الإعتداء على «اليونيفيل» في «المنصوري» يطرح مخاوف وعلامات استفهام

في حادثتين منفصلتين، حاول مدنيون بشكل مفتعل قطع الطريق أمام دوريات قوات حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان "اليونيفيل"، وهاجموا جنودها بالحجارة في محيط منطقة المنصوري - مجدل زون (القطاع الغربي) في جنوب لبنان أمس. وهو ما خلق حالة استنفار وتوتر بين اليونيفل والمحيط فمن هي الجهة المحرّضة، وما هي أسباب هذا الاستنفار؟

وقع اشكال بين عدد من اهالي بلدة مجدل زون وبين دورية تابعة للكتيبة الايطالية في قوات الطوارئ الدولية – اليونيفيل، إستدعى تدخل الجيش اللبناني لمعالجة الوضع بشكل فوري.

في التفاصيل، وبحسب ما أكّد مصدر من البلدة لـ”جنوبية”  ان الاشكال بدأ مع دخول دورية تابعة للكتيبة السلوفينية في اليونيفيل صباح أمس “الجمعة” الى ارض خاصة تعود ملكيتها لاحد أفراد البلدة، إلا أن ما أثار حفيظة الأهالي، لأن اليونيفل دخلت إلى الأرض بمفردها دون مرافقة قوة من الجيش اللبناني ودون التنسيق معه أيضًا خلافاً لما يقره البروتوكول الذي يرعى عمل وتواجد هذه القوات.

إقرأ ايضًا: اليونيفيل في الجنوب: لسنا مهددين بعد القرار الاوروبي

وتتابع هذه الرواية أن “السبب وقع الاشكال حيث تجمع مجموعة من الرجال وتجمهروا في وجه الدورية الدولية التي اصيبت بالذعر، ففروا بإتجاه المنصوري. إلا أنه اصطدمت ملالة اليونيفل أثناء فرارهم بثلاث سيارات مدنية مما تسبب بأضرار أدّت الى توتر اضافي بينهم وبين الاهالي، كما صودف وجود دورية للكتيبة الايطالية في المنصوري فحصل اشكال بين الاهالي وبين افرادها. وبحسب “اليونيفيل” ان حادثة الاصطدام جرت بسبب إضطرار آليات الى دفع بعض السيارات المدنية التي استخدمت كحواجز جانبية من أجل الخروج بأمان من المكان.

اشكال المنصوري اليونيفل

وفيما تقول مصادر من داخل البلدة أن “القصة عفوية بين الأهالي واليونيفل وأن لا يوجد علاقة لأي جهة سياسية في هذا الاشكال”. أشارت مصادر متابعة في المنطقة  لـ “جنوبية” إلى أن “عملية التحريض وقيادة الجمهور ضد قوات “اليونيفل” عادةً ما يقوم بها افراد من حزب الله ولأسباب لا علاقة لها بالحوادث العفوية، من اجل توجيه اعتراض على عمل ميداني تقوم به احدى دوريات اليونيفل في مناطق عسكرية تابعة للحزب أو يشتبه أنها مملوكة لعدد من أنصاره”.

وأضاف المصدر أنه “يخشى أن يكون هذا التصعيد من قبل الحزب هو رسالة إعتراض لمن يهمه الأمر للقول أن الوضع في الجنوب وعلى الجبهة مع العدو الاسرائيلي بيد الحزب، كما أن مصير قوات الطوارئ بين يديه. وذلك في ردّ على تهديدات التي يقودها الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب ضد إيران وحزب الله ومحاولة تحجيمهما في سوريا والمنطقة كما أعلن ذلك الرئيس الاميركي صراحة اكثر من مرة”.

إلى ذلك أصدرت قيادة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (UNIFIL ـ يونيفيل) بيانا أمس  “انه تم صباحا اعتراض دوريتين تابعتين لليونيفيل في محيط منطقة المنصوري – مجدل زون (القطاع الغربي) من قبل مجموعات من الرجال العدائيين الذين حاولوا الحاق الأذى بجنود حفظ السلام وبأصول الأمم المتحدة”.

وجاء في البيان،  الى أنه في حادثتين منفصلتين حاول مدنيون قطع الطريق أمام دوريات اليونيفيل وهاجموا جنود حفظ السلام ، موضحا أن جنود حفظ السلام مارسوا أقصى درجات ضبط النفس وإضطرت آليات دورية اليونيفيل الى دفع بعض السيارات المدنية التي استخدمت كحواجز جانبية من أجل الخروج بأمان من المكان.

إقرأ ايضًا: استقالة جماعية في المنصوري… بطلب من السيد نصرالله

وأكدت أنه لم تقع إصابات في صفوف جنود حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة ، ولكن ألحقت أضرارا جسيمة بآليات اليونيفيل.
وكانت اليونيفيل على اتصال مباشر مع الجيش اللبناني وتعمل معها لتحديد ظروف الحوادث وأسبابها بدقة.

وشدد رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء مايكل بيري على “أهمية سلامة اليونيفيل وحريتها في الحركة في منطقة عملياتها في جنوب لبنان ، وهو أمر أساسي للحفاظ على السلام والإستقرار في المنطقة”.

ولم يوضح البيان اسباب الحادثين او يكشف عن وجود توتر في المنطقة في حين كانت البعثة على اتصال بالجيش اللبناني لتحديد دوافع الهجوم.

يذكر أن، قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (United Nations Interim Force in Lebanon) ، أو ما يعرف بقوات اليونيفيل هي قوات دولية متعددة الجنسيات تابعة للأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان 2006.

https://youtu.be/N9f6RaoVV50

السابق
الجيش يدهم مبنى في عين الرمانة
التالي
‏ابن حركة أمل «حسن فاضل» يثور بوجه نبيه بري