أردوغان يواجه أوروبا: استغلال اليمين المتطرف لتحقيق مكاسب شعبوية!

في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز اعتبرت أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يدير معارك مصطنعة لكسب تأييد القوميين.

تدهورت العلاقة بين تركيا وأوروبا بعد تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان واتهامه الحكومة الهولندية بالنازية وأيضاً بعد رفض استقبال سياسيين أتراك في دولتين أوروبيتين للمشاركة بنشاطات متعلقة بالحملة الانتخابية قبيل إجراء استفتاء على الدستور التركي الجديد.

اقرأ أيضاً: قرار الحظر الأمريكي: حربٌ ضد المسلمين لا ضد الإرهاب

بعد انتقاده عدداُ من المسؤولين الألمان لمنعهم مشاركة نظرائهم الأتراك في نشاطات متعلقة بالحملة الانتخابية، صبّ أردوغان غضبه على هولندا وذلك بعد منع هبوط طائرة وزير الخارجية التركي الذي كان قد قدم للمشاركة في تجمع مؤيد لتعزيز صلاحيات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في استفتاء تنظمه تركيا في نيسان، بالإضافة إلى اتخاذ السلطات الهولندية قراراً بترحيل وزيرة العائلة التركية الأحد الماضي متذرعة بأسباب تتعلق بالأمن العام.
ويعد هذا الموقف غير اعتيادي وغير متوقع من قبل الهولنديين، خاصةً وأنّهم قد عرفوا بمواقفهم المنفتحة تجاه وجهات النظر المتنوعة، إلا أنّ المعركة الإنتخابية التي تخوضها هولندا تعد بها مواضيع الهجرة واندماج اللاجئين أساسية وحامية وهذا ما دفعها إلى هذه المواقف.

من جانبه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اعتبر في خطاب له الأحد الماضي أنّ تدابير هولندا “فاشية”، مضيفاً: “ظننت أن النازية قد انتهت، لكني كنت مخطئاً”.

مع الإشارة إلى أنّه بالرغم من أن القانون التركي يمنع القيام بحملات انتخابية خارج البلاد، فإنّ الوزراء الأتراك يقومون بجولات في أوروبا لإقناع الجاليات التركية في اوروبا للتصويت بـ”نعم” على الإستفتاء المطروح حول توسيع صلاحيات أردوغان وذلك وسط مخاوفهم من تقدم الحملة المضادة.

غير أنّ هذه الحملة قد اصطدمت بحملات الانتخابات الهولندية والفرنسية المتقاربة والمحتدمة إذ تسعى الأحزاب اليمينية لتحقيق مكاسب سياسية بخلق الأجواء المتوترة مع الأتراك. وتأتي هذه الحملة أيضاً متزامنة مع ازدياد القلق الأوروبي حول سياسات تركيا غير الديمقراطية وازدياد المخاوف حول مواضيع الهجرة واللجوء.

وقد أوضحت الحكومة الهولندية أنّها رفضت السماح لطائرة وزير الخارجية التركي بالهبوط بعدما دعت الحكومة التركية المواطنين الهولنديين من أصل تركي للتجمع بأعداد كبيرة.
فيما صرحت الخارجية الهولندية بأنّ محادثات قد أجريت بين الحكومتين لإجراء الاجتماع في مكان أصغر كالقنصلية التركية ولكن قبل أن يتم الإنتهاء من هذه المحادثات قامت تركيا بتهديد علني لهولندا بعقوبات قاسية مما جعل الاتفاق على التسوية أمراً مستحيلاً.

هذا وقد سعى كل من رئيس الوزراء الهولندي المحافظ مارك روته ونظيره اليميني المتطرف خيرت فيلدرز لإستغلال النزاع مع تركيا لصالحهما على الرغم من أنّه لم يتضح على الفور إذا كان أيّ منهما سيحقق مكاسب ملموسة كون الإنتخابات سوف تجري الاربعاء.
وبينما أنّ فيلدرز كان السّبّاق لإثارة الموضوع إعلامياً إلا أنّ “روته” كان المسؤول عن اعتراض نشاطات الأتراك.

وقد صرّحت المحللة الاستراتيجية السياسية بيانكا باندر بأنّ رئيس الوزراء يستفيد من التركيز الإعلامي عليه بسبب قراره، معلقةً “روته لأصبح في الواجهة الآن، فهو يظهر على كل البرامج التلفزيونية وكل الصحف”، وكان “روته” قد هاجم الحكومة التركية واصفاً تصريحات أردوغان بالـ “مجنونة”.

وفي رد له، اتهم أردوغان الحكومة الهولندية بافتعالها للمشكلة مع تركيا لمصالح انتخابية داخلية وتوجه إليها قائلًا: “إذا كانت هولندا تضحي بعلاقاتها مع تركيا بسبب الانتخابات التي ستجرى الاربعاء، فإنّها ستدفع الثمن”.
وفي الداخل التركي، أيضًا، كان أردوغان يسعى إلى كسب ود ناخبيه من خلال تصريحاته. فقد اعتبر بعض منتقدي أردوغان بأنّه يحاول خلق نزاعات مع أوروبا لكسب تأييد القوميين في تركيا، لا سيما الذين لم تتضح اراءهم بعض تجاه توسيع صلاحيات الرئيس.

وصرّح الكاتب التركي المخضرم جنكيز جاندار عبر اتصال هاتفي “إنّ سياسة تركيا الخارجية من سوريا وصولًا إلى هولندا وألمانيا وأي مكان آخر مرتبطة ارتباطا وثيقا بسياستها الداخلية”.
وأضاف جاندار “اليوم لا توجد سياسة خارجية تركية فهي فقط مرتبطة بحملة استفتاء أردوغان”.

اقرأ أيضاً: النظام السوري الذي يتفتت إلى عصابات وأمراء حرب

فيما أشار المتخصص بالمجال التركي في كينجز كوليدج لندن بأن هذه اللّغة الحادّة بين تركيا واوروبا تساعد أردوغان وحزبه على تحقيق أهدافهما وتمكنهم من القول بأنهم يدافعون عن حقوق الأتراك في الخارج.

لقراءة المقال باللغة الإنكليزية إضغط هنا

السابق
ليس الأول من نوعه: إنقلاب «داعشي» في الرقة
التالي
في ذكرى 14 آذار: لستم انتم ثورة الأرز