محمود قماطي لـ«جنوبية»: فلنكرم حبيب الشرتوني بدل محاكمته

ماذا سيكون موقف التيار الوطنيّ الحرّ - الذي وصل الى الرئاسة الأولى بخلفيّة استعادة العصبية المسيحيّة الى سابق عهدها- من نشاط حزب الله وحلفائه في القوى الإسلامية والوطنية فيما يتعلق بالتضامن مع حبيب الشرتوني، المتهم بقتل بشير الجميّل؟ وهل ما حدث سيكون سببا في إيقاد الخلاف السابق بين الحلفاء الجدد؟

لماذا فتح الآن ملف اغتيال الرئيس بشير الجميل بعد 26 عاما من جمود قضائي؟ وما الذي دفع النائب نديم الجميل ومن ورائه والدته السيّدة سولانج الجميّل لإعادة تحريكه وهو الذي يُعتبر من ملفات الحرب الأهلية الساخنة؟ وماذا عن قانون العفو عن جرائم الحرب الاهلية الذي أصدر بعد اتفاق الطائف وقبلت به جميع أطراف الحرب الأهلية آنذاك؟

اقرأ أيضاً: حروبنا الأهليّة في التاريخ

فقد إلتأم المجلس العدلي برئاسة القاضي جان فهد للنظر في قضية اغتيال الرئيس المنتخب بشير الجميل، وقرر تسطير مُهل بحق حبيب الشرتوني، ودعاه الى تسليم نفسه خلال 24 ساعة، كونه فارا من وجه العدالة واثبات وفاة نبيل العلم محرضه على العملية، وقرر تأجيل الجلسة الى 3/3/2017.

التحقيقات، التي أجريت عقب عملية الإغتيال عام 1982 أدت الى توقيف المتهم عضو الحزب القومي السوري الاجتماعي حبيب الشرتوني، لم تتوصل الى اتخاذ أيّ قرار بالقضية، وبقي الشرتوني قابعا في سجن رومية لمدة خمس سنوات متتالية- وهي جميعها تقع ضمن فترة حكم الرئيس أمين الجميل شقيق الرئيس بشير الجميل- الى العام 1990، الى ان تم تهريبه من سجنه بعد عملية 13 تشرين الثاني، عندما دخلت القوات السورية الى المنطقة الشرقية، وأنهت حكم العماد عون رئيس الحكومة العسكرية في ذلك الوقت.

وقرر القاضي اتهام المُدّعَى عليه حبيب طانيوس الشرتوني بجنايات المواد 314 عقوبات معطوفة على المادة 6 من قانون 11/1/958، والمادة 549 عقوبات معطوفة على المادة 201 منه.

لذلك، ومقابل خطوة آل الجميّل باعادة انعاش ملف اغتيال الرئيس بشير، بادر رئيس التجمع اللبناني العربي عصام طنانة الى الدعوة للقاء تضامني شارك فيه كل من حزب الله ممثلا بمحمود قماطي، والعميد المتقاعد مصطفى حمدان أمين حركة المرابطون الذي ألقى كلمة في اللقاء، اضافة الى عدد من الوجوه السياسية اللبنانية والفلسطينية، تحت عنوان “دعماً للبطل حبيب الشرتوني الذي قتل العميل الإسرائيلي بشير الجميل”.

وقد أدى هذا اللقاء التضامنيّ الى خلق جو استفزازي في الشارع المسيحي بشكل عام، خصوصا ان الرئيس ميشال عون والقوات اللبنانية وحزب الكتائب، كلها تعتبر أنفسها امتدادا لمدرسة بشير الجميل السياسية.

تضامناً مع حبيب الشرتوني

واللافت هو انعقاد هذا اللقاء في الضاحية الجنوبية في مطعم الساحة على طريق المطار، وبحضور ممثل لحزب الله وعدد من الشخصيات السياسية البارزة.

والسؤال الذي طرحته تلك الأوساط المسيحية: ماذا لو قامت جهة لبنانية بتكريم المتهم بإختطاف الإمام موسى الصدر، أو بتكريم المتهم بإغتيال الشيخ عباس الموسوي الذي قُتل في غارة إسرائيلية؟ او بتكريم قاتل عماد مغنية؟

وفي اتصال مع عضو المكتب السياسيّ في حزب الله الحاج محمود قماطي للتعليق على دلالة مشاركة “حزب الله” في اللقاء التضامني مع حبيب الشرتوني في مطعم الساحة على طريق المطار، قال: “لا ليس للأمر دلالة، كل ما هناك ان هذه العلاقات القائمة هي نفسها، وإثارة القضية تعبّر عن حقبة زمنيّة غير مفهوم سرّ فتح ملفها وكما قالوا “حتى لا تموت القضية”، وهي نكش للحرب، ولصفحة طُويت”.

اقرأ أيضاً: بعد عرسال… «شبعا» مهددة بوصمة الإرهاب

وردا على سؤال حول محاولة استفادة آل الجميّل من وصول ميشال عون الى الرئاسة لتحريك ملف خلافيّ، يقول القماطي: “لا علاقة لذلك بالأمر، لأنه تم استثناء ملف بشير الجميّل من قانون العفو الصادر بعد الحرب كونه يدخل في ملف اغتيال رؤساء الحكومات والجمهورية الذين تم اغتيالهم خلال الحرب، ومنهم رشيد كرامي حيث تمت محاسبة سمير جعجع وسجنه لمدة 11 عاما، ولم يخرج من سجنه الا بعفو خاص”.

وبحسب قماطي من “الأجدى تكريم شخصية وطنية كحبيب الشرتوني لا ملاحقتها”!.

السابق
محامون أوروبيون يستعدون لمقاضاة بشار الأسد
التالي
افتتاح مهرجان لبنان السينمائي الدولي للأفلام القصيرة في طرابلس والنبطية وصور