محنة الامام علي (ع) في وجدان الأمة بين التحول والتغيير

ان الثقافة الاجتماعية واخذ الحضارات والثقافات من بعضها البعض سنة من سنن الحياة وتجل من تجليات تعارفها التي اقرها القران الكريم، حيث قال تعالى ( ... وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ... )

التغيير في التشريع مطلوب بحسب مقتضيات الزمان والمكان وتجربة الانسان، بما يعزز مكامن القوة في المجتمع ويجعله مستفيدا من تجارب الاخرين وغير متحيز عنها بما يعزز معه مكتسباته.

اقرأ أيضاً: هكذا سيتصرف المهدي مع السفياني.. فلماذا لم نفعل مثله ؟!!

* فأن التحول الثقافي يعني تغرّب الامة عن ثقافتها وعن حسها ووجدانها الذي نشأت عليه ومغادرتها لمضامينه الى ثقافة وحضارة ووجدان مغاير في منطلقاته وتوجهاته ومضامينة.
مثل هذا التحول وللأسف نجده حاضرا في وجدان الامة بعد ان ودعها نبيها ورسولها وهاديها وودعته، قد اشار له أمير المؤمنين الامام علي (ع) ووضع إصبعه على خطره واشار الى حقيقته المرة حيث يقول: (ألا وإن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيكم).


ويقول في مكان أخر من نهج بلاغته: (ألا وإنكم قد نفضتم أيديكم من حبل الطاعة، وثلمتم حصن الله المضروب عليكم بأحكام الجاهلية).

* وقد عانى الامام بأبي هو وأمي، من تجليات ذلك التحول الثقافي حيث نلمس التحول الثقافي في عملية إعادة إحياء الولاء القبلي تدريجياً، والذي سعى النبي(ص) الى إماتته في وجدان امته وعزله عنها، نجده قد رجع وبقوه بعد نكوص امته عن ثقافتها وتحولها عنها بعد رحيله.

اقرأ أيضاً: السلفي «الشيعيّ والسنيّ» لا يرى في المؤمن إلا كائنا جنسيّا عنيفا

وكشاهد على ذلك ينقل لنا التاريخ أن النجاشي وهو أحد أصحاب الإمام علي(ع) وشاعره في حرب صفين، شرب في أحد أيام شهر رمضان الخمر مع صديقه المسيحي، فحدَّه علي (ع) فقام طارق بن عبد الله أحد قوّاد عسكره وكان من قبيلة النجاشي فقال ـ معترضاً على إجراء الحد ـ لقد (أوغرت صدورنا وشتّت أمورنا) وقد أدّى به ذلك إلى الانتقال ـ عقب هذه الحادثة ـ إلى معسكر معاوية.

“فاقرأ وتأمل وقارن حالنا اليوم وغدا”.

السابق
بالأسماء: أطفال في سجون الأسد من رحم الاغتصاب.. ونساء تحت الـ18
التالي
هكذا فيفي عبده كادت أن تفقد حياتها