حزب الله في مواجهته مع «ميكافيلي» جبران باسيل

جبران باسيل
جبران باسيل في لعبة الخطوط الحمراء مع حزب الله

يقول نيكولو ميكافيلي في كتابه الامير “على المرء ان يكون ثعلباً ليعي الفخاخ المنصوبة له وأن يكون اسداً ليرعب الذئاب”، وفي قول اخر له يقول “الدين ضرورة لا من أجل الفضيلة بل للسيطرة على الناس”. هذه القواعد تعمل بكدّ كبير في عقل رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل الذي اثبت جدارته في الاونة الاخيرة في تدوير زوايا حدود حزب الله وتأمين خطوط الدفاع الأولية لفترة حكم العماد عون.

لقد جنحت لعبة شد الحبال بين صهر الرئيس عون من جهة والحليف الغريم حزب الله  لتأخذ منحى اكثر خطورة. فمنذ وصول الجنرال ميشال عون إلى لبنان أصبحت التحالفات  السياسبة اللبنانية مختلفة، فتميّز صخب حضوره وأثره في معترك منافسته على السلطة المتجذرة ممارساتها في سلوكيات الزعامات اللبنانية.

اليوم انذرت أوساط التيار العوني مجدداً حلفاءه ان لا مكان لتضييع الوقت أكثر فيما يتعلّق بتشكيل الحكومة، وقد تنتهي علاقة حزب الله بالتيار العوني بشكل مأساوي في حال قرّر الجنرال الذهاب بحكومة أمر واقع تم الإشارة إليها في صحيفة “الجمهورية”.

إقرأ ايضاً: هجوم «السفير» على باسيل لسجن عون في محور إيران!

من جهة اخرى يحاول باسيل اعادة ترميم علاقة لبنان مع دول الخليج العربي، وتلطيف الاجواء والعودة الى خطب ودّ المملكة العربية السعودية.

ويستعيد باسيل خطاب الدولة القوية بسيادتها وجيشها كقوة عسكرية نهائية يتساوى تحتها جميع اللبنانيين، بالتماهي مع عدم ذكر المعادلة المقدسة بالنسبة لنصرالله “جيش شعب ومقاومة”.

باسيل رغم أخطائه الفادحة التي وقع بها عندما رفض التصويت على قرارات تدين إيران وحزب الله في الجامعة العربية،الا انه بعد وصول عون إلى سدة الرئاسة بات واضحاً عمق الفجوة بين مشروع حزب الله ومشروع عون، ذلك ان عون وجعجع ومعهم باسيل يعودون إلى تاريخ التجربة المسيحية في السياسة اللبنانية التي تثبت لهم ان ليس بإمكانهم إثبات وجودهم والدفاع عنه إلا ضمن حدود لبنان، لان تركيبة المشروع المسيحي سقفه لبنان أما حزب الله فإن مشروعه يجد نفسه خارج الحدود وقد يتعدى إلى خلف البحار.

عبر عرض الأرتال والمدرعات في القصير السورية بداية الشهر الحالي انذر حزب الله عهد الرئيس عون، ولم يتوان حليف حزب الله وئام وهاب من اقامة عرضه العسكري في الجاهلية. إستبق العرضان مناسبة عيد الإستقلال اللبناني كمناسبة يلقي بها رئيس الجمهورية كلمته.  وفرد الحزب خاتمه عروضه العسكرية في مقال نشر بإسم المحرر السياسي لصحيفة “السفير”، يراد منه القول للرئيس عون وللمزعج باسيل افهموا ان” مكانكم في محور سوريا وايران” وإلاّ!

إقرأ أيضاً: عون لن يحتمل الإنتظار ويبحث بـ«حكومة أمر واقع»…

جبران باسيل على رأس السطح فض يده من تصريحات حزب الله العدائية ضد السعودية، وعاد وكرر خطيئته بتحريك المياه الراكدة لدى المغتربيين اللبنايين عموماً والمغتربين المسيحيين خصوصاً بدعوتهم للعودة إلى لبنان وإسترجاع جنسيتهم. لا يريد شيعية سياسية يتنازل بسببها المسيحيون عن حصصهم في الوزارة والإدارات الرسمية والعسكر والامن، وقد نرى أضرارها في المستقبل حين يتحول الكلام إلى مرحلة اقرار القانون الانتخابي .

يواجه حزب الله مجموع ازمات قد يكون الرئيس عون جزءا منها، ويبدو للآن ان طلبات الحزب عبء سيسعى عون جاهداً للتخلص بهدوء منها، ولكن بعض الهدوء يحمل عواصف،عواصف ثعلب سقط في دورة الإنتخابات البرلمانية كما رددت صحيفة “السفير” ولكنه نجح في ميكافيليته.

 

 

 

 

 

 

 

 

السابق
ليست وزارة الأشغال يا غبي… إنّه «الطائف» يا عزيزي
التالي
شبيبة لبنان العربي: للرد بقوة على الاعتداء الصهيوني