أميركا في العراق: تعاون أمني مع إيران أم حاجة أمنية عراقية؟

التحالف الايراني الاميركي هو أمر واقع مفروض على الطرفين أم أنه مأزق لأحدهما في العراق؟

وردت معلومات صحفية تقول انه ثمة اتصالات بين الرئاستين الاميركية والعراقية من اجل التنسيق بخصوص الابقاء على 7 آلاف جندي أميركي في العراق!
ونقلت مصادر رسميّة في كل من الولايات المتحدة الأميركية والعراق، إن اتصالات تجري بين ممثلين عن كل من الادارة الاميركية، والرئاسة العراقية، من أجل بحث إمكانية بقاء القوات الأميركية في العراق بعد القضاء على “داعش”.
كما اعتبرت وكالة “أسوشيتيد برس” الاميركية، أن الاتصالات ما زالت مستمرة، وأن ثمة توافق بين الحكومتين الأميركية والعراقية فيما يخص وجود القوات الأميركية على المدى الطويل رغم ان خروجها من العراق لم يمر عليه وقت طويل.
وبحسب وسائل إعلام أميركية، فان وزير الدفاع جيمس ماتيس يلعب دور صلة الوصل في المباحثات المشتركة. والهدف من المباحثات هو الابقاء على القوات الاميركية داخل القواعد العراقية الحالية، في خمسة مواقع في كل من محافظة  الموصل، وعلى الحدود العراقية مع سوريا.
علما انه يوجد الان حوالي سبعة آلاف جندى أميركي فى العراق، وذلك بعد ثلاث سنوات من اجتياح  تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” للعراق. والذي تواجهه اليوم القوات النظامية العراقية بالتعاون مع الحشد الشعبي العراقي المكون من 65 فصيل متنوعي المذاهب والاتجاهات.
وهذه الفصائل بأكثريتها شيعية ولكنها تضم كافة الاطراف والمكونات العراقية بحسب موقع “وكالة الاناضول التركية”.

وعسكريا، ذكرت “وكالة الصحافة الفرنسية” ان القوات العراقية فتحت جبهة جديدة شمالي غرب مدينة الموصل، وذلك في إطار حربها على تنظيم الدولة الإسلامية. هذه المعارك التي تخوضها في الموصل منذ 6 أشهر متواصلة بدعم من التحالف الدولي وفي ظل غياب للدعم الايراني الذي، وبحسب احد المطلعين لـ”موقع جنوبية” “فقد انكشفت ايران عسكريا في العراق بسبب عجز سلاحها الجوي، وعدم امتلاكها للطائرات الحديثة التي يمكن ان ترصد الاهداف وتضربها، وبالتالي فان الغارات الجوية الايرانية القليلة فوق العراق عام 2014 كانت فاشلة وغير فعالة في ضرب مواقع داعش “.
وكان ابو بكر البغدادي، قد اعلن  منذ ثلاث سنوات سيطرة تنظيمه الارهابي على الموصل، واعلن خلال ذلك  عما أسماه “الخلافة الاسلامية” في استعادة للتاريخ الاسلامي الاول.
وفي حال استعادة شمال العراق ككل ما هي الحاجة الى بقاء القوات الأميركية في العراق؟ وهل من تنسيق أمني إيراني اميركي في هذا الاطار خاصة ان الحكومة العراقية متهمة انها تسير بحسب السياسة الايرانية؟
وكل هذا يدل على أمرين: الاول، ان الايرانيين موافقون على الابقاء على هذا الوجود وذلك نظرا لخوفهم من عودة داعش.

والثاني، هو الموافقة تحت عنوان توريط واشنطن كما عبرت “العربية” حيث قالت ان “مشروع احتلال كلف الجمهورية الإسلامية الإيرانية مليارات الدولارات، وكلفها صناديق وتوابيت عادت مغطاة بالعلم الإيراني، فهل ستتنازل بسهولة عن تلك المواقع التي احتلتها لمجرد حصول بعض الانفراجات أو التقاربات العربية مع الحكومة العراقية أو بعض التنازلات الخليجية المتعلقة ببقاء نظام الأسد؟”.

إقرأ أيضاً: التصعيد الأميركي ضد إيران حقيقي أم خطابي؟
وبحسب، الكاتبة سوسن الشاعر المحللة السياسية في موقع “العربية.نت التي قالت: “ان “التحالف الدولي مجبر على التعاون معها، فهل ستقف مكتوفة الأيدي وتتفرج على الحماس الأميركي، ولأخذ زمام المبادرة وسحب البساط من تحت أرجلها في المنطقة وإثبات أن طرد «داعش» ممكن دونها؟”.
بالمقابل، يرى محللوان ان الاستراتيجية الأميركية تجاه إيران عبارة عن خطة من ستة بنود لتحجيم النفوذ الايراني في الشرق الاوسط.
فهي، وبحسب ما نقل موقع “جنوبية” عن مارتن أنديك السفير الاميركي السابق في اسرائيل ان “إيران تحديا كبيرا لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها في الشرق الأوسط. على مدى اربعين عاما، تمكنت من إنشاء قوس نفوذ يمتد من لبنان وسوريا في بلاد الشام، الى العراق والبحرين إلى الخليج واليمن على البحر الأحمر. لذلك فان ما تحتاجه أميركا الآن هو استراتيجية شاملة ومتكاملة ومستدامة لمجابهة هذا النفوذ.”

إقرأ أيضاً: إيران عززت موقع الشيعة في سوريا

لذا، يجب أن تراعي الاستراتيجية الأميركية نشوء الروابط السياسية بين دول الشرق الأوسط. وإن الضغط على إيران في اليمن يمكن أن يثير الشيعة في البحرين. وإذا تم الضغط على إيران في سوريا، فانها قد تلجأ الى استخدام الميليشيات الشيعية في العراق لتقويض الجهود أوأنها قد تشجع حماس على شن هجمات صاروخية على إسرائيل من غزة”.
من هنا، يفهم سر التعاون الاميركي الايراني في الموصل من اجل اغلاق بعض الجبهات المفتوحة بين دولتين ليستا بالقوة نفسها، ولكن احداهما لها اليد الطولى على الفصائل في البلاد التي لايران سيطرة عليها كلبنان والعراق وسوريا والبحرين واليمن.

 

السابق
غريغوريس الثالث: سأضرب عن الطعام تضامناً مع السجناء الفلسطينيين
التالي
شماتة نصر الله بالغوطة