زيارة حسون لبعبدا.. اساءة إلى «بروتوكول» الجمهورية اللبنانية

المفتي حسون بزيارته لبعبدا وبكركي يزيد الشرخ المسيحي - السني في لبنان.

ما زالت التجاذبات وردود الافعال تخرج تباعاً للتعليق على زيارة مفتي سوريا الشيخ أحمد حسون إلى لبنان ولقائه الرئيس العماد ميشال عون ومن ثم زيارته للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.

الزيارة حملت معها الكثير من التلمحيات السياسية السلبية رغم الكلام عن اجواء جميلة ووديّة رافقت جلسة لقاء الرئيس عون بالمفتي حسون.

مصدر مطّلع رأى ان الزيارة أتت في سياق محاولة النظام السوري ضبط المعلب اللبناني لصالحه وإبعاده عن السعودية التي وجّهت دعوة رسمية لعون لزيارة المملكة.

واضاف المصدر لـ”جنوبية” أنه “من المرجح ان تكون الزيارة الرئاسية الاولى لعون هي للسعودية. فلبنان الآن واقع بين شد حبال سعودي – سوري”.

واعتبر المصدر ان “عون تمكن خلال العشر سنوات السابقة من التنقل بديناميكية ضمن زوايا الخلافات اللبنانية حتى وصل إلى مبتغاه. ولا يمكن تجاهل حالة الانفتاح الكبيرة التي يقوم بها في الاونة الاخيرة وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل نحو السعودية. وسيتراكم الانفتاح مع الايام وقد يحقق نقطة إيجابية للبنان عبر إعادة جزء من الهدوء مع الخليج بشكل عام والسعودية بشكل خاص”.

إقرأ أيضاً: نديم قطيش: الهدف من زيارة «حسّون» استدراج «السنّة» إلى خلاف مع بعبدا وبكركي

وأضاف أن “المشاغبة السياسية الصادرة من قبل المحيطين بعون، في رفضهم مقترحات رئيس مجلس النواب نبيه بري حول التعيينات الوزارية وبلورة توجهات جديدة للسياسة الخارجية للبنان يراها حزب الله وجماعة 8 اذار انها تغرد خارج سرب الإصطفاف التاريخي المعهود للبنان نحو سوريا. كذلك فإن رفض دار الفتوى استقبال حسون وترحيب بكركي به أوقع السنة والمسيحيين في مصيدة النظام السوري”.

في اتصال اجراه موقع جنوبية مع الكاتب والمحلل السياسي كمال ريشا إعتبر فيه “ان الزيارة تأتي كمحاولة سورية لإحداث شرخ طائفي مسيحي – سني، ذلك ان المفتي السوري هو من يمنح يومياً الضوء الاخضر لكل الجرائم المرتبكة بسوريا على يد الأسد”.

إقرأ ايضاً: نديم قطيش يرحب بـ «مفتي النظام» على طريقته: «النعل حسون»!

وبحسب ريشا هنالك اجواء رفض كبيرة لدى الشريحة السنية اللبنانية لهذه الزيارة، وبالتالي “أرادت سورية اظهار انها بعلاقة ودّ مع المسيحيي لبنان”.

وعن صحة الحديث حول امكانية ان يكون حسون قد حمل معه دعوة رسمية إلى عون لزيارة سوريا، رأى ريشا أن “زيارة حسون قد تحمل معها دعوة لزيارة سوريا، وفي حال حملت معها دعوة.”

وأضاف ريشا “أن المسألة الاهم تتعلق بشكل الزيارة فقد حملت خرقاً للبروتوكول الرئاسي، إذ كيف يمكن لرئيس جمهورية أن يستقبل مفتي دولة أخرى؟ لذلك فهي إهانة مقصودة من النظام السوري للعهد الرئاسي الجديد.”

إقرأ أيضاً: بالصوت.. عقصة لـ«حسون»: يا سوريا هو ليس مفتيك، هو عراب اغتصابك وتدميرك

موضحاً، على الأقل يجب ان يحضر حسون  كموفد رئاسي سوري يليق بمركز رئاسة الجمهورية اللبنانية. كما كان الاجدى لو زار بداية مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان ويعمل الاخير على ترتيب لقاء يجمع عون بحسون.

وربط ريشا بين زيارة المفتي حسون واستعراض حزب الله العسكري في القصير وإستعراض حزب التوحيد العربي بقيادة وئام وهاب لجنوده في الجاهلية والعراقيل الحكومية، معتبراً إياها أنها تأتي كسلة متكاملة وتعبر عن إمتعاض السوريين من المسار الذي يتخذه العهد الجديد.”

وختم ريشا حديثه لـ”جنوبية” ان سوريا الأسد لا تريد من عون أن يكون رئيساً لكل اللبنانيين، بل رئيساً لفئة من اللبنانيين ورئيساً على فئة من اللبنانيين”.

 

السابق
«شندب» يتقدم بشكوى ضد «حسون»: هل يتحرك القضاء؟
التالي
تغريدة جنبلاط عن مذابح حلب تستفز مصطفى حمدان