وقف عام لإطلاق النار واعتراف بالمعارضة السورية تمهيدا لـ«حوار الآستانة»

يجري التحضير في الأستانة عاصمة كازاخستان لحوار سوري – سوري نهاية الشهر المقبل عبر الحوار الروسي التركي الايراني ، وتتمحور أهداف هذا الحوار حول ثلاث نقاط وهي الإقرار بأن لا حل عسكري في سورية، ووقف شامل لإطلاق النار يستثني تنظيمي «داعش» و «جبهة النصرة»، ووضع مسودة مبادئ لتنفيذ القرار ٢٢٥٤.

روسيا ستكون هي الضامن للحل السياسي، من خلال ضمان الجانب الروسي توقيع النظام السوري ، وضمان أنقرة توقيع الفصائل الاسلامية المقاتلة على الوثئقة تمهيدا لحوار الأستانة، الذي سيشارك فيه قادة عسكريون وسياسيون من فصائل المعارضة والجيش النظامي السوري.

ويجري حراك دبلوماسي وعسكري في موسكو وانقرة وطهران لبلورة آلية تنفيذ قرار بوتين بوقف شامل لإطلاق النار في النصف الثاني من الشهر المقبل.

اقرأ أيضاً : اعتذار ضحايا سوريا لقاتليهم

ونقلت صحيفة الحياة اللندنية أن موسكو تريد عبر حوار الآستانة موافقة أنقرة والفصائل السورية المعارضة السورية المدعومة منها على مسودة وثيقة قرار قدمتها وزارة الدفاع الروسية وتضمنت لأول مرة اعترافاً روسياً بشرعية فصائل عسكرية إسلامية معارضة، بينها «أحرار الشام الإسلامية» و «جيش الإسلام» و «جيش المجاهدين» و «حركة نور الدين زنكي» و «الجبهة الشامية» وشخصيات من «الجيش الحر»، ذلك أن الجانب الروسي الذي ضم ضباطاً من هيئة الأركان والاستخبارات العسكرية، حرص على توقيع ثلاثي (روسي وتركي -كطرفين ضامنين- مع ممثلي الفصائل المسلحة المعارضة) على محاضر الاجتماعات.

 

وبدون شك فان الاعتراف بتلك الفصائل في مفاوضات أنقرة أولاً و «حوار أستانة» ثانياً، يشكل تطورا بارزا في موقف الروس الذين كانوا يعتبرون ان جميع الفصائل الإسلامية، من أحرار الشام  الى جيش الإسلام، هي عبارة تمنظمات إرهابية لا تختلف كثيراً عن «داعش» أو «النصرة». ويؤكد المراقبون  ان هذا التغيير سبّب امتعاضا شديدا  في طهران ودمشق اللتين تريدان اعتبار تلك الفصائل تكفيرية وإرهابية،هذا التغيير وضع في خانة النجاح التركي والفشل الايراني في استقطاب موسكو.

 

المصادر المعارضة التي فضلت عدم الكشف عن هويتها في الوقت الحالي توقعت خلال اتصال مع «الوطن» بأن تنعقد محادثات أستانة ما بين العشرين والخامس والعشرين من الشهر القادم، وتحدثت عن اتصالات تركية روسية بهدف إحضار عدد من الفصائل المسلحة التي تتبع لتركيا بشكل خاص، إلى مباحثات عسكرية في أستانة لهدفين، الأول: ترسيخ وقف إطلاق النار مع الجيش السوري في المناطق التي ينتشرون فيها، والثاني: منح غطاء سياسي وعسكري لوفود المعارضة التي ستشارك في المباحثات، بحيث يتحدثون انطلاقاً من أرضية عسكرية وسياسية ستوفرها هذه الفصائل للسياسيين الذين سيتم اعتمادهم ممثلين عن الفصائل كافة في المحادثات.

ووفقا للمصادر ذاتها، فإن الفصائل المدعوة للاجتماع لا تتضمن داعش أو جبهة النصرة أو المتحالفين معهما.

 

وحذرت تركيا منذ أيام، الفصائل الحليفة لها من «اندماج انتحاري» مع النصرة، لا بل هناك دعوة روسية تركية لمقاتلي تلك الفصائل بتشكيل جبهة واحدة لمحاربة النصرة وداعش دون الاقتراب من الجيش العربي السوري، وقالت المصادر إن الاتصالات الروسية التركية تشمل الفصائل الموالية لتركيا وتلك التي تتواصل مع قاعدة حميميم وسبق أن تعهدت بوقف إطلاق النار.

 

وتشير المصادر إلى أن الاجتماعات العسكرية قد تحصل في الخامس عشر من الشهر المقبل، وفِي حال تم التوافق بين الفصائل المسلحة فقد يدعى إلى الاجتماع ممثلين عن القيادة العسكرية السورية لإعلان وقف إطلاق نار شامل وتوحيد جهود كل الحاضرين من أجل مكافحة الإرهاب وطرده خارج الأراضي السورية.

 

وعلى صعيد المباحثات السياسية، توقعت المصادر أن يحضر اجتماعات أستانة عدة وفود من المعارضة وخاصة القريبة من موسكو وتركيا مع استبعاد تام للمعارضات الممولة من السعودية وقطر، إضافة لشخصيات ستختارها أنقرة بعناية من داخل الائتلاف الذي سبق أن أسسته.

اقرأ أيضاً : الاخوان المسلمون: ايران ومليشياتها هي المسؤولة عن خراب سوريا

 

من حيث المضمون، لا يزال كل طرف متمسكاً بموقفه في الطريق إلى أستانة. بحسب مسؤول تركي، هناك أربعة أهداف للحوار: «وقف نار شامل، إنقاذ المدنيين، إيصال مساعدات إنسانية، بدء عملية تحول سياسي»، وتبلغت موسكو أن أنقرة «لم تغير موقفها من الرئيس بشار الأسد»، الذي تصر على أنه «لا يستطيع الحكم بعد المرحلة الانتقالية»، على عكس موسكو، التي تقول إنه «هو الرئيس الشرعي والقرار بأيدي السوريين»، وطهران التي تعتبر «بقاء الأسد خطاً أحمر».

 

وبحسب مسؤول مطلع، فإن تفسير كل طرف العملية السياسية الموعودة مختلف، فـ «موسكو تريد عملية سياسية انتقالية مضبوطة تفتح الطريق أمام بقاء مؤسسات الدولة واستعادتها وإجراء الانتخابات الرئاسية لتقرير مصير الأسد وبقائه أو لا. وطهران تريد عملية سياسية تثبت بقاء الأسد مع إمكان تنازله عن صلاحيات لرئيس الحكومة وتشكيلتها. وأنقرة تريد عملية سياسية تسفر مرحلتها الانتقالية عن استعادة وحدة سورية ومنع الفيديرالية الكردية ورحيل الأسد ”.

السابق
بالصورة: عبد الحليم العطار يبرئ ذمّة كارول معلوف
التالي
صحيفة بريطانية: بوتين قتل بالسم.. والموجود شخص يشبهه!