيراني – السعودي وما دعوته إلى الحوار إلاّ محاولة لتخفيف الأضرار التي سوف تلحق به على كلا الجبهتين سواء اتفقت الطرفان أم لم يتفقا.

السابق
هل تذكرون مقاومة عرسال؟
التالي
استقالة الشيخ شرارة من التبليغ الديني: تجنباً للإرهاصات!