تقشّف ودعوة للتبرعات: هل أفلست الحرب السورية حزب الله ؟

انتشرت عبر مجموعات الواتسأب، حملة أطلقتها هيئة دعم المقاومة اللبنانية لتجهيز المجاهد، هذه الحملة التي تدعو إلى التبرع المادي وذلك لأجل تجهيز المجاهدين بالثياب والعتاد.
على مّا يبدو أنّ مصادر حزب الله المالية قد شحّت، والموارد لم تعد تتدفق كما ذي سبق، فعهد النعيم الإيراني قد ولّى، في ظلّ انغماس الأخيرة في صراعات إقليمية ودولية وخضوعها لعقوبات تقيد اقتصادها لا سيما النفطية منها.
حزب الله الذي كان تمويله أولاً وأخيراً من إيران، وهذا ما جاهر به السيد حسن نصرالله عنوةً في أحد خطاباته التي أطلّ بها بعد العقوبات التي تدفقت عليه عربياً ودولياً، حيث أكدّ أنّ الجمهورية الإيرانية هي التي تموله وبالتالي كلّ العقوبات لن تمنع الحزب من أداء واجباته. بات هذا التمويل شحيحا، فالتقشف المالي هو السائد والمعلن في صفوف الحزب، وهذا ما تلفت إليه مصادر لـ”جنوبية”، أشارت إلى أنّ هناك اجراءات اتخذت واوامر اعطيت بتخفيض عدد المراكز والعديد فيها لخفض الانفاق.
وما يدعم هذا الموقف هو تصريح آخر للسيد حسن نصرالله، دعا به المقتدرين إلى المساهمة بأموالهم في دعم المقاومة.
ولكن اللافت هو أنّ الحاجة المالية قد وصلت أقصاها، إذ تداولت مجموعات تابعة لحزب الله البيان التالي:
“#حملة_تجهيز_مجاهد*
 
*هيئة دعم المقاومة الإسلامية* أطلقت مشروع *”تجهيز مجاهد”* منذ مدّة طويلة وهذا الخط والنهج بحاجة دائماً لهكذا حملات دعم للمقاومة ..
وهو لفتح المجال للدفاع عن الوطن خصوصاً في هذه الأيام ،
لأنّه بدل العدو الواحد اصبح لدينا الكثير من الأعداء وبدل الجبهة الواحدة اصبح لدينا الكثير من الجبهات ..
كُل مجاهد في جبهات العز والكرامة يحتاج الى بعض التجهيزات من ثياب وعتاد ..
والمشروع هو مشاركة مشرّفة لكل حدا حابب يقاوم بمالو اذا مش قادر يقاوم بجسدو ..
وايضاً يمكنكم احتساب المال من الحقوق الشرعيّة ..
ويمكنكم دفع المبلغ على دفعات ..
 
للمساهمة في هذه الحملة يمكنكم التواصل مع مندوبي *هيئة دعم المقاومة الإسلاميّة* في كل المناطق اللبنانية ..
او التواصل مع الادارة العامة على الرقم ٠١/٥٥٠٤٥٠
 
إنّ نشركم لهذا المنشور هو دعم للمقاومة بحدّ ذاته ..
لعلّه يلتفت بعضاً من أصدقائكم ويقوم بدعم هذه الحملة ..
 
*#الرجاء_النشر*”.
هذا البيان الذي حصل عليه موقع “جنوبية”، تمّ التعامل معه بجدية، فأجرينا اتصالاً بالرقم المرفق والذي هو رقم هيئة دعم المقاومة، هذا الرقم الذي أجابنا فيه المجيب الآلي ومنحنا الارقام التابعة لكل منطقة من بيروت إلى الجنوب إلى البقاع إلى جبل لبنان وصولاً إلى الشمال، إضافة إلى مخصص لحالة الضرورة.
وبما أنّ اليوم هو الأحد، أي عطلة رسمية لم تجبنا الأرقام التابعة للمناطق، فما كان منّا إلا التواصل مع رقم الضرورة، حيث أجابنا شاب أكدّ أنّه من هيئة الدعم للمقاومة، وعند إخبارنا إياه عن البيان وعن دعم المجاهدين ومساعدتهم، وعن كيفية التبرع، أجابنا انّه يمكن التبرع عن طريق الوستريونيون، وأنّه صباحاً سوف يتواصل معنا من مكتب هيئة دعم المقاومة لمنحنا صورة عن هويته كي نستطيع إرسال التبرع!
إذاً، البيان حقيقي، وحزب الله لم يعد يملك من الأموال ما يكفي لسد حاجة “مجاهديه”، فها هو يطلب تبرعات للباسهم وعتادهم وذلك تحت عنوان الجهاد، الجهاد ضد من؟!
لا أحد يملك إجابة لهذا السؤال، لا سيما وانّ طريق القدس باتت مباحة في كل أرض تحتلها الإيديولوجيا الإيرانية، وأن اسرائيل لم تعد العدو الأول، فحتى الرد على اعتداءاتها لم يعد ممكناً في زمن العسل الروسي الاسرائيلي فوق أجواء الشام.
السابق
التصعيد الأميركي الإيراني: اليونيفيل عادت «رهينة» حزب الله
التالي
الحبيبان سمير وستريدا .. قاما بشراء البطاقات يداً بيد