المساجد للسعودية وايران… والفتن المذهبية في جميع البلدان!

السعودية وايران تتسابقان على بناء المساجد في البلاد الاسلامية محاولين اجتذاب طاقاته الشبابية نحو عقيدتهم سواء أكانت الوهابية أو الشيعية الولائية. فالى متى يستمر الصراع المذهبيّ هذا؟

لم يصل الى مسامعنا يوما خبرا ان ايران او السعودية قد اسستا معاملا او مصانعا او جامعات في بلد ما لمساندة ودعم فقرائه وشبابه. لكننا نسمع كل يوم عن بناء مسجد هنا، وجامع هناك، بتمويل من هذه ايران او السعودية.
فقد وافقت الحكومة البنغالية على مشروع لبناء مئات المساجد بتمويل من السعودية، تبلغ قيمته مليار دولار، اي بما يكفي لبناء 560 مسجدا، حيث يكون في كل مدينة بنغالية مسجدا.
لدرجة ان زعيم الصوفيين البنغال، قال إنه “لا مبرر لبناء هذه المساجد الجديدة، وقد تُستعمل لنشر الوهابية“. بحسب “بي بي سي عربي”.
بالمقابل، تسعى إيران، الجمهورية الاسلامية الشيعية الوحيدة، في العصر الحالي الى مساندة الشيعة في العالم عبر تطبيق فلسفتها الدينية المعروفة، وهي نشر الاسلام الأصولي.

اقرأ أيضاً: «حزب الله» والوهابية

فقد دخلت الى لبنان في ثمانينات القرن الماضي، ونشرت فكرها الديني القائم على فلسفة ولاية الفقيه. واقامت في الجنوب والبقاع عددا كبيرا من المساجد والمراكز الدينية، علما ان تعداد شيعة لبنان يصل الى حوالي مليون ونصف مليون نسمة.
واليوم، وبعد اشتعال الحرب السورية تعمل ايران، ومعها حزب الله على اعادة السوريين الشيعة الى الالتزام الديني من وجهة نظرها، القائمة على ولاية الفقيه. ففي حلقات شبه يومية، وتشييد مساجد ومؤسسات ينهض شيعة سوريا، حسبما أفصح الشيخ (ح. ع) في لقاء خاص مع “جنوبية”، وهو الذي يقصد الشام لأسابيع عديدة ليعلم السوريين والسوريات الشيعة الاحكام الفقهية والصلاة، بطريقة شبيهة بما قامت به ايران في لبنان.
وقد كانت الأغلبية الشيعية في سوريا، قد جاءت من العراق بحسب موقع “السكينة” الالكتروني. وأبرز المساجد التي يوجد فيها شيعة في سوريا هي مسجد الإمام علي بن أبي طالب، ومسجد الزهراء في حي الأمين بالعاصمة دمشق، ومسجد وحسينية الغوطة الشرقية.


أما العلماء الشيعة البارزين في سوريا فهم عبد الله نظام ونبيل حلباوي. ويبلغ عد الشيعة في سوريا حوالي مليون شخص أي ما نسبته 5% من عدد السكان. ويتداول معلومات عن عملية تغيير ديموغرافي يجري في سوريا جراء الحرب الاهلية الدائرة هناك.
اما السعودية فانها تدعم سنّة لبنان والبحرين واليمن، والاردن، وفلسطين، والعراق، ودول شرق المتوسط كتونس، اضافة الى دعمها الهائل للبعثات الاسلامية في اوروبا، حيث ينتشر الاسلام بسرعة كبيرة من خلال دعم المراكز الاسلامية والدروس الدينية.
وهذا ما يشرح سرّ العدد الكبير من الاصوليين البلجيكيين والفرنسيين والالمان والبريطانيين. كما تنتشر الوهابية السعودية بشكل كبير في دول شرق آسيا ومنها بنغلادش الدول الفقيرة والمُعدمة.
وتستغل الدولتان الإسلاميتين الصراع السني- الشيعي للاستحصال على مزيد من الانصار والمؤيدين والتابعين. فهما يتقاتلان عبر شعوب خارج اراضيهما، في كل من لبنان وسوريا واليمن والبحرين والعراق. ويعملان على تغيير الهوية الديموغرافية عبر الدعم المادي واقامة المساجد تحت عنوان العودة الى الدين.

اقرأ أيضاً: المعجزة الوحيدة: إيران وحّدت مليار سنيّ… ضدّها

وبحسب “ويكيبيديا”، يوجد لدى المذهب الشيعي ما يعرف بـ”المُستبصر” وهو مصطلح يطلق على من يتحوّل الى المذهب الشيعي الجعفري من مذهب اهل السنّة. وتُتهم ايران بانها تعمل على تشييع السنّة في الدول التي تعتبر نفسها دولا سنيّة كمصر مثلا التي تواجه الشيعة تحت عنوان ان ايران تموّلهم. وكانت جماهير غاضبة قد قتلت وسحلت شيخا مصريا شيعيا، يدعى الشيخ شحاته، بحجة انه يعمل على تشييع السنّة في مصر.
بالمقابل، تقف ايران بوجه السنّة على اراضيها، وتمنعهم من بناء المساجد، رغم انهم مواطنون ايرانيون بحسب “معهد العالم للدراسات”.

علما ان الصراع السني الشيعي يعود تاريخه الى تنازع الدولتين الاموية والصفوية. والى تاريخ سحيق من الخلافات بين اتباع الصحابة واتباع أهل البيت!!.

السابق
ماذا يريد ترامب من معاودة هجومه على السعودية
التالي
ما هي «حقيقة» سائق التاكسي؟