بعد أبوة عون للبنانيين نصرالله في خطابه الأخير «جدّ الكل»

لم يعلن حزب الله النصر في حلب، ولم يتحدث عن الغارات الإسرائيلية.. تحت عباءة "الجد"، أكد الغطاء لأب الجمهورية، مقدماً لطلاب الدولة التي لا تعنيه دروساً في الملفات الإقليمية.

أطلّ السيد حسن نصرالله يوم أمس الجمعة 9 كانون الأوّل، وذلك بعد ما يقارب الشهر على إطلالته الأخيرة التي منح بها دولة الرئيس نبيه بري الوكالة الشيعية.
لم يعلن في خطابه هذا النصر في حلب كما توقع العديد من الوسائل الإعلامية لا سيما الـotv التي اعتمدت لازمة “أخبارة سارة جداً” لتنقل وقائع تقدم المعركة، بل اكتفى بالقول “الانتصار القادم”.
كما لم يتحدث عن الغارات الإسرائيلية، وعن الحظر الروسي الذي يمنعهم من الرد، مكتفياً ببيان خجول أصدره إعلامهم الحربي ضد ما سمّوه ادعاءات إعلامية.
في خطابه نصر الله كان “بي.. بي الكل”، أيّ “الجد”، فاحتضن الجميع في لعبة سمجة، داحضاً بذلك كلّ ما ورد مؤخراً في وسائل الإعلام من تحذيرات وإنذارات على لسان مصادر أو محلل سياسي.

 

 

نصر الله

 

نصرالله الذي أكّد في تعليقه على القوات اللبنانية والفيتو، أنّه منهمك وحزبه في سوريا والعراق، ولا وقت لديهما لشأن آخر، عكس خطابه النقيض إذ ظهر وكأنّ لديه الكثير من الوقت والفائض منه للرد على مقالات “الرسائل” الصحفية والتي لا يعترف بها وينفي مصادرها، متجاوزاً بذلك الماكينة الإعلامية الواسعة التي يديرها حزبه والصحف التي تقتات من خيرات إيران، والتي كان للرد أن يكون أبلغ بأقلامها المرصوصة بين حارة حريك ودمشق وطهران.
إلا أنّه بدلاً من المواجهة بالصحف، اختصر السيد المعني إقليمياً مسافة الورق بخطاب متلفز.

إقرأ أيضاً: «دولة» ميشال عون و «دويلة» حسن نصر الله: مشروعان لا يلتقيان

لا مشكلة مع القوات اللبنانية، هذا ما أوضحه نصر الله جازماً، إلا أنّه دعا إلى عدم إثارة الفتن وتعطيل العهد، نافياً تهمة العرقلة عن دولة الرئيس نبيه بري ليظلّ بذلك “حديدان في الميدان”، والحديدان هنا هو حزب القوات.
فأمين عام حزب الله الذي اعتبر أنّ صميم المشكلة هو تحويل الحبة إلى قبة، وتحويل أزمة الحقائب إلى أزمة سياسية، والذي دعا إلى عدم تعطيل العهد والتوظيف السياسي، كان يوجه الرسائل إلى ثنائي معراب، ويقول للقوات اللبنانية بشكل مبطن “اقبلوا بما نعرضه عليكم لن يكون لكم ما تريدونه”.

إقرأ أيضاً: نصر الله: لا يوجد ما يسمى مصادر حزب الله ولسنا مشغولين بالقوات اللبنانية

خطاب نصر الله، الضعيف إقليمياً في مرحلة النصر الإلهي كما يزعم محور الممانعة، أكّد أنّ الدولة تحت رحمة حزب الله، فأمين عام حزب الله أكد أن التواصل يومي مع الرئاسة والتيار الوطني الحر، وأنّ للمردة حقوقهم ولا بد من إصلاح ذات البين بينهم وبين العونيين.
خطابٌ حنون وابوي، فوق “بي الكل” كان نصرالله يمتحن خبرته كجد بعدما صار رئيس الجمهورية “بي الكل” كما يحب مناصروه ان يصفوه .

السابق
أوراق الـ«ألف ليرة» تنتشر في الضاحية بختم: أشهد أنّ علياً ولي الله
التالي
فارس سعيد: حلب صامدة رغم الطيران الروسي والقتال الإيراني